No Script

وجع الحروف

كلنا ضحايا... «كلمة» !

تصغير
تكبير

الكلمة جاءت في الحديث الشريف عن صفوة الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات? وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم»، والله عز شأنه ذكر الكلمة الطيبة في محكم تنزيله: «ألم تر كيف ضرب الله كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء».
كلنا ضحايا... «كلمة»? والكلمة السيئة تخرج عندما يبتعد مطلقها عن القيم الإسلامية والأخلاق التي جبلت عليها أمة محمد? ونحن جميعا ضحايا كلمة «سيئة» أطلقها من اعتاد على الطعن بالآخرين? من سب وقذف? ونفاق? وتبادل مصالح شخصية? وحتى القرارات التي لا ترسم الابتسامة وتعود بالنفع على الرعية - مستقبلو الخدمة - أو المنتج إنما هي نابعة من دوافع ومبررات غير سليمة «بشخطة قلم»، عندما تعتمد بإمضاء صاحب القرار في كلمة.
نشتكي من سوء التعليم... والسبب قرار? والقرار «كلمة» تختصر دراسات غير منطقية لا تتواكب مع ما هو معمول به في الدول التي شهدت تطوراً في نظامها التعليمي.


«يعتمد»... كلمة تهبط بقرارات على قصاصات ورق هي في محصلتها أوجدت لنا خدمات صحية من دون المستوى? وطرق ترجمنا بالحصا وحتى كلمة «بريء» و«مذنب»، نصدرها نحن قضاة المجتمع من أفراد ومجاميع وكتل، وهي محصلة ثقافة مركبة تراكمية، ولهذا قيل «قاضيان في النار وقاض في الجنة»... وفي أغلبها تظهر عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو القنوات الإعلامية الأخرى بمختلف أنواعها، وكذلك الحال في الديوانيات والملتقيات الاجتماعية.
الكلمة الطيبة تصنع الابتسامة? والكلمة السيئة تسقط دموع أحبة لنا يعانون من مستوى معيشي سيئ? والعيش بالرخاء يحتاج لمصدر دخل جيد... وكل ما نعاني منه مصدره «كلمة» وحتى «العجز» كلمة!
أستغرب من قرارات تأخذ وقوانين تصدر ولجان تشكل منذ عقود: هل أرست أسس العيش بالرخاء، الذي طالب بتوفيره المشرع الكويتي؟ وهل أوجدت لنا تنوعاً في مصادر الدخل؟ الشواهد تقول: لا!
أرصدة قلة «تتضخم» والسواد الأعظم ينتظر بفارغ الصبر دخول الراتب إلى حساب، تستهدفه القروض والالتزامات الشهرية و«هات سحب»!
ناس تشتكي من ارتفاع الأسعار وتكلفة المعيشة ودفع الإيجار لأكثر من عقدين من الزمان، ومجموعة قليلة هي المعنية برفع الأسعار، وتحميل المواطن البسيط تبعات قرارات خاطئة انتهت بـ«كلمة»... والمتقاعدون الله وحده أعلم بأوضاعهم!
عودوا إلى رشدكم !

الزبدة:
على المستوى الفردي? لا تتفوه بـ«كلمة» قد تهوي بك في جهنم، واحرص على قول الحق لننعم بمجتمع متحاب.
وعلى المستوى المؤسساتي? نحن أحوج إلى تطبيق القيادة الأخلاقية، وفرض حوكمة صارمة معنية باتخاذ قرارات أخلاقية الطابع، التي تفهم توقعات الشارع الكويتي، لتصدر على أثرها قرارات تأتي بخدمات على مستوى عال من الجودة? وتعليم جيد ونزاهة في التعامل مع متطلبات الحياة والاقتصاد الجديد، ومن ضمنها جودة تنفيذ المشاريع التي توصل إلى حال من الرضا من قبل الجميع.
لذلك? نجد أن النهوض بالبلد وأداء مؤسساته ورفع مستوى ثقافة مكونات المجتمع وفئاته، يبدأ من «القياس والتقييم» ونقطة البداية من التعليم... وكل جانب من جوانب الحياة يتأثر سلباً أو إيجاباً بأي قرار - كلمة - يتخذ... كفرد أو قيادي صاحب قرار... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي