خالد عبدالكريم وريم الشطي بطلا «مبارزة» يستمدّان القوة... من «مؤسسة الزواج»

خالد عبدالكريم وريم الشطي، حالة نادرة وفريدة من نوعها... محلياً وخليجياً.
رابط الزواج بينهما لم يقف حائلاً أمام نشاطهما الرياضي، وتحديداً في مجال المبارزة، لا بل ذهبا إلى أبعد من ذلك، من خلال ولوج منصات التتويج في المحافل الخارجية بكل جدارة واقتدار.
ولا شك في أن هذا «الثنائي» (ولدا في العام 1995) استمد من «الارتباط الاجتماعي» قوة ودافعاً لمزيد من التألق، مستقبلاً.
ارتبط خالد وريم منذ ستة أشهر فقط، بيد أن هذا الارتباط بين بطلين رياضيين كويتيين أو حتى خليجيين ينافسان في الميدان، يبقى أمراً غير مألوف ونادر الحدوث، وقد يكونان سبّاقين في ذلك، بيد أن الملاعب العالمية، عبر تاريخها، شهدت الكثير من الارتباطات العاطفية بين أبطالها، ويبقى الأبرز على هذا الصعيد زواج بطلي التنس العالميين السابقين الأميركي اندريه اغاسي والألمانية شتيفي غراف.
واتفق خالد وريم خلال حوار خاص خصّا به «الراي»، على أن «حالتهما» قد تكون الأولى من نوعها في الكويت، غير أن الزوج اعترض على كون المجتمع الكويتي يمنح الأولوية لـ«الذكورية» في المجال الرياضي، بيد أن ذلك لم يحُل دون إجماعهما على ان وضعهما الرياضي لم ولن يؤثر على التزاماتهما الاجتماعية والعملية وما ينتظرهما من تحديات في حياتهما الاسرية، كونهما رفعا «شعار» تنظيم الوقت في كل شيء، مع التشديد على أنهما يحبذان الحياة الرياضية الصحية.
تعارف خالد وريم على بعضهما البعض خلال تدريبات المنتخبات في صالة اتحاد اللعبة في الدعية، وحصل إعجاب شخصي ورياضي متبادل، ما أدى الى رجحان كفة «القسمة والنصيب»، وسط مباركة الأهل، رغم أنّ أياً منهما لم يتوقع يوماً ما أن يرتبط ببطل رياضي آخر. ويشجع الزوجان على ارتباطات أخرى في المجتمع الكويتي شبيهة بنوعية علاقتهما، خصوصا انها أثبتت نجاحها في الخارج وبالمقاييس كافة.
ليس فقط «عش الزوجية» ما يجمع خالد وريم، بل أيضاً الإنجازات.
فقد توّج الزوج بطلاً للعرب في سلاح الـ»فلوريه» ضمن البطولة التي اقيمت في الكويت في ديسمبر الماضي، في الوقت الذي حصدت فيه الزوجة ذهبية سلاح الـ»إيبيه» في الحدث نفسه.
المفارقة أن خالد ينتمي إلى نادي القادسية وسبق له أن توج بطلاً للخليج وغرب آسيا ونال وصافة آسيا، بينما تنتمي ريم إلى نادي الكويت، وسبق لها أن انتزعت ذهبية دورة ألعاب المرأة الخليجية السادسة في الكويت، خلال العام الماضي.
وفي ما يلي نص الحوار مع الزوجين:

? باعتبار أنكما بطلان رياضيان في الميدان حالياً وزوجان في الوقت نفسه، هل شهدتما حالة شبيهة في الرياضة الكويتية أم أنها حالة تشهدها البلاد للمرة الأولى؟
- خالد: اعتقد بأنها تحدث للمرة الأولى. وإذا حدث، فذلك أمر نادر.
- ريم: شخصياً، لم أسمع بذلك من قبل هنا في الكويت لإن لم أكن مخطئة، إنما في الخارج، نعم، فقد شهدناها كثيرا.
? أين؟
- ريم: في مجال رياضتنا وبين لاعبي ولاعبات مبارزة في إيطاليا، مثل دانييلي غاروتسو واليتشي فولبي، وهما من أبطال العالم.
- خالد: كذلك، هناك التونسيان ايوب فرجاني وسارة بسباس وهما زوجان وبطلان عالميان في المبارزة.
? هل تأملان يوما ما في ان تتحولا إلى بطلين عالميين؟
- خالد وريم: بالطبع، نتوق الى تحقيق ذلك في يوم من الأيام، ونحن نستمد من ارتباطنا قوة ودافعاً لمزيد من التألق مستقبلا.
? متى تزوجتما؟ وهل مارستما المبارزة قبل الزواج؟
- خالد: تزوجنا منذ 6 أشهر، وبدأت بممارسة اللعبة قبل 11 سنة.
- ريم: بدأت قبل 6 سنوات.
? وكيف جمعتكما الصدفة؟
- خالد: في المجال الرياضي طبعاً ومن خلال ممارستنا للعبة المبارزة.
- ريم: تقابلنا للمرة الأولى في اتحاد المبارزة، حيث تدربنا مع بعض. كان خالد لاعباً في صفوف منتخب الكويت عندما انضممت شخصياً الى المنتخب. ومنذ ذلك الحين، تعرفنا إلى بعضنا البعض وحدث إعجاب متبادل.
? هل أن الجانب الشخصي أو الرياضي كان معيار الاعجاب الذي أدى في النهائية الى الزواج؟
- خالد: الاثنان معا.
- ريم: الاثنان معاً، انما الجانب الشخصي لعب دوره لانني خبرت المجال الرياضي فترة أطول.
? هل فكر أي منكما يوماً ما في الارتباط بشريك رياضي؟
- خالد: كان أصدقائي وزملائي اللاعبين ومن منطلق الدعابة، يقولون إنه سيتحتم علي ان أتزوج بطلة رياضية في المستقبل، نظراً إلى حبي الشديد للمبارزة وتكريس وقت طويل لها من حياتي الشخصية، مع طاقة كبيرة. كنت أتساءل بيني وبين نفسي: هل يمكن أن يحدث ذلك لانه لم يحصل في الكويت بل وفي الخليج العربي على ما أعتقد، واذا حدث فهو أمر نادر. انما في مجتمعات اخرى، فذلك مألوف وحدث كثيرا. الزواج في النهاية قسمة ونصيب ولا يمكن لأحد ان يتوقع شيئاً على هذا الصعيد.
- ريم: لم أكن أتوقع مطلقاً ان ارتبط بشخص في المجال الرياضي. هذا الامر لم يكن في بالي ولم أخطط له، انما هذا ممكن ان يحدث عندما يقابل الانسان الشخص الذي يرتاح اليه ويناسبه. الأمر بسيط، حدث الإعجاب وارتبطنا.
? هذا يعني ان هكذا ارتباط صعب أو غير مألوف في مجتمع محافظ وفي مجال ذكوري ونعني به هنا الرياضة؟
- خالد: اعترض على ذلك. التسمية التي لا تنطبق إلا في مجال الرياضة في منطقة الخليج العربي. الرياضة لدينا هي رياضة للجميع، وليست حكراً على الرجال فقط، بل هي للجنسين معا. حصرها في المجال الذكوري خاطئ، والمجتمع والمتخصصون يوصون بممارستها من أجل الصحة العامة وللجنسين، لانها تمنح ثقة في النفس وتجعل الفرد أفضل اجتماعياً.
? كيف توفّقان بين حياتكما الزوجية والاجتماعية والتزاماتكما الرياضية؟
- خالد: كل الامور تسير بشكل طبيعي من خلال تنظيم الوقت. هناك وقت مخصص لزيارة الاهل مثلاً وآخر للعمل والتدريبات وخوض المنافسات. حياة كل انسان طبيعي ناجح تتطلب تخصيص وقت معين لكل الامور الحياتية ومختلف أنواع الارتباطات.
- ريم: ما أورده خالد صحيح حتى لو كان الامر يتعلق بأمور بسيطة مثل مواعيد الطعام والعمل المنزلي وغيرها، وما يسعفنا معاً هو اننا نمارس اللعبة نفسها وجدول التدريبات لدينا متشابه، ومن هنا نستطيع ان نوفق بين الارتباطات والالتزامات في مختلف الأمور الحياتية.
? هل تعتقدان بأن نمط حياتكما والتزاماتكما يمكن أن يتغير عندما تنجبا أولاداً؟
- ريم: دعني أخبرك أمراً ما. خلال مشاركتي في بطولة ودية في العاصمة البريطانية لندن قبل سنة، رأيت مشاهد رائعة. رجال وسيدات يمارسون اللعبة وأعمارهم تفوق الخمسين سنة، حتى أن البعض منهم شابَ شعره، والعديد منهم أزواج.
أكثر ما لفت نظري هو لاعبة مشاركة حضرت الى مكان البطولة وهي تصطحب ابنتها البالغة من العمر 4 سنوات. كانت تلعب ثم تعود الى ابنتها لتهتم بها وتروي لها قصة من كتاب، ثم تعاود اللعب مجدداً.
أمر رائع وعظيم أن ترى هذا التنظيم الدقيق للحياة الاسرية والرياضية. واشير هنا الى هناك بطلات دوليات عديدات يمارسن اللعبة وهن أمهات، ومنهن الإيطالية مارا نافاريا التي أضحت بطلة للعالم في العام 2018، بعدما انجبت طفلاً. نستطيع ان نمارس هكذا حياة، انما وقبل شيء، علينا ان ننتظر ما سيحدث في المستقبل ولا نستبق الامور.
? هذا يعني أنكما تحبذان أن تكوّنا أسرة تعتاد على الحياة الرياضية، وربما يمارس الابناء المبارزة أيضاً؟
- خالد: طبعاً، ولمَ لا؟ الحياة الاسرية تصبح صحية جدا.
? كيف كانت ردة فعل عائلة كل منكما عندما علمت برغبتكما في الارتباط؟
- خالد: تقبلوا ورحبوا بالأمر، خصوصاً وان الاختيار يعود لي، سواء أكانت الفتاة التي سأرتبط بها رياضية أم لا.
- ريم: الأسرة تقبلت الامر بكل رحابة صدر. كانت والدتي سعيدة جدا، وأعتقد ان ذلك جعل تجربتنا أكثر سعادة.
? كيف تصفان حياتكما الرياضية من ناحية تفاعلكما مع بعضكما البعض خلالها، خصوصا وأنكما تمارسان اللعبة نفسها؟
- خالد: رغم أنّ كل منا يمارس فئة مختلفة عن الآخر في المبارزة، فأنا أشارك في سلاح الـ»فلوريه» وريم في الـ»إيبيه»، فإننا ننخرط معا في تمارين الاعداد البدني تحت إشراف مدرب لياقة متخصص واحد، وننفصل خلال تدريبات السلاح الخاص بكل منا. نحن نتواجد في صالة اتحاد المبارزة نفسها حيث نتدرب في معظم الاوقات، ضمن صفوف المنتخب.
? كيف يقيّم كل منكما مستوى الآخر؟
- خالد: مستوى ريم هو الافضل عربياً وخليجياً، لكن يلزمها المزيد من الوقت لتصل الى العالمية، واعتقد انها تستطيع تحقيق ذلك. والكلام نفسه ينطبق عليّ أيضاً، اذ ان بلوغ العالمية يحتاج الى خبرة ودعم مادي ومشاركة في معسكرات تدريب وبطولات رفيعة المستوى.
- ريم: من البَدَهِيّ أن يكون خالد أفضل مني فنياً لانه سبقني في ممارسة اللعبة واحتك بشكل أوسع مني أيضا، وأتمنى أن أصل الى مستواه. بدأت في المشاركة خارجياً منذ سنة، وكانت التدريبات قبلها تقتصر على النادي.
? كيف يدعم كل منكما الآخر خلال البطولات والتدريبات؟
- ريم: لم يقصّر خالد في دعمي يوماً ما.
- خالد: كذلك ريم، فهي لم تقصّر في دعمي، وكلانا يكمل الآخر لأن اليد الواحدة لا تصفق.
? ما هي المشاركات المقبلة لكل منكما؟
- خالد وريم: نحن مقبلان على خوض البرنامج نفسه من الاستحقاقات المهمة، وبينها دورة الالعاب الخليجية في الكويت من 4 الى 14 أبريل وبطولة آسيا للعمومي في كوريا الجنوبية خلال الشهر ذاته، بالاضافة الى بطولة الكويت المحلية في 13 منه.

6 ميداليات جديدة للكويت في «الألعاب الخليجية»

منذ 5 ساعات

الجولة السابعة لـ «القفز» تنطلق... اليوم

منذ 5 ساعات

أشهر 10 حالات زواج بين الرياضيين في العالم

1 - الأميركي أندريه أغاسي (تنس) والألمانية شتيفي غراف (تنس).
2 - الأميركي بارت كونير (جمباز) والرومانية ناديا كومانتشي (جمباز).
3 - الأميركي نومار غارسيابارا (بيسبول) والأميركية ميا هام (كرة قدم).
4 - الأسترالي غريغ نورمان (غولف) والأميركية كريس إيفرت (تنس).
5 - السلوفيني ساشا فوياسيتش (كرة سلة) والروسية ماريا شارابوفا (تنس).
6 - الأميركي تايغر وودز (غولف) والأميركية ليندساي فون (تزلج على الجليد).
7 - الأسترالي آدم سكوت (غولف) والصربية آنا إيفانوفيتش (تنس).
8 - الإسباني سيرجيو غارسيا (غولف) والسويسرية مارتينا هينغيس (تنس).
9 - الروسي سيرغي فيدوروف (هوكي على الجليد) والروسية آنا كورنيكوفا (تنس).
10 - الأيرلندي الشمالي روي ماكيلروي (غولف) والدنماركية كارولين فوزنياكي (تنس).