No Script

بالهمس

«ترند السناب شات»...

تصغير
تكبير

كثيراً ما يسالني أقراني عن برنامج «سناب شات»، وحين أجيب بأنه لا يستهويني، يأتيني الرد سريعاً بالاستغراب.
أداري عن نفسي هذا الاتهام بأنني أفضل الانستغرام، ويأتي السؤال - الذي دائماً يلاحقني - عن جدوى الكتابة في هذا العصر، وهل هناك من لا يزال يقرأ.
لا شك أن جمهور «سناب شات» يختلف عن معشر القراء، فهو يتابع يوميات الآخرين بشغف، كما أنه يختلف عن الجمهور الذي يبحث عن وجبة ثقافية بين طيات الأوراق.


فالكلمه هي السلاح في وجه الظلم. وكم من كلمة كانت شرارة التغيير. وهي معركة الحفاظ على حقوق الانسان وحريته ومصالحه والدفاع عن الأوطان واستقلالها في وجه من يريدون لها الشر، كما أنها معركة من أجل التطور نحو الأفضل، وهي الفائده التي تعم المجتمع. وهنا - بالطبع - أتحدث عن الكاتب الحر الواعي، الذي يخوض معركة الكلمة من غير إطلاق رصاصة واحدة.
شخصياً لا أظن أن بوسع وسائل التواصل الاجتماعي أن تغني عن وسائل الإعلام والصحافة ودور النشر. وأدوات التعبير مثل الكتابة والرسم، ففي اعتقادي أنها وجدت لتساعد الإنسان على التعبير عما يراوده من أفكار ومشاعر. فالكاتب قلمه هو جواز سفره، كما أن ريشة الفنان هي هويته.
هل كنا لندرك ذلك الحزن الكبير في فلسطين لولا كتابات غسان كنفاني وإبراهيم نصرالله. أو أن فرجينا وولف كانت تظن أن 400 باوند هي كافية لتحقيق الاستقلال للنساء، طبعا للظروف حكمها آنذاك.
هناك الحوارات بين الابطال، جذورهم، طبقاتهم الاجتماعية، ومناحي تفكيرهم، وطموحهم في المستقبل، في القصص والروايات... هل يمكن لأي برنامج في السوشل ميديا اختزال هذه الأشياء أو استبدالها؟
لا أكتب كي يقال عني أني أكتب بشكل جيد أو متوسط أو حتى ممتاز، غاية ما في الأمر أني أطمح لأصل إلى الناس وقلوبهم وعقولهم، فالكتابة هي وسيلتي الأقرب لنفسي، في زمن صار الحديث مستهلكاً وليس بالضرورة أن تكون كتابتنا معقدة، يكفينا أن الحقيقة هي أصلا معقدة!
مقاييسنا في حياتنا الأدبية والسياسية هي في الغالب شخصية. والكتابة في حد ذاتها قد تكون موضة تعبير عن انفعال موقت كما الحال في تويتر الذي يغذي الانفعال، أكثر مما هو تعبير عن وجهة نظر في الحياة، كما في الكتب والقصص والمقالات، لذلك ستلاحظ الفرق حين تقرأ تغريدة عن حدث معين بعد زوال الانفعال وخفوت حدة الظاهرة، وانتهاء ذلك الاستنفار الموقت. دمتم بسلام يا معشر القراء وعاش «سناب شات»!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي