حوار / «الغناء في الأعراس لا يقلّل من قيمة الفنان»
بسمة لـ «الراي»: الفن حرام... وأتمنى الهداية!
أنا عفوية وتلقائية لا أعرف التصنع... ولا أتماشى مع المواقف المرسومة مسبقاً
أستبعد طرح ألبوم... والأغنية «السنغل» هي الأنجح في السوق الآن
«الفن حرام، وأتمنى الهداية من عند الله».
حين يكون هذا الكلام نابعاً من فنانة، فعلامات الاستفهام ستتطاير لتعلو الوجوه. لكن صاحبة الكلام الفنانة الكويتية بسمة، لها تفسيرها الذي سردته حين فتحت قلبها لـ «الراي»، لافتةً إلى أنها ورغم يقينها بأن الفن حرام، لكنها في الوقت نفسه تحبه وتعشقه، وكاشفة في الوقت نفسه عن تفوقها سابقاً ضمن العشرة الأوائل على مستوى الكويت في مسابقة حفظ القرآن الكريم، خلال دراستها المرحلة الثانوية.
بسمة، نوهت أيضاً، إلى أنها لا تستبعد اعتزال الغناء، متى سنحت الفرصة، بالرغم من أنه حلم الطفولة، مشددةً على أن المشاركة في الأعراس والمناسبات لا يقلل من قيمة الفنان على الإطلاق، بل إنها تزيد من شهرته ونجوميته.
وفيما أوضحت أنها لا تحب التمثيل، وترى أنه مهنة شاقة، اعتبرت بسمة أنها عفوية وتلقائية لا تعرف التصنع، ولا تتماشى مع المواقف المرسومة مسبقاً.
• فلنبدأ من المستقبل... أين ترى بسمة الكويتية نفسها بعد 10 سنوات؟
- أتمنى الهداية، وسأفتح قلبي لـ «الراي»... أنا أعتبر أن الفن حرام، ولكنه في الوقت ذاته شيء أحبه وأعشقه، ويميل إليه قلبي. وعلى فكرة، أنا شهادتي «دبلوم كيمياء»، ولكن الشكوى لغير الله مذلة، لذلك قررتُ فتح مشروع شركة «بسمة الكويتية للأفراح»، والتي تشمل كل مستلزمات الأفراح والمناسبات.
• هل يعني أن لك موقفاً سلبياً من الفن؟
- نعم، لأن العمل في هذا المجال - وللأسف الشديد - يعتمد في الدرجة الأولى على العلاقات الشخصية والمصالح المشتركة، كما أن هنالك أشخاصاً دأبوا على تخريب حياة الفنان، إذا لم يستفيدوا منه بطريقة أو بأخرى، وأنا أتكلم عن البعض ولا أحب التعميم.
• وهل معنى ذلك أنك ستعتزلين الفن في المستقبل؟
- بكل تأكيد، فأنا لا أشك لحظة بأنني سأعتزل الفن يوما ما، بالرغم من أن الغناء هو الحلم الذي كان يراودني منذ الطفولة، لكن أهلي عارضوني وقتذاك لكي أستكمل دراستي، وحينما رأيت أبواب الدراسة مقفله أمامي، عدتُ إلى الحلم القديم وأصبحت مطربة.
• ولماذا لا تريّن خطاً وسطاً بين الفن والدين، وهل سنسمع منك شيئاً دينياً قريباً؟
- نحن نعلم أن الفن حرام، لكنني أحبه، ومع ذلك فأنا - ولله الحمد - مواظبة على الصلاة. سأكشف لك سراً - أقصد أنه كان سراً - فأنا كنتُ طالبة مجتهدة في الثانوية العامة، كما أنني حصلت على المركز العاشر على مستوى الكويت في حفظ القرآن الكريم.
• ولو تركتِ الفن، ماذا ستخسرين في حياتك؟
- لن أخسر شيئاً، بل يكفيني ما حققته من أحلام في الفن، خصوصاً أن حب الناس شيء عظيم، لكن حب الله شيء أعظم.
• أعلنتِ قبل فترة عن تلقيكِ عرضاً من القاهرة، لتسجيل عدد من الأغاني، فمتى ستبصر هذه الأعمال النور؟
- سوف يسمع الجمهور هذه الأغنيات في القريب.
• وهل تجيدين الغناء باللهجة المصرية؟
- نعم، فقد سبق لي أن قدمت اللون المصري، وشاركت في احتفالات خاصة بالسفارة المصرية مع الفنانة الكبيرة نادية مصطفى، وابنتها فيروز أركان، كما شاركتُ في مهرجان «رد الجميل» في الكويت مع الفنانة الكبيرة أنوشكا.
• وماذا عن مشاريعك الفنية المقبلة؟
- لديَّ مشاريع جديدة وحفلات في الكويت، وأيضاً في مصر قريباً.
• منذ فترة ليست قصيرة، لم نعد نرى لك أغنيات منفردة (سنغل) جديدة... ترى ما السبب؟
- بالعكس، هناك فكرة لطرح أغنية «سنغل»، وربما ستكون في القريب العاجل، بعد أن أستقر على الاختيار بين أكثر من أغنية.
• ولماذا أنتِ غائبة عن المشاركة في المهرجانات المحلية التي يقيمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب؟
- أختلف معك... فالحق أن المجلس الوطني لم يقصّر معي، وشاركت معهم في السابق في احتفالية، وبإذن الله قد أشارك في حفلاته المقبلة، إذ ليس هناك ما يمنع من أن أكون معهم في المستقبل في أي احتفالية، لو توافقت الظروف.
• هل ترَين أن الغناء في الأعراس والمناسبات الخاصة يقلل من قيمة الفنان؟
- غير صحيح بالمرة، بل أنا أرى النقيض تماماً... فالغناء في الأعراس والمناسبات يزيد من رصيد الفنان، ويوسع من شهرته ومكانته لدى الجماهير والمحبين، لكننا حالياً في زمن «السوشيال ميديا»، والظهور فيه مهم للغاية، فهذا يُعتبَر أقوى دعاية للمطرب.
• متى يصدر لك ألبوم غنائي كامل، أم أن الأمر مستبعَد في ظل الغياب التام لشركات الإنتاج التي تتبنى مهمة الإنتاج للألبوم؟
- في ظل هذه الظروف حالياً أستبعد طرح ألبوم، ومن وجهة نظري الأغنية «السنغل» هي الأنجح في السوق الآن، وهي أوفر من ناحية التكلفة المادية من طرح الألبوم، ولكن هناك شرطاً مهماً، إذ يجب استغلال «السنغل» بالدعاية الصحيحة.
• كثير من نجوم الغناء توجهوا صوب التمثيل، فماذا عنك؟
- بالنسبة إليّ لا أحب التمثيل، فأنا إنسانة عفوية وتلقائية لا أعرف التصنع، ومن ثم لا أتماشى مع المواقف المرسومة مسبقاً... وأرى أن التمثيل عمل متعب وشاق نوعاً ما لو تكلمنا في الأفلام المصرية، فإذا شارك المطرب في العمل يجب أن يتمثل الأمر في لوحات غنائية، لكن في الكويت لا يوجد هذا الكلام.
• هل تقصدين بكلامك أنك تؤيدين مقولة «صاحب البالين كذاب»؟
- بالفعل، هذه المقولة صحيحة، وأنا أؤيدها، والغناء الذي أعشقه يكفيني ويحقق لي ذاتي الإبداعية.
