No Script

رؤية ورأي

مناورات السنة الأخيرة للمجلس

تصغير
تكبير

الدكتورة طرفة عبدالرحمن، الأكاديمية المتخصصة في العلوم والدراسات الاجتماعية، لديها العديد من المقالات الرائعة المخصصة لوصف وتحليل وتفسير سلوكيات المجتمع الخليجي، من بينها مقال بعنوان «جماهيرنا تصفق لمن يضلّلها». وجدت ضرورة في عرض بعض مضامينه، بعد أن ظهرت بوادر السباق الانتخابي لمجلس 2020، وانكشفت شواهد على أن هذا السباق سيكون الأشرس من حيث التضليل الفكري والمجتمعي مقارنة بالانتخابات السابقة.
من بين ما جاء في مقال الدكتورة، أن «هناك فئة من النخبة الثقافية والاجتماعية، والتي تضم كتابا صحافيين، ومتقاعدين سابقين من وظائف عليا في الدولة، وأساتذة جامعيين ممن حققوا جمهوراً في مواقع التواصل الاجتماعي، هذه النخبة يجوز لنا تسميتها بالنخبة السوداوية فهي نخبة لا تجيد في طرحها لأي قضية تتناولها إلا سياسة النقد السلبي المليء بالسوداوية، وليس العيب كامناً في قضية النقد أو الشعور السلبي التي تقذف به في مشاعرنا تجاه ذلك الموضوع الذي تتحدث عنه، إنما في أن هذا الطرح غير الموضوعي ليس إلا ممارسة للتضليل الفكري والمجتمعي للعامة، تجاه قضاياهم ومؤسساتهم وهمومهم الاجتماعية، وهو لا يقل في سخافته وتضليله عن الطرح الإيجابي المبالغ فيه، والذي يخرج دائماً من ديباجة بعض المسؤولين عند سؤالهم عن أحوال وزاراتهم أو مؤسساتهم المنتمين لها». واختتمت الدكتورة تلك الفقرة قائلة: «والحقيقة أن الأمور بخير أحياناً، وينتابها الخلل أحياناً أخرى، ولكن ليس بالصورة التي تعكسها لنا أطروحاتهم».
من جهة أخرى، كشفت الدكتورة واقع من عرفتهم من «النخبة السوداوية»، بالقول: «إنهم عن قرب مختلفون كثيراً عما يبدون خلف منابرهم»، وأضافت: «إن أحدهم عندما يكتب في قضية معينة لا يخرج لنا برؤية جيدة لحلها، وإن فعل ذلك خرج لنا بحل خرافي غير قابل للتطبيق».
استهل بعض أعضاء هذه «النخبة السوداوية» حملتهم التضليلية قبل أيام من أجل عرقلة المجلس الحالي من تحقيق إنجازات متوقعة في سنته الأخيرة، ولإسقاط مكانتها وأهميتها في الميزان المجتمعي. وذلك من خلال وصمها بأنها مناورات السنة الأخيرة للمجلس، وتصنيفها كحِيَل وخطط برلمانية بمشاركة حكومية لضمان إعادة انتخاب النوّاب الحاليين، كما لو أن حكومتنا تخشى من عودة بعض نوّابنا السابقين أو أنها ترتعد خوفا من وصول نوّاب مستجدّين؟!
المنخرط في العمل البرلماني يعلم أن السنة الأخيرة للمجالس هي الأبرز من حيث النشاط والانجاز، لأسباب عدة موضوعية، من بينها أن المجالس البرلمانية عادة تنشغل في فترتها الأولى في تشكيل كتلها وتحديد العلاقات في ما بينها، وفي اثبات قدرة كل منها على توجيه وصياغة قرارات المجلس. وأيضا لأن المقترحات بالقوانين تحتاج - بدرجات متفاوتة - إلى مداولات عديدة في لجان برلمانية مختلفة، ثم تنتظر دورها للعرض في المجلس وفق أولويتها في ما بينها، ومقارنة بأولوية مشاريع القوانين الحكومية والأنشطة البرلمانية الأخرى كالاستجوابات والجلسات الخاصة. أضف إلى ما سبق، أن الملفات الشائكة غالبا تحتاج إلى مدة طويلة للتوافق على كيفية معالجتها. المراد أنه ينبغي أن نطالب المجلس بمضاعفة انجازاته في الفترة المتبقية، لا أن نقمعه بتشويه نوايا أعضائه.
لذلك أدعوكم إلى الحذر من النخبة السوداوية، وتفحّص مصداقية وصلاحية اطروحاتهم، لأنهم لا يقلّون خطراً وتضليلا عن نوّاب «وطنيين» وقياديين «إصلاحيين» وحقوقيين «مناضلين» تضخمت ثرواتهم... «اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه».

abdnakhi@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي