No Script

ببساطة

الإنسان في بلد الإنسانية

تصغير
تكبير

يحتفل العالم اليوم بذكرى اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الانسان، حيث يطلق على يوم العاشر من ديسمبر اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وكوننا في الكويت التي أقر دستورها العديد من الحقوق الإنسانية الأساسية، ووقعت على العديد من المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان، فلا بد لنا أن نراجع وضعنا الإنساني، خصوصاً أن كلمة «الكويت بلد الإنسانية» باتت تتردد على ألسنة العديد من المواطنين، فما هو حال الإنسان في بلد الإنسانية؟
نعم نحن لا ننكر بأن الكويت كانت وما زالت بلداً معطاءً على الصعيد الخارجي، حيث ساهمت الكويت في مساعدة العديد من دول العالم الفقيرة أو المنكوبة، بل لم تقتصر مساعدات الكويت على الدول الفقيرة فقد قدمت الكويت المساعدات للولايات المتحدة الأميركية بعد إعصار «كاترينا» في العام 2009، أما على الصعيد المحلي فيشهد التاريخ بأن الكويت كانت بلداً يجمع كل الناس بمختلف أطيافهم ومشاربهم، وجاء دستور 62 ليؤكد على ذلك في المادة (29) التي تقول: «الناس سواسية في الكرامة الإنسانية وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين»، لكن هل استمر الحال على ماهو عليه، وهل لا تزال هذه النصوص مطبقة بشكل سليم في يومنا هذا؟
نحن نتكلم عن حال الإنسان في الكويت اليوم، وسأبدأ بأصل كل الحقوق الإنسانية وهي الحريات، فخلال الأعوام الماضية تم التضييق على جميع أنواع الحريات في الكويت، سواء الحريات العامة أو الخاصة، وذلك عبر ترسانة من القوانين المقيدة للحريات التي باتت سبباً في سجن العديد من الشباب بسبب رأي أو كلمة، ناهيك عن القرارات الحكومية بسحب واسقاط الجنسية الكويتية عن بعض المواطنين بسبب رأي سياسي، الأمر النقيض لحقوق الإنسان، خصوصاً أن المتضررين من هذه القرارات محرومون من حق التقاضي بحجة عدم اختصاص القضاء... مثل هذه القوانين التي قلصت بشكل لافت هامش الحرية الذي كنا ولا نزال نفاخر فيه لا يمكن أن تستمر وبالتأكيد تجعلنا أمام تناقض كبير بين النصوص الدستورية والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها الكويت والواقع الذي نعيشه.


هناك أيضاً العديد من القضايا، كحقوق المرأة التي لا تزال تناضل ليتم مساواتها «فعلياً» بالرجل، وليس فقط من خلال النصوص، أما التمييز ضد الوافدين فلا حاجة لشرح ما يحدث من ظلم للعمالة الوافدة، بل يكفينا أن نلقي نظرة بسيطة على إضرابات العمال الوافدين بسبب عدم استلام رواتبهم لأشهر عديدة، وأخيراً قضية الكويتيين البدون، وأقول الكويتيين لأن الحكومة نفسها تعترف بأن هناك العديد من المستحقين للجنسية الكويتية بينهم، ولا يزالون منذ عقود طويلة ينتظرون حلاً لقضيتهم، في وقت يحرمون فيه من أبسط الحقوق الإنسانية كالتعليم والصحة والسكن.
كل تلك القضايا والعديد غيرها نستذكرها في اليوم العالمي لحقوق الإنسان ونتساءل... ما حال الإنسان في بلد الإنسانية؟

dr.hamad.alansari@gmail.com
twitter: @h_alansari

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي