No Script

نسمات

جاءكم ترامب ليبيعكم الوهم !

تصغير
تكبير
نحن شعوب عاطفية سريعاً ما نتأثر بالكلام المعسول والوعود التي يقطعها السياسيون من أجل الضحك على ذقوننا!

توقعاتنا لزيارة الرئيس الأميركي ترامب إلى الرياض والتقائه بقادة دول الخليج وبعض القيادات الإسلامية تم إعطاؤها هالة كبيرة وتصويرها بأنها فتح كبير وحل للكثير من مشاكلنا، وذلك مخالف للواقع، فبعد الضربة الأميركية لقاعدة (خان شيخون) السورية رداً على هجوم قوات بشار الأسد على الشعب السوري بالسلاح الكيماوي، فقد تناسى الناس مواقف ترامب من المسلمين خلال حملته الانتخابية ثم سعيه لمنع دخول المسلمين من دول عدة إلى الولايات المتحدة وتصريحه الشهير خلال حملته بأن على أميركا أن تأخذ الأموال من دول الخليج... لأنها ليست لها فائدة من دوننا غير دفع الاموال.


اليوم نحن نعيش هاجس التصدي للأطماع الإيرانية في منطقتنا ويحدونا الأمل بأن يقوم ترامب بتلك المهمة بالوكالة عنا، وهذا حلم لا مكان له من الواقع، فكل ما يستطيع ترامب فعله - إذا حسنت نيته - هو زيادة الضغط الاقتصادي على إيران ومنعها من التوسع في تكديس المزيد من السلاح أو تهديد جيرانها!

وقد مارست الولايات المتحدة سياسة الضغط على إيران لسنوات طويلة لكنها لم تجد نفعاً، بل ازدادت إيران شراسة وتدخلاً في شؤوننا، بل تحولت من دولة معتدية ضد الشعب السوري ومحتلة لسورية إلى دولة ضامنة بسبب السياسات الخرقاء للولايات المتحدة وتسليمها الملف إلى أكبر عدوين للشعب السوري وهما روسيا وإيران!

إن الذين يحلمون بأن يحقق ترامب آمالهم بضرب إيران عسكرياً هم فعلاً حالمون، فإيران دولة عسكرية ومتسلحة إلى الأسنان، وقد ساندت الولايات المتحدة في كثير من طموحاتها في احتلال أفغانستان والعراق وفي التصدي لتنظيمي «القاعدة» و»داعش»، ومن الغباء - في نظر ترامب - أن يخسر كل ذلك من أجل عيون الخليجيين الذين هم مصدر الإرهاب الحقيقي كما يرى الكثير من مؤسسات اتخاذ القرار في الغرب.

إذاً فالهدف الأهم من زيارة ترامب للرياض هو تشغيل مصانع السلاح الأميركي وبيع أكبر ترسانة سلاح لدول الخليج والتي ذكر تقرير جريدة «الراي» بأنها نحو عشرين مليار دولار للكويت وقطر والإمارات، و15 ملياراً للسعودية!

إن ترامب رجل أعمال ولا يمكن أن يفكر إلا بعقلية رجال الأعمال، ولا نستبعد أن يبيعنا الوهم ويمنينا بالمن والسلوى!

وقد يستغرب الإنسان وهو يقرأ عن خطة ترامب إلى إقناع دول الخليج بأهمية التوصل إلى سلام بين دولهم مع إسرائيل قبل التوصل إلى سلام إسرائيلي مع الفلسطينيين فهل هنالك كذبة أكبر من تلك الكذبة أو ما أسموه (سياسة الدخول من الخارج إلى الداخل)، ولماذا يريدون ربط دول الخليج بالإرهاب الإسرائيلي، وهل نحن من تسبب بجرائم إسرائيل في المنطقة؟!

ها هو ترامب يعاند تركيا ويدعم قوات سورية الديموقراطية الكردية التي تسعى إلى إقامة دولتها على حدود تركيا بالرغم من الرفض التركي والتهديد بمحاربة ذلك الكيان المتطرف! فعن أي حسن نوايا يتحدثون؟!

****

عظم الله أجركم

لا نملك إلا أن نقدم عزاءنا العميق لأسرة العويهان الكرام الذين أصابهم مصاب جلل بفقدان أربعة من أعز أبنائها في حادث مروري مروع، وذلك بعد أقل من ستة أشهر على حادث اليخت الشهير.

لا شك إنه ابتلاء عظيم من رب العالمين لهذه الأسرة الصابرة، وتكفير للذنوب ورفع للدرجات بإذن الله.

كل ما نقوله لأسرة العويهان الكرام: «عظم الله أجركم وأحسن عزاءكم» ونذكرهم بقوله تعالى: «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي