No Script

«Wonder»... الجمال رغم كل الألم

No Image
تصغير
تكبير

من عالم المستشفيات المزدحم برائحة المطهرات ولفافات القطن والمناديل المعقمة مرورا بسبع وعشرين عملية جراحية في تقاسيم الوجه الطفولي البريء، تبدأ قصة طفل يدعى أوجي. ولد هذا الطفل بتشوهات في عظام الوجه والفكين وصعوبات في السمع والتي تُعرف بمتلازمة تريتشر كولينز، الناتجة عن حدوث طفرة جينية من الأبوين.
ولدت هذه القصة من حادثة أشبه أن تكون يومية في حياتنا،اذ تقول الكاتبة ري بالأسيو إنها بينما كانت واقفة مع ابنها أمام عربة الآيس كريم، تفاجأت بارتفاع نوبة بكاء حادة من طفلها بسبب رؤيته لفتاة من ذوات متلازمة تريتشر كولينز، ما نتج عنه ردة فعل سلبية للفتاة وعائلتها.
هذه الحادثة رسخت في ذاكرة بالأسيو، ما دفعها للكتابة والبحث عن تفاصيل أعمق عن هذا المرض والمصابين في العالم، خصوصا الولايات المتحدة الأميركية، إلى أن أصدرت رواية عنوانها «wonder»، أوجي هو ذاته بطل فيلم «wonder» والذي عرض سينمائيا في نوفمبر2017.وهو بطل قلم بالأسيو نفسه.
تبدأ قصة الفيلم من المدرسة من الصف الخامس تحديدا، اذ تكون هي غمارالتحدي والمنافسة بالنسبة إلى أوجي وأولى محطات دخوله المجتمع واختلاطه مع أقرانه الذين يعتبرون أصحاء مقارنة بشكله غيرالطبيعي من وجهة نظرهم، ما جعله يلبس خوذة رائد الفضاء طوال الوقت تحسبا وتحاشيا إلى نظراتهم الغريبة والعنيفة.
هذه الأحداث شكلت منحنى آخر في حياة أفراد الأسرة، وعلى رأسهم الأم والتي لعبت دورها الممثلة جوليا روبرتس والتي توقفت عن إنهاء أطروحة الماجستير بسبب وضع أوجي الصحي.
يتعرض أوجي إلى العديد من المضايقات، أولها عدم اندماج أقرانه به، فكانوا يرفضون مصافحته، لاعتقادهم بأنه سينقل لهم مرض الطاعون، بالإضافة إلى تصورهم أنه إنسان غبي ولايستطيع التفكيروالاستيعاب، لكنه يفاجئهم بقدراته المذهلة في حل جميع المسائل المتعلقة بمادة العلوم،لاسيما أنه كان مهووسا بفكرة أن يصبح رائد فضاء يجوب القمر وبقية المجموعة الشمسية، هذا ما أدى إلى ازدياد حالات التنمر اتجاهه والتي أثرت على نفسيته.
يزداد إصرار أوجي خلال سير أحداث الفيلم، على مواجهة العالم والحياة، فعلى الرغم مما تعرض له من ندبات نفسية أثرت فيه، إلا أنه ظل الطفل العنيد الذي واجه الجميع بحقيقة مرضه، وأكد تميزه عن البقية بشغفه للجمال ودهشته من الحياة وحبه للكلاب.
يكشف جاكوب تريمبلاي والذي تقمص دور أوجي عن سر قدرته على أداء هذه الشخصية الصعبة، قائلا: «تواصلت مع العديد من الأطفال الذين يعانون من هذا المرض، وطلبت منهم شرح جميع الظروف التي يتعرضون إليها، ما جعلني قادرا على أداء الدور بالشكل المطلوب».
عند مشاهدتك لهذا الفيلم سترى الكثير من الدراما والمشاعر المرهفة، وتناغما بين كل حدث وموقف، سيعجبك حتما التمازج البصري الرائع بين كل مشهد، بذلك الإتقان الذي يتخطى المفاهيم الشفهية بإبداع يلامس الإنسانية والقيم المجتمعية، حينها ستجد نفسك في مجتمع يحتاج إلى تأهيل للكبار قبل الصغار.
بكل هذه المعاني وتزاحمها في قلبي وجدت نفسي في هذا الفيلم، بعاطفة الأم وتقديرالمعلم واحترام المديرالذي وهب جائزة التميز السنوي لأوجي، ليختتم الفيلم بعبارة عظيمة قائلاً: «جميعنا يستحق أن يصفق له ولو مرة واحدة في الحياة». شكرا ستيفن شبوسكي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي