No Script

رأي «الراي» / احجروا منزليّاً على «ياهل» الأمن الوطني

No Image
تصغير
تكبير

مع ازدياد التحدّيات الناجمة عن انتشار فيروس كورونا تزداد جهود المعنيّين على جبهات القتال الأمامية لمكافحة تمدّد الوباء وهم يتقدّمون الصفوف مسلّحين برضاء الله ونقاء ضمائرهم وتكليفهم الوطني وحسّهم الإنساني وخبراتهم وشهاداتهم. يتقدّمون غير آبهين إلا لصحة المواطن وسلامة الوطن، لا يثنيهم إحباط ولا يحبطهم غياب الثناء، ولا يرجون إلا العافية للجميع وانتهاء الكابوس المرعب بأقل قدر من الخسائر.
منتسبو وزارات الصحة والداخلية والتجارة بدءاً من رأس الهرم وانتهاء بالعناصر العاديين، هم صوت الكويت وصورتها اليوم. ومعهم بالتأكيد كل الأكتاف والسواعد المساندة في الحرس والجيش والبلدية والإطفاء والدفاع المدني وآلاف المتطوّعين الشبان والشابات بارك الله بهم جميعاً. هؤلاء جميعاً يحمون الكويت بأهداب عيونهم الساهرة، وبحركتهم النشطة التي لا تهدأ. تراهم في المطار يستقبلون المواطنين العائدين أو يودّعون المقيمين المغادرين. تراهم في المستشفيات، في المحاجر، في الأبنية المشتبه بإصابة بعض ساكنيها، في الجمعيات التعاونية، في الأسواق الغذائيّة، وترى رجال الأمن البواسل يشرفون على حظر التجول ويصونون الأمن.
... ولكن ما زال هناك في الكويت من يريد التشويه للصورة والتشويش للصوت، وكما تعوّدنا أن نتواصل معكم في هذه الأزمة بكل صراحة ها نحن نكمل النهج، فبعد موجة الإشاعات المربكة التي قادتها حسابات وهمية مجهولة الاسم معروفة المصدر، وبعد موجة الانتقادات المحبطة من الذين تحجب عقدهم مساحات البياض في المشهد العام، نواجه اليوم تحرّكات من قبل «جهلة» ارتجاليّين، يتولّون مهمّات في أجهزة كان يفترض أن تكون أساسيّة في كل ما يتعلّق بأمن المجتمع وسلامته لكنها غرقت تحت إدارتهم في النوم لسنوات وها هي تستيقظ اليوم بعدما شعرت أنها على هامش الهامش، وبعدما أيقنت أن الرأي العام سيحاسبها على سباتها الطويل، وبعدما لمست أن جبهات مواجهة الحرب الوبائية يقودها أبطال حقيقيون في الميدان لا مسؤولون «وهميون» خلف مكاتب وثيرة في أجهزة أضحت بوجودهم «وهمية» أيضاً.
نتحدث بشكل خاص عن جهاز الأمن الوطني الذي رؤس عليه ثامر علي الصباح يعاونه بعض «الجهال»، فهذا الجهاز الذي لا وجود فعلياً له عند الكويتيّين مع إدارته الجديدة، ويقتصر جهده كله على تلصيق قصاصات واعتبارها «دراسة إستراتيجية» أو حضور ندوة خارج الكويت وإلقاء كلمة... هذا الجهاز شعر مسؤولوه (وهم كذلك) بأنهم خارج السياق العام لواحدة من أهم التحديات التي تواجه الأمن الصحي والاجتماعي والاقتصادي، وتملكهم الحسد والغيرة من إخوة لهم لبّوا النداء بلا انتظار، فإذا بهم يتقدّمون بمجموعة اقتراحات غريبة خارج سياق الآلية التي تنفذها الجهات المعنية لمكافحة انتشار وباء كورونا.
لن نقول إنه كان يتوجّب على هذا الجهاز أن يحذر ويحدّد الإستراتيجيات منذ اليوم الأول الذي ظهرت فيه الإصابات عالمياً، فقد فعلت أجهزة مماثلة في دول أخرى ذلك وتركت القرار للقيادة السياسية. ولن نقول إنه كان يتوجب على هذا الجهاز أن يضع نفسه وما يعتقد أنه «خبرات» في تصرف الحكومة منذ بداية فبراير الماضي ليسألها تنفيذ ما يتطلب منه. ولن نقول إنه كان يتوجّب على هذا الجهاز الانخراط في جبهات القتال مع أقرانه في أجهزة الدولة الأخرى منذ اليوم الأول لظهور الفيروس في الكويت... بل نقول إن كل ما على الجهاز أن يفعله اليوم عدم التشويش على قادة الميدان فيدسّ أنفه ويقدّم اقتراحات غير واقعيّة ولا منطقيّة وتتعارض تحديداً مع كون الكويت بلد الإنسانية.
لن نشرح الكثير أو نكتب المزيد عن هذه الاقتراحات، إنما نقول لمن أعدها إن الكويت تحترم حقوق الإنسان وهي وطن للحريات العامة وواحة للديموقراطية. الكويت حصل قائدها على لقب زعيم الإنسانية ليس ليأتي بعض «الصبيان» بأفكار من مثل تحويل البلد إلى ثكنة عسكرية يتسلم فيها الجيش كل شيء من «الفرجان» إلى المستشفيات والمطارات والموانئ والمدارس. صاحب السمو حصد تقدير العالم له بالرؤية والحكمة والحلم والديبلوماسية وإرساء مبدأ الحوار لحلّ النزاعات. حصده بمحبّة شعبه له لا بالخوف منه، بالتفاف الكويتيّين حول مؤسساتهم الشرعية طوعاً وقناعة لا ليأتي «جاهل» الأمن الوطني فيعتقد نفسه مونتغمري في لحظة غيرة من الأبطال الحقيقيّين ويطرح أفكاراً للمزايدة فقط.
ويا سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح الخالد الذي تعوّدت السلطة الرابعة على حوار مفتوح ودائم معك من القلب إلى القلب، نقول لك وأنت على رأس الجهاز التنفيذي، الشعب الكويتي الذي عاش معكم على مدى مئات السنين تحمّل ويتحمّل تفاهات بعض السفهاء في أزمنة الرخاء والاستقرار السياسي، إنما في اللحظات المصيريّة نتمنّى أن تضعوا حداً لمثل هؤلاء فلا الظرف يسمح بتماديهم ولا القادة والجنود في ميدان الحرب على الوباء يحتاجون إلى مثل «عبقريّتهم» وأفكارهم «الإستراتيجية».
احجروا عليه منزلياً، وليهدنا ويهدي الحكومة صمته، واعفوه من أي مسؤولية حالياً خصوصاً إذا كانت من باب الغيرة ونتيجتها التشويش، وبعد انجلاء الغمّة بإذن الله تولّوا أمر إعادة تأهيله أو افرزوه على المكان الذي يعرفه ونعرفه... من دون ذكر تفاصيل.

«الراي»

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي