نتنياهو يصرّ على توريط إسرائيل في حرب... فماذا عن موقف موسكو؟

1 يناير 1970 08:40 ص

يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو، غداً، «ليتأكد من موقف روسيا وحلفائها في سورية من نيتهم الذهاب إلى الحرب إذا اضطروا إلى ذلك وما سيكون ردّ فعل روسيا واحتمالات مشاركتها في هذه الحرب خصوصاً إذا تعرّضتْ أنظمة الدفاع الجوي أس - 300 للضرب»، كما تقول مصادر قيادية في دمشق.
وبحسب هذه المصادر، فإن «إسرائيل تريد تأخير الانسحاب الأميركي من سورية - أو مناطق منها - من خلال الدفْع نحو معركة بين الحروب، لأن توقفها عن ضرْب أهداف في سورية لا يساعد رئيس وزرائها في حملته الانتخابية المقبلة. إلا أن حرباً أو رداً من إيراني - سورية - حزب الله على إسرائيل يُسْقِط نتنياهو لأنه سيَظْهَر ضعيفاً إذا لم يردّ بحزم وسيَظْهر خاسراً لأن الردّ سيجرّ رداً مضاداً وهذه المرة في العمق العسكري الإسرائيلي. وإذا نشبتْ حربٌ لا تستطيع إسرائيل الانتصار فيها، فإن أي خسارة بشرية إسرائيلية ستؤدي الى السقوط الأكيد لنتنياهو وخسارة الرصيد الذي جمعه في وارسو بالترويج لأن العدو الحقيقي لدول المنطقة هو إيران».
وتعتقد المصادر ان «إيران وسورية أبلغتا الحليف الروسي انهما ستردّان على أي ضربة إسرائيلية تهدّد أمن سورية بضربة مماثلة. فالضربة الأخيرة في جنوب سورية اقتصرت على التحرش الناعم من المدفعية الإسرائيلية ضد هدف فارغ، وبالتالي فقد اعتبر هذا تعبيراً عن غضب صبياني وحركات اعتاد عليها هذا المحور من نتنياهو الذي لا يملك خبرة عسكرية ويتقن اللعب السياسي».
ووفق المصادر نفسها فإن «إسرائيل تستطيع ضرب منظومة اس - 300 المضادة للطائرات والصواريخ على كل أنواعها. ولا يعتمد التحالف السوري - الإيراني على هذه المنظومة كعصَب أساسي لمواجهة إسرائيل. فحزب الله لم يملك اس - 300 ولا حتى اس - 200 واستطاع إيجاد معادلة التوازن من خلال صواريخه. واليوم تملك سورية صواريخ دقيقة الإصابة وبنك أهداف عمل عليه هذا المحور من دون الرجوع الى روسيا لتفهُّمه ان لموسكو علاقات جيدة مع إسرائيل تريد المحافظة عليها ولا تريد بالتالي أن تكون جزءاً من هذا الصراع الدائم. ولذلك فإن الموقف السوري - الايراني يختلف عن الموقف الروسي بطريقة الرد. فإذا أرادتْ موسكو إحصاء الصواريخ المتبادلة فوق رأسها في الشرق الأوسط، فلا مانع لدينا. وإذا رأتْ روسيا أنها ستنجرّ إلى حربٍ ربما تتدخل فيها أميركا، فلا مانع لدينا لأن أميركا أصلاً في حالة حرب دائمة على هذا المحور».
وتضيف المصادر ان «واشنطن كان لها نصيب مباشر في كل الحروب الإسرائيلية على الدول العربية منذ ستينات القرن الماضي إلى آخر حرب على حزب الله العام 2006. وها هي تتواجد علناً وتشارك على الأرض في الحرب السورية. وتالياً لا يخشى هذا المحور ان تكون أميركا علناً داخل المعركة المقبلة. أما ما هو موقف روسيا من ذلك؟ فهذا شأن روسي لا نريد التدخل فيه مثلما لا تريد روسيا أن تتدخل في الصراع بيننا وبين إسرائيل».
إذاً لا جديد من زيارة نتنياهو لموسكو سوى الحشد الإعلامي - الانتخابي لرئيس الوزراء الذي يقضي أوقاتاً طويلة مهتمّاً بما يعيد انتخابه مرة أخرى. فإذا قررت إسرائيل ضرْب سورية أو «أهدافاً إيرانية» في سورية، كما هددت، فإن دمشق وطهران ستردّان عليها - كما تقول المصادر عيْنها - من سورية. وإذا تطوّرت الحرب فسيكون الردّ أشمل وأكبر، بحسب ما يريده نتنياهو.
وتعتقد القيادات السورية أن ترامب سينسحب عاجلاً أم آجلاً من سورية، وبالتالي فان خطط استعادة الأرض، كل الأرض، لا تعتمد على تصريح رئيس أميركي يتعرّض لضغوط من إدارته التي تريد من القوات أن تبقى. وبالتالي فإن سورية تعتمد على قوتها وقوة حلفائها خصوصاً ان الخطر ومستواه ينخفض يوماً بعد يوم. وبالتالي فإن خيار استمرار الحرب وتوسيع رقعتها يعتمد على نتنياهو الذي يملك عنصر المبادرة. أما إذا استطاع بوتين إقناعه بعدم اللعب في الساحة السورية - بحسب المصادر القيادية في دمشق - فهذا شأن روسي لا تعوّل عليه القيادة السورية ومعها حلفاؤها.