مهرجان القرين / خلال احتفالية أقيمت في مكتبة الكويت الوطنية

مهرجان القرين الثقافي... مسيرة ربع قرن من العطاء المتجدد

1 يناير 1970 08:27 ص

ربع قرن من العطاء المتواصل والنجاح المستمر... قضاه مهرجان القرين الثقافي من دون توقف أو تعثر، ليفيض ثقافة وفناً وفكراً في الساحة الكويتية، بفعالياته التي تعد من أفضل ما قدمته المهرجانات العربية.
وعلى هذا الأساس، أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب - الراعي والمنظم للمهرجان - احتفالية في مسرح مكتبة الكويت الوطنية، شارك فيها أدباء وكتّاب منهم الكاتب وليد الرجيب صاحب فكرته وأول مدير له، والكاتب المسرحي عبدالعزيز السريع الذي شارك في تنظيم وإحياء بعض فعالياته، بالإضافة إلى شهادات من نائب رئيس جمعية أسرة الأدباء والكتاب البحرينيين الدكتور فهد حسين، والكاتب والناقد المصري الدكتور مصطفى الضبع، والكاتب السعودية سمر المقرن.
واعتذر الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب السابق الدكتور سليمان العسكري عن عدم المشاركة بسبب مرضه، وهو الذي انطلقت أولى فعاليات القرين في عهده، وسعى كي يرسخ وجوده بصفته مهرجاناً كويتياً شمل الثقافات العربية والأجنبية كافة... والاحتفالية التي عنوانها «مسيرة ربع قرن من العطاء المتجدد»، أدارها الكاتب والناقد فهد الهندال.
وألقى الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور عيسى الأنصاري كلمة - نيابة عن الأمين العام علي اليوحة - أشار فيها إلى الاحتفال بمرور ربع قرن على انطلاق مهرجان القرين منذ العام 1994 حتى الآن بأجوائه العالمية المليئة بالحراك، وقال: «تعتبر الكويت قاطرة الثقافة والفنون، فهي تمارس الثقافة الناعمة في العطاء والتنوير وتفعيل المشهد الثقافي».
وأشار إلى أن فعاليات المهرجان التي هي بين 55 إلى 70 فعالية، تناقش أحدث وأهم القضايا الثقافية والفكرية من خلال مشاركة المثقفين والمفكرين والكتاب، من أجل تطوير الرؤى الإنسانية على مختلف الأصعدة.
وفي كلمته، تحدث الرجيب عن رحلته مع مهرجان القرين، وهي الرحلة التي يرى أنها لا تنفصل عن ذاته، فالموضوعي والذاتي لا ينفصلان عند حديثه عن مهرجان القرين، موضحاً أنه بعد الاحتلال الغاشم على أرض الكويت أصبحت لديه تساؤلات كثيرة منها العبثي والكوني ومنها ما له أساس موضوعي، ومن ضمن تلك التساؤلات: الكويت بلد صغير بأرضه وشعبه ومهما بلغت قوة جيشه سيظل الأصغر ضمن إطار الدول المحيطة به، فكيف يحمي نفسه، موضحاً أن الإجابة جاءت من خلال استماعه إلى برنامج إذاعي وكان المتحدث فيه ضيف برازيلي يبدو أنه من أصول عربية، والذي كان يؤكد أنه لا يعرف من المعتدي هل الكويت أم العراق؟ ولكنه استدرك بأن بلداً مثل الكويت يمتلك إصدارات مهمة لا يمكن له أن يعتدي على أحد.
وبيّن الرجيب أن هذا الكلام الذي سمعه عبر الإذاعي أجاب عن التساؤلات التي كانت تدور في ذهنه، ليتأكد أن الكويت يمكنها أن تحمي نفسها بالثقافة، وبالتالي بعد التحرير كان كل همه منصباً على التعاطي مع الثقافة لينضم في العام 1993 إلى مجلس إدارة رابطة الأدباء ويترأس اللجنة الثقافية مع الروائية ليلى العثمان، ومن ثم تخصيصه ليوم الأربعاء لإقامة الفعاليات الثقافية، واستحداثه لمهرجان ثقافي بمشاركة جمعيات النفع العام، وبعد نجاح المهرجان أقيم مثله مصاحب لمعرض الكتاب، وصولاً إلى استعانة العسكري به في تنظيم مهرجان أطلق عليه الرجيب «القرين الثقافي»، وكانت مدته شهراً استعان فيه بمثقفين وكتاب ومفكرين كبار.
وتحدث عبدالعزيز السريع عن فكرة تأسيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والشاعر أحمد العدواني، الذي كان أول أمين عام له وكان قريباً منه، ومن ثم قام المجلس الوطني بمهامه في دعم الثقافة من خلال إصداراته ومهرجاناته، كما تطرق إلى دور العسكري في تطوير المجلس، خصوصاً في انطلاق مهرجان القرين مع وليد الرجيب.
أما الدكتور فهد حسين، فقال: «الكويت سبّاقة في المجال الثقافي والأكاديمي، وهي منارة ثقافية لها صدى كبير على مستوى العالم العربي».
 ومن ناحيته أشار الدكتور مصطفى الضبع في كلمته إلى بحثه الذي خلص فيه إلى أن أهم ما حققه مهرجان القرين صناعة الجمهور أو المتابعين للشأن الثقافي والفني، متمنياً أن تكون هناك قاعدة بيانات للمهرجان.
وبدورها، أوضحت الكاتبة سمر المقرن أنها منذ وعت كانت الكويت هي الواجهة الثقافية والفنية التي اتجهت إليها، وأول من قرأت لهم كانوا كتّاباً من الكويت، وقالت: «أرى الكويت متسعاً للإبداع، وقبلة للثقافة على مستوى العالم العربي، فقد كنت أبحث عن مجلة العربي كي أستمتع بقراءتها».