رواق

«كولاجين» طبيعي

1 يناير 1970 07:52 ص

بعيداً عن كل المنغصات حولنا تعالوا نتحدث عن الحب... أي حب؟ أو «حب إيه اللي انت جاي تقول عليه»؟ على رأي الست وعلى رأي زياد رحباني «بطّل فيه حب... السياسة سرقتنا من كل شي»!
ورغم ذلك عاد الحب يتسلل إلينا في زمن الحرب من نافذة التجميل، على ما قالت إحدى الفاشينيستات الشهيرات، بأنه بمثابة «كولاجين» طبيعي في إشارة إلى أن المرأة تصبح أجمل حين تحب.
وفي تجربة حية قام أحد المصورين بتصوير عشرات النساء بأعمار واشكال وجنسيات مختلفة، ثم فاجأهن خلال جلسة التصوير بالقول: أنتِ جميلة... ليلتقط لها اللقطة الأجمل وفيها بدت أجمل فعلاً.
‏هل من الممكن أن يزيدك الحب جمالاً؟ تساؤل يجيب عنه أستاذ الحب نزار قباني قبل أن يستقيل بالقول: «قولي أحبك كي تزيد وسامتي»، وهو نفسه القائل: بعض النساء وجوههن جميلة، ويبدين أجمل عندما يبكين فيتركنا في حيرة من أمرنا: هل نزداد وسامة حين نعترف بالحب أم نزداد وسامة حين يبكينا الحب؟
وتزداد حيرتنا بين المثل: «يضرب الحب شو بيذل ورأي الست أيضاً: يا العيب فيكو يا فحبايبكو»!
وهنا مربط الفرس: حبايبنا، هل نحن مسيّرون أم مخيّرون في الحب بين قولين: خالد الفيصل حين قال: «اخترتك من الناس للقلب خلا يا حيثك مرادي وكيفي وذوقي»، وبدر بن عبد المحسن حين قال: «ما اخترت انا احبك محدن يحب اللي يبي».
أعتقد أن البدر يعبر عن حالة نسائية عامة بالتورط في الحب، حتى مع الشخص غير المناسب فترى القرد غزالاً، أما الفيصل فيعبر عن حالة ذكوريّة متفردة باختيار الرجل للمرأة، التي يحبها لجمالها وفق مقاييسه الخاصة طبعاً!
ذلك ما عبر عنه هاني نقشبندي حين قال مختصراً الحكاية: كوني جميلة بأي ثمن فالجمال للأنثى قوة، وللرجل غنيمة، نحن ندفع الأنثى لتكون جميلة، لا حباً فيها ولا نبلاً، بل لنستمتع بالغنيمة!
نحن نجبر الأنثى لتكون أجمل من جميلة من أجلنا، لذلك تلجأ المرأة لـ«الكولاجين» لترضي الرجل وحين يرضا تعتقد أن رضاه الذي تتوهمه حباً «كولاجين» طبيعي فإن غضب فلا «كولاجين» طبيعياً ولا اصطناعياً يعوضها عن أوهام الحب الضائع.
«بلا حب بلا وجع قلب»!، لو كان الحب يزيد المرأة جمالاً ويغنيها عن «الكولاجين» لأقفل أطباء التجميل عياداتهم بعد وقوع النساء في حبهم، ليزددن جمالاً لكن العكس صحيح.
ألم أقل في بداية المقال: بعيداً عن المنغصات فلنتحدث عن الحب، ها قد انتهى المقال بأن نغصت عليكم الحب، لنعود للمنغصات أفضل فهي ملح الحياة ونكهتها وحين نتجاوزها نصير أقوى.