من الخميس إلى الخميس

أمطار... وإرادة شعب

1 يناير 1970 06:23 ص

اتحد الكويتيون في أزمة المطر، والأهم أنهم اتحدوا في الرؤية. أصبح لدى شعبنا الكويتي رغبة في التغيير، رغبة لن يستطيع أحد أن يتجاوزها. لديّ قناعة كبيرة بأن شعب الكويت اليوم مختلف، مختلف في كل أعماره وليس فقط جيل الشباب فيه.
منذ أكثر من ربع القرن وأنا أكتب المقال... كنت في جريدة «الوطن» وأنا الآن في جريدة «الراي»، ورغم آلاف المقالات التي سطرتها إلا أنني شعرت أن مقال الخميس الماضي كان مختلفاً، مختلفاً في حماس الناس له وفي عدد قرائه للمرة الأولى أشعر بحجم هذا التفاعل... تفاعل هو عبارة عن إعلان رغبة قوية من الناس، رغبة تقول ان الوقت قد حان للعدالة في توزيع ثروة الوطن وخيره. الوقت قد حان للانتهاء من علاقات اجتماعية لم تجلب للكويت سوى الجمود والخوف من المستقبل، خوفٌ أجمع عليه كل أصحاب الرأي، وتناولته آلاف التقارير والمقالات خوفٌ له ما يبرره في ضوء الاعتماد على مدخول نافد، كالبترول، من دون بناء دولة منتجة تتحدى تقلبات الزمن، هذا ما فعله في الكويت تحالف سياسيين واقتصاديين أبعَد كثيراً من أبناء الوطن عن المشاركة في ادارة وتنويع الاقتصاد. حان الوقت ليشارك الشباب من مختلف الأسر والقبائل والطوائف في بناء بلدهم من دون خطوط حمراء.
إن التكتلات الاقتصادية - والتي يعرفها الجميع - يجب أن تتعامل بانفتاح وتترك دوران الزمن يأخذ مساره الطبيعي من دون محاولة إيقافه. ويجب على الحكومة الحقيقية أن تبدأ بالتعامل مع الناجحين من أبناء الوطن من دون النظر إلى أسمائهم وعلاقاتهم الاجتماعية. يجب أن يجد أبناء الوطن الجادون لهم مكاناً في قلب الوطن. فكل كويتي هو ابنٌ للكويت يجب أن ينتهي عهد الاحتكار ويعتدل الميزان.
البدء في المحاسبة، محاسبة الشركات التي توّلت البنية التحتية بداية جيدة نشكر عليها رئيس الوزراء، ولكن الكويتيون يخافون كالعادة من تدّخل أصحاب النفوذ، ففي الماضي عندما أراد بعض المخلصين نقل الشويخ الصناعية، إلى مكان آخر يتماشى مع تطور الكويت، تدّخل أصحاب المصالح وأسقطوا هذه الرغبة الحضارية، وما زلنا حتى اليوم نعاني من وجود منطقة صناعية عشوائية قبيحة في قلب الكويت.
هل ستتكرر المأساة ويتم إغلاق الملف بعد أن ينسى الناس إعصار المطر ويستمتعون بالربيع الأخضر؟ هل ستتم محاسبة شركات الباطن والتغافل عن صاحب المناقصة الأصلي؟
قد ينجح الشعب الكويتي في التغيير، ويفرض إرادته هذه المرة بالطريقة الصحيحة، وقد يفشل، وتستمر «المعادلة» كما كانت، وتستمر الكويت بلد تعطي خيرها لجزءٍ صغير، صغيرٍ جداً من أبنائها.
فقط على الجميع ألا ينسى أن رغبة الشعوب لا يمكن لأحد أن يتجاوزها، من يتجاوب معها يحقق لبلده التطور والرقي، ومن يتغافلها عليه أن ينظر إلى شعوب العالم حوله ليعرف موقعه فيها.

kalsalehdr@hotmail.com