شعر

كَتَبَتْنا مِدْحَـتُه

1 يناير 1970 10:30 م

قَصيدَةٌ مُهْداةٌ إلى الدُّكْتورِ سُلَيْمانَ الشَّطّي، بِمُاسَبَةِ تَكْريمِهِ مِنْ قِبَلِ مَجَلَّةِ «الْبَيانِ» النّاطِقَةِ بِاسْمِ رابِطَةِ الْأُدَباءِ الْكُوَيْتِيّينَ

تَكْريمُ سُلَيْمانَ الشَّطّي
تَكْريمٌ يُعْـطي مَنْ يُعْـطي
وَلِصاحِـبِهِ مِنّا انْتَـظَمَتْ
كُلُّ الْأَوْراقِ بِلا خَـلْـطِ
هُوَ صاحِـبُهُ الْـوَضّاءُ... وَكَمْ
بِالضَّوْءِ يُصَحِّحُ مَنْ يُخْـطي
تَبْقى أَضْواءُ ثَقافَـتِهِ
بِالْخِـصْبِ تُغيرُ عَلى الْقَحْطِ
أَدْناها نافَسَ أَعْـلاها
وَتَطولُ تَطولُ بِلا مَطِّ
مَنْ باراها فَلَهُ عُذْرٌ
يَتَنازَلُ مِنْهُ عَنِ الشَّوْطِ
وَكَفاها أَنَّ تَـوَقُّدَهُ
لِزِراعَـتِها أَحْلى غَيْـطِ
وَبِحارُ بَلاغَـتِهِ فـيها
تَتَراقَصُ أَسْماكُ الْبُلْـطي
كَمْ يَصْطادُ الزّاهـي مِـنْها
بِتَأَمُّلِهِ لا بِالْخَيْـطِ
وَفَصاحَـتُهُ ما أَحْـلاها
تَتَباهـى بِاللَّوْنِ الْحِنْـطي
لِلْإنْتاجِ الْأَدَبِـيِّ دَعَتْ
لِيُوازي الْإنْتاجِ النِّفْـطي
وَكُـوَيْتُ الْفَخْرِ بِهِ افْتَخَرَتْ
وَالْفَخْرُ يُشيرُ إلى الْـمُعْـطي
وَبِرابِطَةِ الْأُدَباءِ سَما
شَمْـسًا تَتَعَطَّرُ بِالسَّنْـطِ
لِتَحُـطَّ بِأَنْفُسِنا... وَكَفى
بِالشَّمْسِ الرّائِعَةِ الْحَطِّ
وَالْجامِعَةُ احْتَضَنَتْهُ لِكَـيْ
تَرْقـى بِمُـواصَلَةِ النَّبْـطِ
فَلَكَمْ أَسْقاها حِكْمَتَهُ
وَأَراها فائِدَةَ الْبَسْطِ
وَاخْتَطَّ لَها النَّهْجَ الْوافـي
ما أَرْوَعَهُ مِنْ مُخْتَطِّ
وَكَساها رُؤْيَتَهُ حَتّى
بِالْعِقْدِ ازْدانَتْ وَالْقُرْطِ
وَلَهُ اللُّغَةُ الْعَـرَبِيَّةُ كَمْ
قالَتْ: وَضِّحْني بِالْكَشْطِ
كُلُّ الطُّلّابِ تُقَدِّرُهُ
تَقْديرَ السّائِقِ لِلشُّـرْطي
مِنْ دَهْشَتِهِمْ غَـبَـطوهُ... وَكَمْ
تَزْدانُ الدَهْشَةُ بِالْغَبْـطِ
وَبِهِمْ تَيّارُ مَحَبَّـتِهِ
قَدْ زادَ عَلى أَلْفَيْ فُلْطِ
وَكَذاكَ أَساتِذَةٌ أَخَذوا
عَنْهُ التَّاْكيدَ عَلى الرَّبْـطِ
وَإذا أَنْواطُ الشُّكْرِ عَـلَتْ
فَلَهُ مِنْهُمْ أَعْلى نَوْطِ
ما أَيْقَظَ فِطْنَتَهُ الْـمُثْلى
تَحْـمي الْإبْداعَ مِنَ السَّقْـطِ
وَنَراهُ يُلاقـي النّاسَ... وَلا
يَرْضـى بِنِقاشٍ بيزَنْـطي
كَمْ فاقَ الْخَـصْمَ مُناظَـرَةً
وَالْـمُسْـرِعُ كَمْ فاقَ الْـمُبْـطي
يَمْـشي وَطَنينُ حَواسِدِهِ
يَتَأَبَّطُهُ تَحْتَ الْإبْطِ
وَإذا جاراهُ مُحَـرِّضُهُمْ
بِالسُّكَّرِ باءَ وَبِالضَّغْـطِ
هُوَ بَدْرُ الْإبْداعِ الزّاهـي
وَبِطَلْـعَتِهِ كَمْ نَسْتَعْـطي
بِالنَّقْدِ الرّاقـي امْتازَ... وَلا
يَرْضـى بِالنَّقْدِ الْـمُنْحَـطِّ
دَوْمـًا يَضَعُ الْأَعْمالَ لَنا
في كَفَّةِ ميزانٍ قِسْطِ
وَنَراهُ دَوْمـًا مُعْتَدِلاً
بِالرَّأْيِ... وَلَيْسَ بِمُشْتَـطِّ
وَإلَيْهِ الشِّعْرُ احْـتاجَ... وَكَمْ
يَحْـتاجُ الشَّعْرُ إلى الْـمِشْطِ
لِيُسَـرِّحَهُ بِحَـداثَتِهِ
تَسْـريحًا لَيْسَ بِقَرْوَسْطي
لا يَنْظُرُ في وَسْطِ الْـمَعْنى
بَلْ يَنْظُرُ في وَسْطِ الْوَسْطِ
بِالضَّبْطِ يُشَكِّلُ قَـوْلَتَهُ
ما أَقْوى النَّحْوَ عَلى الضَّبْـطِ
قَلَمُ الْأَدَبِ الْـمِعْـطاءِ لَهُ
سِنٌّ ما كانَ بِمُنْقَـطِّ
هُوَ مالِكُهُ... وَكِتابَتُهُ
تَمْتازُ بِزَخْـرَفَةِ الخَطِّ
وَهُوَ الدّاعي الْقُرّاءَ إلى
تَقْديمِ الْحُبِّ عَلى السُّخْـطِ
وَلَهُ قِصَصٌ مِنْ رَوْعَـتِها
كَالْفُلِّ تَفوحُ وَكَالسّنْـطِ
وَرِواياتٌ ما أَجْمَـلَها
تَتَهَدَّلُ كَالشَّعْرِ السَّبْـطِ
وَثَقافَتُهُ مِنْ مَنْبَعِـها
تَسْقي الْقُرّاءَ بِلا شَـرْطِ
كَمْ يَسْتَعْـطيهِ مُحِبّوهُ
ما أَنْداهُ لِلْـمُسْتَعْـطي
حَتّى كَتَبَتْـنا مِدْحَـتُهُ
مِنْ فَرْطِ نَداهُ وَمِنْ فَرْطِ...
وَإذا ما الْـواجِبُ عَـجَّـلَنا
بِالدَّعْوَةِ حَتّى لا نُبْـطي
فَالْفَخْـرُ لَنا... وَيُشَـرِّفُنا
تَكْريمُ الدُّكْتورِ الشَّطّي

* شاعر كويتي