رؤى / جزالة الكُتَّاب..!

1 يناير 1970 02:45 ص
هَلْ يَسْتَوِي الَّذِيْنَ يَعْلَمُوْنَ وَالَّذِيْنَ لاْ يَعْلَمُوْنَ! لاْ يَسْتَوُوْنَ، فِيْ بِنَاءِ أَوْطَانِهِمْ يُبْدِعُونَ، وَبِضَمَائِرِهِمْ يُخْلِصُوْنَ، وَبِالكِتَابِ وَالقَلَمِ يَخْتَلِفُونَ.

نَجِدُ أَنَّ مَعَ سُرْعَةِ وَسَائِلِ الاِتِّصَالِ، وَاستِخْدَامِ التَّقْنِيَةِ الحديثة في اقتِبَاسِ وَنَقلِ المَعلُومَاتِ العِلمِيَّةِ وَالأَدَبِيَّةِ وَالفَنِّيَّةِ وَالطِّبيَّةِ؛ ظَهَرَتْ مُشْكِلَةُ اِنحِسَارِ القِرَاءَةِ وَالاِكْتِفَاءِ بِتَبَادُلِ العِبَارَاتِ المُختَصَرَةِ؛ سَرِيعَةِ الفَهْمِ عَبْرَ وَسَائِلِ الاِتِّصَالِ؛ مِمَا دَعَانِي- حَسَب وِجْهَةِ نَظَرِي المُتَوَاضِعَةِ- لِتَشْبِيْهِهَا بِالوَجْبَة ِ الغِذَائِيَّةِ السَّرِيعَةِ التِي لاَ طَعْمَ وَلاَ رَائِحَةَ لَهَا.

مِمَا أَدَّى إِلِى اِنخَفَاضِ القُرَّاءِ عَمَّا كَانَ عليه سابقا، وذلك بالرُغْمِ من اِستِمرَارِيَّةِ مَعَارِضِ الكِتَابِ، وَانتِشَارِ المكتَبَاتِ، وَتَعَدُّدِ التَّخَصُصَاتِ فيِ المعَاهِدِ وَالجَامِعَاتِ وَمَرَاكِزِ البُحُوثِ!

فَدَعَوتُ الكُتَّابَ مِنْ خِلاَلِ النَّصِ أَدنَاهُ بِمُجَارَاةِ وَمُحَاكَاةِ مَا يَحدُثُ الآنَ مِن سُرعَةِ تَدَاوُلِ معلُومَاتِ أَدَبِيَّةٍ وَعِلمِيَّةٍ وَطِبِّيَّةٍ، وَتَحوِيْر كِتَابَاتِهِمْ بِاستِخْدَامِ فَنِّ الاِختِصَارِ عِلْمِيًّا وَلُغَوِيًّا، بِمَا لاَ يُضَيِّعُ مَفْهُومَ وَمَعْنَى الكِتَابَاتِ... فَالسُّرعَةُ وَالاِخْتِصَارُ مِن سِمَاتِ القَارِئِ الحَدِيْثِ.

كُتَّابٌ اِخْتَصَرُوا أُسْلُوبَ حُرُوفٍ لِلمَعْنَى مَفْهُومَا

أُعَاصِرُ زَمَنًا فيِ الإِيجَازِ مَسْلُوكَا

اخْتُزِلَتْ أُسْلُوْبًا فيِ حُرُوفٍ!

وَذَابَ مَدْلُولُهَا فيِ وَسَائِلِ تَقْنِيَةِ هَوَاهَا مُتَلَقِّيَا

فَمُتَلَقٍ لِلْمَعَانِي يَهْوَى خَيْرَ الكَلاَمِ مَا قَلَّ وَدَلَّ

وَفيِ أَجْزَلِ حُرُوفِهَا وَأَقْوَاهَا فِعْلاَ

مَا جَدْوَاكَ أَيُّهَا الكَاتِبُ فيِ إِسْهَابِ حُرُوفٍ

لاَ مَعْنَى لَهَا سِوَىْ تَكْرَار يُمَلُّ لِلنّاظِرِ وَالمُسْتَمِعِ؟!

فَالإِيْجَازُ لِلْحُرُوفِ وَالمَعْنَى رَوْعَةٌ لِلْكَاتِبِ وَحُسْنَا

وَمَقَامَاتٌ تُطْرِبُ آذَانَ السَّامِعِيْنَ جَمَالاً وفَنَّا!

* كاتبة سعودية من الرياض