جامعة «الشدادية»... تأخرت ربع قرن فمن ذا الذي ينجزها؟

1 يناير 1970 07:58 م
| كتب محمد نزال |
يبدو أن مشروع مدينة صباح السالم الجامعية (جامعة الشدادية) المشروع الحُلم الذي طال انتظاره سيبقى في إطار الأحاديث والأمنيات وحدود التطلعات اليتيمات، ويبدو أيضا أن مسألة تحديد موعد الانتهاء من هذا المشروع الذي يعد مشروع دولة ومشروع أجيال ومشروع نهضة متروكة لتقديرات المسؤولين دون الاعتماد على رؤية واضحة المعالم.
الإدارة الجامعية لجامعة الكويت في عام 1986 بقيادة الدكتور عبدالمحسن العبدالرزاق أكدت أن جامعة الشدادية ستكون جاهزة مع بداية التسعينات وأن الجهات المعنية بالدولة وافقت على تخصيص موقع في منطقة الشدادية لإقامة مباني الحرم الجامعي.
جاء ذلك على لسان مساعدة مدير الجامعة لخدمة المجتمع والاعلام الدكتورة رشا الصباح في تصريحها لجريدة آفاق الجامعية بتاريخ 16 ديسمبر 1986 حيث قالت إن «المباني الجديدة ستكون جاهزة في بداية التسعينات وعلى مراحل بحيث تنتقل كل كلية إلى مبناها الجديد حال الانتهاء من اعداده وتجهيزه بما تحتاج، وأن الحرم الجامعي الجديد سيستوعب أربعين ألف طالب وطالبة».
وبعد الإعلان الأولي عن موعد الانتهاء من المشروع ببداية التسعينات، أكدت وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي السابقة الدكتورة موضي الحمود قبل عام ونصف العام أن مشروع جامعة الشدادية سينتهي في عام 2015 على أبعد تقدير، ثم أتى المدير الحالي لجامعة الكويت الدكتور عبداللطيف البدر ليحسم ملف توقعات الانتهاء من هذا المشروع إلى ما بعد عام 2022.
وعلى باب التوقعات والانتظار مر حتى الآن ما يزيد على خمسة وعشرين عاما على تخصيص منطقة الشدادية مقرا للجامعة الجديدة، وإذا ما أخذنا في الاعتبار واقعة الغزو الصدامي الغاشم وما تبعه من تغير في الحسابات والاولويات يمكننا ان نقبل تأخر المشروع عن موعده سنتين، ثلاث، خمس، عشر، ولكن لا يمكن لأشد المتشائمين وقت إعلان موعد الانتهاء من الجامعة الجديدة أن يتوقع تأخرها ربع قرن من الزمان، وعلى ما يبدو أننا نحتاج إلى مثل هذا الكم من السنوات لنرى هذه الجامعة.
ما يحز في النفس أن المملكة العربية السعودية أنشأت جامعة خلال عامين فقط، وخصصت قبل أسابيع مبلغ 81 مليار ريال لإنشاء 13 مدينة جامعية في مختلف مناطق المملكة، بينما لدينا جامعة حكومية واحدة وتمت الموافقة على قانون الأخرى بشق الأنفس وهي جامعة جابر.
والسؤال الذي يحتاج إلى إجابة: لماذا مر خمسة وعشرون عاما ولم يتم الانتهاء من جامعة الشدادية؟ ومن المسؤول عن هذا التأخير اللامعقول؟ هل يُعقل أن تقف التجاذبات السياسية وراء ذلك أم إن هناك مصالح خاصة لمتنفذين؟
فيا ترى، هل سترى هذه الجامعة واقعا في القريب (ليس العاجل) أم ستظل على حالها من تأخير إلى تأخير حتى تعلن وفاتها في غياب من يتصدى لإنجازها؟!