شكوكها في أن من كبرت في كنفها ليست أمها... قادتها إلى الحقيقة

التئام شمل مخطوفة منذ 23 عاماً بوالديها

1 يناير 1970 08:59 ص
امتزجت الدموع بالابتسامات في موقف انساني مؤثر، وذلك عندما التأم اخيراً شمل أم أميركية مع ابنتها التي كانت اختُطفت قبل نحو 23 عاماً عندما كانت طفلة رضيعة لم يتجاوز عمرها 3 اسابيع.

بداية القصة الانسانية تعود الى اغسطس من العام 1987 عندما ذهبت الأم جوي وايت برضيعتها كارلينا الى احد مستشفيات نيويورك طلباً لمعالجة رضيعتها من حمى اصابتها.

ووفقاً لما كشفت عنه اجراءات دعوى قضائية اسفرت اخيراً عن كشف الحقيقة، فان ما حصل في اثناء فترة احتجاز الطفلة آنذاك في المستشفى لمعالجتها ان امرأة شابة تدعى آن بيتواي تسللت الى جناح الاطفال المرضى متنكرة في ملابس ممرضة واختطفت الرضيعة كارلينا ونجحت في الفرار بها دون ان ينتبه اليها احد.

واتضح من خلال اجراءات المحاكمة ان الخاطفة بيتواي عادت بالرضيعة كارلينا الى منزلها، حيث اوهمت الجيران والاقارب بأنها هي التي ولدت تلك الرضيعة ثم زورت شهادة ميلاد للطفلة قبل ان تنتقل بها الى ولاية فيرجينيا التي تبعد نحو 1600 كيلو متر.

وروت كارلينا للمحكمة كيف ان الشكوك بدأت تساورها في سن المراهقة ازاء كون بيتواي امها الحقيقية، منوهة الى ان ماعزز شكوكها هو ان بيتواي لم تكن تشبهها في اي شيء علاوة على انها دأبت دائماً على التهرب من الاجابة عن اسئلتها حول والدها (والد كارلينا) وعن اقاربها لجهة والدها.

وقالت كارلينا ان شكوكها ارتقت الى مستوى اليقين بعد ان تزوجت وانجبت طفلها الاول ثم طلبت من «امها» ان تعطيها شهادة ميلادها (شهادة ميلاد كارلينا) لتستخدمها في اتمام اجراءات تسجيل المولود، لكن بيتواي راحت تتهرب المرة تلو الاخرى من ابراز شهادة الميلاد.

ومضت كارلينا قائلة: ان ذلك الامر دفعها الى القيام بتحريات مكثفة بهدف تأكيد (او حتى نفي) شكوكها، وهي التحريات التي قادتها في نهاية المطاف الى اكتشاف الحقيقة المذهلة التي مفادها ان بيتواي ليست امها البيولوجية وانها (كارلينا) اختُطفت من المستشفى عندما كانت طفلة رضيعة.

واستناداً الى المعلومات التي نجحت في تجميعها، لجأت كارلينا الى رفع دعوى قضائية ضد «أمها» المزعومة بيتواي، وهي الدعوى التي طالبت فيها بمساعدتها على استرداد هويتها الحقيقية تمهيداً للم شملها مع امها البيولوجية جوي وايت التي استدعيت الى المحكمة لاخذ اقوالها وشهادتها.

وغالبت الدموع جميع من كانوا في قاعة المحكمة عندما اقرت بيتواي بالحقيقة فسارعت الام الحقيقية جوي وايت الى معانقة ابنتها كارلينا وراحتا تتبادلان القبلات التي بللتها دموعهما.