No Script

نسمات

ليش ماكو مطر؟!

تصغير
تكبير

بعد امتناع المطر عن الهبوط في بلداننا إلى قرب انتهاء الموسم المحدد لنزوله، جاءنا الغبار الخانق ليحل محل المطر وليخنق الصدور!
عاد تساؤل الناس عن السبب وراء انقطاع المطر وهل هي ظاهرة عادية أم أن لها أسباباً لا نعرفها؟
أولاً، لا بد أن نعلم بأن ظاهرة تبخر الماء في العالم وتشكيل السحب هي عملية مستمرة ولا تتوقف طوال العام، وها نحن نشاهد بلداناً تغرق بالأمطار والفيضانات بينما بلادنا تعاني من شح المياه وتأخر الوسم!


بالطبع، فإن التفسير العلمي للظواهر الكونية واضح وصحيح ولا يمكن إنكاره، ولكن هنالك تفسيرات دينية يجب الإيمان بها وعدم إهمالها.
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: «فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً، يرسل السماء عليكم مدرارا» ويقول سبحانه: «وألّو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً».
فقد ربط الله تعالى بين الاستغفار من الذنوب وبين المطر، وبيّن أن ترك الاستغفار عاقبته منع المطر كما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام «يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن، ومنها: ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا».
غالبية أهل الكويت يؤمنون بهذه الأحاديث ويربطون بين الأعمال الصالحة وبين نزول المطر، ولكن هنالك فئة منهم لا يتفاعلون مع تلك الأدلة الواضحة ويتشاءمون من نزول المطر بحجة أنه يسبب لهم الغرق والمشاكل، وبعضهم يؤكد بأنه يؤمن بكلام الله، لكنه لا يكلف نفسه بالاستغفار والتوبة، ولذلك تجد أن صلوات الاستسقاء التي تنظمها وزارة الأوقاف لا تجد تفاعلاً إلا من أقل القليل من الناس!
أما دفع الزكاة لمستحقيها، فهي فريضة مهجورة من الكثيرين وللأسف!
لقد فوجئنا برفض البعض لفتوى الدكتور عجيل النشمي بتحريم اقتراض الحكومة الأموال الربوية لسد العجز في الميزانية، بحجة أنه لا يفقه في القضايا الاقتصادية أو لأن الكويت دولة مدنية يحكمها الدستور لا الشريعة الإسلامية!
لو اقتصر الأمر على ذلك لكفى، ولكن ماذا عن تأثير الفساد في البلد والرشاوى والمحسوبيات التي تكفي لتقويض أركان أعظم الأنظمة في العالم وتقوض أركان أعظم الدول تنظيماً؟!
* لا يتفلسف متفلسف ليقول لنا إن الكفار الذين لا يؤمنون بالله تعالى تنهمر عليهم السماء مدراراً وتنبت عندهم الزروع والثمار، فالله يبتلي عباده بما يشاء، والكفار تصيبهم من الابتلاءات ما لا يصيب المسلمين مثل الفيضانات والزلازل والبراكين، ولم يحتجوا على الله بسبب عدم معاملتهم معاملة المسلمين!

أبشروا فالخير... قادم
بالرغم من تلك الأجواء الخانقة، فإنني أشعر بالتفاؤل بأن الأيام المقبلة ستأتي بالمطر وبالخير الكثير بإذن الله تعالى، وما علينا إلا أن نكثر من التضرع إلى الله تعالى والدعاء والاستغفار، وقبلها ترك الذنوب!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي