رجعتُ قبل يومين من رحلة سفر على طيران «الكويتية» مشتاقاً للكويت وأهلها، مُمنياً نفسي بزوال المنغصات في المطار بعدما قرأنا وسمعنا وعوداً حكومية من مسؤولين عديدين أن خدمات المطار هذا الصيف «غير»، وأن لا تأخير في تسليم الحقائب للعائدين من السفر، وأن كل الاستعدادات تم اتخاذها لمنع الفوضى السابقة وتمت معالجة القصور الذي كان سيد الموقف في المطار سنوات عدة. كما لن يجد المغادرون والقادمون سوى راحة البال وسيلمسون تغيراً إيجابياً في مطار الكويت الدولي، وأن وأن وأن... وغيرها من الوعود التي تبخّرت من ذهني وأنا أشاهد بأمّ عيني حجم الفوضى في تسلّم الحقائب من «السير»، وقد ارتسمت على وجوه العائدين ملامح السخط والغضب والقلق بسبب التأخر لمدة زادت على الساعتين لوصول حقائبي وحقائب مسافرين آخرين. وقد شاركني هذا الهم إخوة وأصدقاء وصلوا الكويت قبلي بفترات مختلفة وكانت المأساة ذاتها، وأتساءل كيف ستكون الحال مع عودة الحجيج وبقية المسافرين مع عودتهم نهاية عطلة الصيف؟!
يا سادة:
أنا لست خبيراً في موضوع تنزيل الحقائب من الطائرة إلى «السير»، لكن وبمطالعة بسيطة نكتشف أن خللا قائما، كأن المسؤولين عن هذا القطاع حريصون على عدم معالجته تعمداً لسبب لا نعلمه. فبالمقارنة مع مبنى طيران الجزيرة الجديد، نلحظ أن تسلم الحقائب يستغرق مدة لا تتجاوز الدقائق العشر مع اكتظاظ طائراتهم بالمسافرين وصغر حجم مبناهم مقارنة بمبنى المطار الحالي. والمنطق يقول ان يكون التأخير في مبنى طيران الجزيرة أولى من المبنى الذي ينزل فيه مسافرو الخطوط الأخرى لأسباب عدة. وفي مقارنة للخدمات مع مطارات أخرى، لا أقول مطار دبي أو مطار الدوحة، ولكن مطار دمشق الذي تعاني فيه البلاد من حرب طاحنة على مدى سبع سنوات، فإن خدمات المطار ونقل العفش فيه متقدمة على مطار الكويت، والمسافر يجد حقائبه بانتظاره على «سير» العفش بمجرد خروجه من منطقة الجوازات، كما أخبرني بذلك مسافرون إلى دمشق.