No Script

تقارب كبير في الآراء حول رفض الديكتاتورية والإرهاب والتقسيم رغم الاختلاف على الأسد

اتفاق في فيينا على إطلاق مفاوضات بين المعارضة والنظام السوري

u0643u064au0631u064a u0648u0644u0627u0641u0631u0648u0641 u064au062au062du062fu062bu0627u0646 u062eu0644u0627u0644 u0627u062cu062au0645u0627u0639 u0641u064au064au0646u0627 u0627u0645u0633 (u0631u0648u064au062au0631u0632)
كيري ولافروف يتحدثان خلال اجتماع فيينا امس (رويترز)
تصغير
تكبير
• طهران تعتبر اللقاء الأول «كسراً للجليد» ولا تستبعد التوصل إلى اتفاق
انتهى اجتماع فيينا بين وزراء خارجية 17 دولة حول الأزمة السورية، أمس، بتقارب كبير في وجهات النظر أفضى الى اتفاق بين أطرافه على الدعوة إلى مفاوضات مباشرة بين النظام والمعارضة لإنهاء الأزمة، تقود إلى تشكيل حكومة غير طائفية ولا تقصي أحداً قبل إجراء الانتخابات... إلا أن المشاركين اختلفوا على دور الرئيس بشار الأسد.

وأفاد البيان الختامي الصادر بعد الاجتماع أن اطراف «المحادثات السورية تدعو الأمم المتحدة لجمع الحكومة والمعارضة السورية من أجل عملية سياسية تقود إلى تشكيل حكومة جديرة بالثقة وغير طائفية ولا تقصي أحداً قبل إجراء الانتخابات»، مضيفا أن «المشاركين سيسعون إلى وقف النار في كل أنحاء سورية».

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع الذي دام أكثر من سبع ساعات: «اتفقنا على سورية موحدة علمانية وبقاء مؤسسات الدولة»، مضيفاً أن «هدفنا وقف الحرب في سورية بالطرق الديبلوماسية».

واعتبر أن الأسد لا يمكن أن يوحد سورية ويحكمها وموقف الولايات المتحدة من أن لا دور له في مستقبل سورية لم يتغير.

وقال كيري ان «هناك من يطلب منا ان نختار بين الديكتاتورية والإرهابيين والتقسيم... ونحن نقول لا للديكتاتورية ولا للإرهابيين ولا للتقسيم».

وأعلن كيري استمرار الخلافات بين الولايات المتحدة من جهة وروسيا وايران من جهة أخرى على مصير الأسد مضيفا ان هذه الدول الثلاث «اتفقت على ألا تتفق» حول مصير الاسد.

وأكد أن العمل الديبلوماسي اليوم واعد أكثر من السابق، مضيفا ان روسيا تقر بضرورة ايجاد حل في سورية رغم دعمها للأسد، مشيرا الى اتفاق على اجتماع آخر بعد أسبوعين.

ومن جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان ليس هناك اتفاق على مصير الأسد الذي يتعين على الشعب السوري ان يقرر بشأنه، مؤكدا ان موسكو لم تقل يوماً إنها متمسكة ببقاء الاسد بل قالت ان مصيره يحدده الشعب السوري، معرباً عن أمله في أن تكون هناك ثقة أكبر بين دول الشرق الأوسط بعد اجتماع الأمس.

إلى ذلك، قالت مصادر مرافقة للوفد الايراني في فيينا لـ «الراي» ان «جميع المجتمعين تحت مظلة الحرب السورية على قناعة اليوم بأن أرض المعركة تحسن شروط المفاوضات ولكنها لن تكون الحل للحرب الدائرة في سورية، ولهذا فان اللقاء الاول يُعتبر لقاء كسر الجليد ليس إلّا، لأن كل طرف سيبقى على موقفه كجزء من اصول اللعبة الديبلوماسية، وان احتمال التوصل الى حل واتفاق حول الطاولة ليس مستحيلاً، الا ان شروطه من الممكن ان تتعثر كثيراً اثناء سير المفاوضات».

وأوضحت المصادر نفسها ان «المملكة العربية السعودية تصرّ على رحيل الرئيس السوري بشار الاسد ضمن سقف زمني معيّن بينما روسيا وايران تصران على مسألة ان الشعب السوري هو مَن يقرر رحيل أو بقاء الاسد، وليس أي دولة من المنطقة أو أي دولة عظمى، الا ان ما نسمعه من خلف الكواليس ان دول المنطقة والولايات المتحدة، تريد من الرئيس الاسد ان يدعو الى انتخابات رئاسية مبكرة، وان يعمل على تَقاسُم السلطة مع السلطات التنفيذية وألا يترشح مرة اخرى لان حظوظ نجاحه في الانتخابات المقبلة كبيرة جداً».

وأوضحت المصادر نفسها ان «الخطوة الايجابية الكبرى التي تحصل اليوم في فيينا هي لقاء الأطراف المتنازعة على طاولة واحدة للتحدث وجهاً لوجه، الا ان المستغرب ان تفرض بعض الدول المجتمعة رأيها وتضع شروطاً، وكأن لديها وصاية على سورية أو تعتبر بلاد الشام جزءاً من مناطق نفوذها الطبيعي، وهو ما يخرج عن نطاق الديبلوماسية، فالرئيس الاسد يمثل الاقلية في سورية التي يحاربها الإرهاب، ويمثل جزءاً من السوريين الذين رفضوا العيش تحت سقف سلطة الارهاب، وهجروا منازلهم من الشمال والجنوب، ليلجأوا الى مناطق نفوذ الدولة (النظام)، ونحن هنا في فيينا ندعو الى إعطاء الشعب السوري حقه الطبيعي باختيار مَن يريد تمثيله دون وصاية من احد، مع الاعتراف بمعارضة لها دورها ويجب ان يكون لها كرسي إلى طاولة المفاوضات مثل الجيش الحر. وكذلك للاكراد السوريين الحق بالمشاركة في المفاوضات، وأي جهة علمانية أو اسلامية غير تكفيرية تستطيع المطالبة بما تريد وترفع الصوت لتقول رأيها ليس فقط على طاولة المباحثات هنا بل ايضاً في بلدها سورية».

وتابعت المصادر: «وضعنا أسساً ثابتة سنعتمدها في المفاوضات وعلى رأسها محاربة الإرهاب وتصنيف الفصائل المعارضة من الفصائل التكفيرية. وبعد التصنيف يأتي بند محاربة الإرهاب على أرض المعركة ووقف تمويل التنظيمات الارهابية وتسهيل مرورها ودعمها استخباراتياً ولوجستياً، ووقف وصول الاموال اليها، وإجماع الحرب عليها، كي يتسنى إجراء الانتخابات الرئاسية، وإلا فإن من غير الممكن اللجوء الى أي حركة ديموقراطية في ظل أطراف تقاتل وتدعو لانشاء دولة تكفيرية لا مكان فيها لأي طرف يحمل فكراً مختلفاً».

وبحسب المصادر فان «اللقاء في فيينا سببه التدخل الروسي الذي لن يتوقف عسكرياً حتى تجد الأطراف كلها حلاً واقعياً يقبل به الجميع، وإلا فان الحرب مفتوحة من الشمال الى الجنوب، والوضع السوري يتجه لمصلحة الرئيس الاسد على المدى الطويل، الا ان الجميع يفضّلون اليوم وقف النزيف وتضامن القوى ضد تنظيميْ داعش وجبهة النصرة لان هزيمتهما لن تكون ممكنة بين ليلة وضحاها».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي