أدعي أنني متابع جيد للسياسة الأميركية وما صاحب انتخابات الرئاسة الأميركية وما تلاها من فضائح جنسية، طالت العديد من السياسيين ومنهم الرئيس الأسبق بيل كلينتون، مما أثرت بشكل أو بآخر على مرشحه لعضوية المحكمة الدستورية الفيديرالية العليا في الولايات المتحدة. ويبدو أننا على موعد مع استمرار هذا المسلسل من الفضائح لأن العديد من السيدات بدأن في تجاوز خوفهن من المجتمع ومن الرجال المشهورين، الذين قد يكونون متورطين في هذا الموضوع ومحاولة إرهاب ضحاياهم بسطوتهم أو بمالهم.
أكتب هذه المقدمة وأنا أتعرض بحكم تخصصي وفي الحياة بشكل عام لقصص الكثير من النساء في مجتمعنا ممن تعرضن لمحاولات تحرش من أشخاص يفوقونهن منصباً أو حظوة أو قوة اقتصادية، ورعب هؤلاء النساء من تلك التجارب وما تخلفه في أنفسهن من مشاكل نفسية واجتماعية يندر أن يقل تأثيرها عبر الزمن.
ما يزيد الأمر وطأة على النساء في مجتمعاتنا من الحديث الصريح حول معاناتهن، مع تجارب كهذه هو خوفهن من حكم المجتمع عليهن، ففي مجتمعات الشرق الأوسط عموما تسود قيم الذكورة وينظر للمرأة فيها كأداة جنسية أوجدت لامتاع الرجل وتلبية احتياجاته أساساً، رغم أنها وفي الكثير من الأحوال تكون العائل الرئيسي لأسرتها ولبيتها، لكن تداخل الكثير من المفاهيم الدينية والاجتماعية، والتي يطبقها الكثيرون بشكل خاطئ يؤدي دائما بالكثير من النساء للرضوخ للنظام الاجتماعي السائد، ابتغاء «الستر»!