No Script

ضوء

البطالة (2)

تصغير
تكبير

الجريمة البشعة التي قام بالتخطيط لها وارتكابها المؤذن البنغالي بحق إمام المسجد في المحرق تدق ناقوس الخطر، وقبلها عشرات الجرائم التي اقترفتها بعض الأيادي الوافدة والغريبة في عاداتها وسلوكياتها على المجتمع البحريني.
والسؤال لماذا يتم استجلاب الأميين والجهلة والمنحرفين والمجرمين من العمالة الأجنبية؟ وما ذكره السفير البنغالي في مقابلته في إحدى الصحف المحلية بتسهيل دخول المجرمين إلى البحرين يؤكد ذلك.
أحد التقارير يقول: إنه يتم اقتراف ثلاث جرائم كل شهرين في البحرين، على يد أفراد من الجالية البنغالية، من قتل واغتصاب وتجارة المخدرات وترويج الدعارة.


ونشكر الأوقاف السنية التي التفتت أخيرا لإحلال المواطنين بدل الأجانب في المساجد لشغل وظيفة الإمامة ورفع الأذان، لكن لماذا ننتظر وقوع الجريمة لكي نتنبه لخطورة الأمر؟ ولماذا نفتح أعيننا بعدما تقع الفأس في الرأس؟
أحد الأخوة المحامين يقول: «قبل عام، تم القبض على مجموعة كبيرة من تجار الدعارة البنغال بشارع المعارض، وأنا شخصيا رفضت أربع قضايا للترافع عنهم، بعد أن عرفت سبب القبض عليهم، لكن مع الأسف الشديد بعد يومين حضر إلى مكتبي أحد المُفرج عنهم، وهو يقول لي بالحرف الواحد:(أرباب في فلوس كل نفر ما في سجن)، أي إذا النقود متوافرة فلن يبق أي شخص منا في السجن مهما كانت جريمته».
ويتابع المحامي قائلا:«كثير من المرات يصادفني البنغال في الطريق ليعرضوا عليّ ممارسة البغاء مع نساء من كل الجنسيات، اعتقادا منهم بأنني لست بحرينيا، وما خفى كان أعظم».
وسؤالنا المرّ:«من يحمي الفساد والمفسدين؟ فكل شيء مرتبط ببعضه، الفقر والبطالة والعمالة السائبة والجريمة وشبكات تهريب الشغالات وترويج البغاء وغيرها من الظواهر السلبية المنتشرة في البلاد، وكلها بسبب آفة الآفات الفساد».
الأخ محمد المحميد يقول: «إن دول الخليج تعتمد في سياساتها التوظيفية على معايير مختلفة، وعلى شرائح مجتمعية مختلفة، مُقسّمة بحسب الولاءات الدينية والمذهبية والعرقية والمناطقية، ما ينتج عنه في كثير من الأحيان نشوء بعض الأزمات».
لقد أوضح تقرير المنتدى العالمي أنه قد تم إحراز تقدم في زيادة تشغيل الشباب بطريقة منتجة في دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال التطبيق الفعال لبرنامج عمالة الشباب.
فلماذا لا نتعلم من تجربة الإمارات مثلا؟ لماذا لا نطبق تجاربها الناجحة علينا؟
لقد حققت الإمارات قفزة نوعية في التنمية، وفي إحلال العمالة الوطنية في كل القطاعات، يكفي عندما تدخل أي إمارة، ترى العمالة الوطنية والوجوه المبتسمة ترحب بك، بل عندما تزور أي دولة عربية أو أجنبية، ترى الموظفين القائمين على تخليص الإجراءات للمسافرين في جميع المنافذ للدولة، من مواطني الدولة، إلا في البحرين للأسف.
وكنا سباقون لسنوات طوال، نفخر بالعمالة المحلية في مختلف الوظائف ونتباهى بها، لكن للأسف في خلال السنوات الأخيرة تم استبدال المواطنين بالعمالة الأجنبية، في مختلف الوظائف، ومن مختلف الجنسيات، فترى رجال الأمن من أفريقيا، والعاملين في شركات الطيران من الجنسيات الآسيوية، والمشرفين على تخليص وثائق السفر من جنسيات أخرى، حتى صرنا نبحث عن الموظف البحريني كما نبحث عن الإبرة بين كومة من القش.
وشخصيا كنت أرى البحريني، منذ الثمانينات حتى بداية الألفين، يعمل في كل المهن، ولا يترفع عن أي عمل شريف، كنت أرى الشباب البحريني يغسل السيارات، ويعمل في محطات البترول، وفي المقاولات والصباغة وكل شيء، وبالعكس كنا مضرب الأمثال في العمالة الوطنية بالنسبة للزائر القادم إلى البحرين، فمنذ أن تحط قدميه المطار، كان يرى موظف الجوازات، ومخلص التأشيرات، وسائق التاكسي، والبائع وعامل الاستقبال في الفندق، كلهم بحرينيون، فلماذا وما أسباب تغير الحال؟
أحد الأخوة يقول:«قبل خمس سنوات كانت وظيفتي تتطلب الذهاب إلى المطار يوميا، وقد لاحظت أن معظم موظفي تخليص الوزن في المطار أصبحوا من الفيلبين بعد أن كانوا جميعهم من البحرينيين، فما السبب ياترى؟».
ويتساءل الكاتب أحمد البوسميط: «ما فائدة وجود جنسيات أجنبية في واجهة أكثر الأماكن أهمية في البلاد؟ أليس هناك من جهة وطنية رقابية توجه وتحاسب المنحرفين في حق البلد؟ وما هذا الاستهتار بهوية البلد؟ وأين البحرنة التي يتشدقون بها؟ إنها جريمة بحق الشعب وبحق عروبتنا وأصالتنا الوطنية».
والسؤال:«لماذا لا يتم توظيف العمالة الوطنية وإحلالها بدل العمالة الأجنبية؟ نعتقد على كل الجهات المعنية في الدولة، من وزارة العمل، ومجلس التنمية الاقتصادي، والسلطتين التشريعية والتنفيذية، أن تعطي الأولوية لوضع الحلول الجذرية لمشكلة البطالة، وإلا فإن المقبل أسوأ».

aalsaalaam@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي