No Script

رسالتي

الذُّباب... وغيرة الرجال

تصغير
تكبير

كانت أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما تقوم برعاية فرس زوجها الزبير بن العوام، ولم يكن لهم خادم، فكانت تقوم بنقل نوى التمر من مسافات بعيدة وتطحنها وتعلف الفرس.
رآها الرسول صلى الله عليه وسلم يوما وهي تحمل النوى على رأسها فأراد مساعدتها فأناخ لها راحلته لتركب خلفه - وأسماء هي أخت عائشة زوجة النبي - فاستحت وتذكّرت غيرة زوجها الزبير، واعتذرت.
فذكرت ذلك الموقف لزوجها، فشكر لها صنيعها.


غيرة الرجل هي من صفات كماله ورجولته، ومن النقص أن يحُرم الرجل هذه الصفة.
سأل الرسول عليه الصلاة والسلام أصحابه عن تصرفهم لو رأى أحدُهم رجلا في وضع مريب مع أهله، فقال سعد بن معاذ: والذي بعثك بالحق إن رأيت ما يُريبني في أهلي لأطيحن بالرأس عن الجسد، ولأضربنّ بالسيف غير مُصْفح.
فقال صلى الله عليه وسلم: «أتعجبون من غيرة سعد، والله أنا أغير منه، والله أغْير مني».
كان من غيرة بعض العرب على أهله أنه يذبح الفرس إذا ركبتها زوجته لئلا يركب الفرس رجلٌ بعدها.
ورأى رجلٌ امرأته وقد تبادلت النظرات مع رجل غريب، فطلّقها، فعاتبوه على ذلك فقال:
إذا وقع الذُّباب على طعامٍ... رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسودُ ورود ماءٍ.. إذا كان الكلاب ولَغْن فيهِ
البعض اليوم يعاتبون الرجل بسبب غيرته على محارمه، وحرصه على عدم خروجها من المنزل إلا باللبس الشرعي الذي فرضه الله.
ويعتبرونه معقّدا.
وإذا طلب من أهله عدم الخضوع في القول مع الرجال الأجانب، وصفوه بالمتشدد والمتطرف.
بينما من يعرض زوجته في وسائل التواصل على الرجال وهي في كامل زينتها، أو يشجعها على أن تكون فاشنستا بكامل تبرجها، أو الذي يسمح لها بالرقص بحضور الرجال الأجانب فهو في نظرهم: المنفتح والعصري والمتحضر!
فعجبا لزمن يُعيّر الغيور على رجولته، ويُمدح الرخيص على د... !
من واجب الرجل أن تكون له غيرة على محارمه، تجعله يحمي أهل بيته «زوجةً أختاً بنتاً» من كل غادر وخائن وعابث.
ومن يتجول في الأسواق يرى مظاهر لا تسُر كل مخلص، من جرأة بعض الرجال و الشباب على التحرش بالبنات والنساء، وحتى وصل التحرش للأسف بمن تلتزم بحجابها وسترها.
لذلك أصبحت المرأة اليوم بأمس الحاجة إلى من يغار عليها ويحميها:
إن الرجال الناظرين إلى النساء
مثل الكلاب تطوف باللّحمان
إن لم تصُنْ تلك اللحومَ أُسودُها
أُكِلَت بلا عِوضٍ ولا أثْمــان

Twitter:@abdulaziz

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي