No Script

لماذا لا نُجنّس الهنود في الكويت؟

تصغير
تكبير
تتبع الدول المتطورة سياسة منهجية في التجنيس تخدم مصالحها القومية من الناحية الاستراتيجية. ووفقاً للقوانين والنظم وبعيداً عن العواطف والمزايدات السياسية، تقوم هذه الدول بمنح الإقامة الشرعية الدائمة لكل من هو ذي قيمة مضافة ليتم بعد ذلك تجنيسه بعد انقضاء الفترة المحددة قانوناً، ولكل من هذه الدول هناك تعريف واضح ومحدد لمفاهيم القيمة المضافة والمصلحة القومية ومعايير تحقيقها.

في الكويت لدينا خليط من الجاليات أتت من مختلف مناطق المعمورة، ممثلة لجميع الأصول العرقية والديانات، وكان لكل منها دوره في بناء الكويت، ومساهماته في خدمة مجتمعه. ورغم أنه لا يمكننا أن نميز أي جالية عن الأخرى إلا أن المصلحة القومية تحتم علينا إعادة حساباتنا وأولوياتنا في من نمنحهم الإقامة الشرعية وحق التجنيس.


هذا وتعتبر الجالية الهندية من أعرق الجاليات في الكويت، حيث يعود تاريخ وجودها إلى أكثر من 75 عاماً، أي من قبل ظهور النفط متجاوزاً عددها 650 ألف فرد، جُنس منهم مطهر وخياط.

إننا نرى الهنود في كل مكان وعلى مدار الساعة، وكل يوم على مدار السنة، إلا أننا لم نشاهد هندياً يتسول في الشوارع، ولم نسمع عن قيام هندي بأعمال جرائم عنف أو سطو مسلح أو أي أعمال إرهاب، أو التآمر على البلد وتهديد أمنه القومي.

ورغم أن التجنيس حق سيادي مطلق للسلطة التنفيذية، إلا أننا نتساءل، لماذا لم يمنح بعض الهنود، الجنسية الكويتية أسوة بغيرهم وبالطريقة التي تتناسب وأعدادهم وتاريخ وجودهم في الكويت؟ هل لأنهم غير مؤهلين للحصول على الجنسية أم أن الآخرين قد يكونون أفضل منهم؟

موضوع شائك وجدير بالاهتمام، قد لا يكون مستساغاً لدى البعض، إلا أن مقالي هذا دعوة نطلقها لتجنيس النخبة من الكفاءات وأصحاب القيمة المضافة الذين يعيشون معنا في الكويت باعتبار أن تجنيسهم لن يهدد الأمن القومي للبلد، ولن يخل بالتركيبة السكانية، ولن يشكل عبئاً على ميزانية الدولة.

نحن بحاجة إلى إعادة النظر في سياستنا المتبعة بالتجنيس على أسس استراتيجية بعيدة المدى تخدم مصالحنا القومية والاستفادة من أصحاب الكفاءات والقيمة المضافة.

ويبقى التساؤل مطروحاً، لماذا لا نُجنس الهنود في الكويت؟

alduaij@ymail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي