No Script

الكويتي الناجي من المذبحة أدلى بشهادته لـ«الراي»

علي جاسم: المرحوم عادل أمر الله انبطح فوقنا أنا وبدر أشكناني لحمايتنا... مضحياً بنفسه من أجلنا

تصغير
تكبير
أصبت في ركبتي والرصاصة ما زالت موجودة

تواطؤ بين عناصر الحماية والمجرم... وعاملون في المطعم كانوا يتحدثون معه

الرصاص المستخدم في الجريمة من النوع الذي ينفجر في الجسم بعد إطلاقه

كان يوجد 7 من البودي غارد مهمتهم تفتيش المترددين على المطعم... فأين اختفوا؟

عملية التأمين لم تكن على مستوى الحدث في منطقة مهددة أمنياً

أعضاء البعثة الديبلوماسية الكويتية في تركيا «ما قصّروا وبيّض الله وجيهم»
انضم المواطن علي جاسم أحد الناجين من مذبحة «رينا» في تركيا، في شهادته إلى غيره ممن كتبت لهم النجاة من المذبحة وأكدوا أن هناك تواطؤاً واضحاً بين رجال الحماية الأتراك في المطعم وخارجه وبين منفذ الهجوم، مدللاً على أن مدخل المطعم مليء بكاميرات المراقبة وأجهزة الكشف عن الأسلحة والمتفجرات، إضافة إلى وجود سبعة من «البودي غارد» مهمتهم تفتيش الداخلين الى المطعم، إلا أنهم اختفوا قبل دخول المسلح بدقائق.

علي حسين جاسم الذي أصيب برصاصة في ركبته اليسرى روى لـ«الراي» ما حصل معه قائلاً: «كنت برفقة ابن خالي المرحوم عادل أمرالله غلوم وابن خالتي المصاب بدر أشكناني، حيث غادرنا الكويت إلى بورصة قبل الحادث بأربعة أيام، ورجعنا إلى اسطنبول يوم الجمعة ثم توجهنا إلى مطعم رينا للحجز والاحتفال برأس السنة، وكنا هناك في تمام الساعة العاشرة مساءً، مع عشرات من العائلات العربية والمسلمة، إلا أن الملاحظ أن عملية التأمين لم تكن على مستوى الحدث، خصوصاً في منطقة مهددة أمنياً، والأمن التركي يعرف ذلك جيداً، وأجزم أن العمل مدبر بتواطؤ أمني واضح وتحديدا من عناصر الأمن الداخلي في المطعم، فهم لم يقوموا بواجبهم على أكمل وجه بل اختاروا أسهل الطرق لمواجهة المجرم إن لم يكونوا متفقين معه، وهو الهروب وتركوا رواد المطعم لمصيرهم المجهول».


وأضاف أن «المرحوم عادل ابن خالي الذي راح ضحية المذبحة من أعز أصدقائي ورفيق دربي منذ الصغر وزميلي في كثير من السفرات وملتزم أخلاقياً، وهو عسكري متقاعد لديه عشرة أبناء أكبرهم ( 23 عاماً)، كما أنه تعرض للأسر أثناء الغزو العراقي ومن أبطال المقاومة، وأهالي منطقتي بيان والرقة يعرفونه جيداً، وقد أصيب داخل المطعم بأربع رصاصات في رأسه وظهره ورجله وقلبه، وأثناء إطلاق الرصاص انبطح علينا ونحن على الارض وحمانا بجسده الطاهر وهذا دليل على محبته لنا وعلى قوة بأسه وإيثار غيره على نفسه».

وتابع علي جاسم أن «الرصاص الذي استخدمه المسلح لم يكن عاديا، وإنما من النوع الذي ينفجر في الجسم بعد دخوله،وقد أصبت برصاصة في ركبتي اليسرى وما زالت في جسدي حتى الآن، إضافة الى 60 شظية وقد تحاملت على نفسي وتحملت الألم ورجعت إلى الكويت لاستكمال مراحل العلاج وحضور مراسم الدفن والعزاء لصديقي المرحوم عادل».

وأكمل أن «المسلح أخذ يطلق الرصاص بعشوائية لمدة 45 دقيقة، وإذا لمح أحداً يتحرك عاود إمطاره بالرصاص، لدرجة أن ديكور وزجاج المطعم لم يسلما منه بقصد إسقاطهما على الأجساد التي ملأت أرض المكان، كما أنه استغل جيداً عدم مقاومة أحد له سواء من العاملين الذين كنت أسمع بعضهم يتحدث معه بلغة لا أفهمها ولا من رواد المطعم الذين كانوا في حال خوف وهلع، واستطاع إنهاء مهمته كما كان مخططا له».

وزاد علي جاسم: «تم نقلي إلى أحد المستشفيات، ولم يكن أحد من المواطنين معي، حتى اليوم التالي للحادث حيث زارني صديقي بدر أشكناني المصاب بشظايا بسيطة وأخوه أحمد الذي وصل من الكويت ظهر الأحد، وأخبرني بموت ابن خالتي عادل في الحادث حيث أصبت بانهيارعلى فقدان ذلك الصديق».

وعن جهود سفار الكويت في تركيا، أكد علي «أن أعضاء السفارة والقنصلية الكويتية في تركيا ما قصروا وبيض الله (وجيهم) على حضورهم ومتابعتهم ومساعدتهم لنا طوال تلك الرحلة الأليمة، والشكر موصول كذلك لوزارة الخارجية الكويتية على تعاملها الراقي مع الحدث، إلا أن ما أحزنني التركيز في بعض وسائل الاعلام على أن رينا ملهى وليس مطعماً لكبار الشخصيات والعائلات، الأمر الذي أساء إلى سمعة رواده وبطريقة مؤلمة، خصوصاً لأهالي المتوفين والمصابين، فكل مطاعم تركيا وأوروبا وفي دول عربية وخليجية ترتادها العائلات ويُباع فيها الخمر فهل يمنع الأكل فيها».

وزاد علي: «توجد شركات طيران عربية وعالمية تقدم الخمور مجاناً لمن يرغب من المسافرين على متنها فهل نحرم السفرعلى متنها، وإذا سقطت إحدى الطائرات ومات من فيها فهل نقول إن المسافرين على تلك الطائرة كانوا مخمورين؟».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي