No Script

اطلع ضمن وفد رسمي على تجربة مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية في السعودية لنشر الفكر الوسطي

وليد العلي: تحصين المجتمع من الهمجية المتطرفة يتطلب توضيحا للفكر المُعتدل بالأساليب العلمية

تصغير
تكبير
• مواجهة التطرف والغلو تستوجب استراتيجية وطنية وأمنية تشارك فيها الأجهزة الرسمية والأهلية

• الإرشاد والنصح لمن وُجهت إليْهم تُهم الإرهاب يضمنان عدم عودة المُفرج عنهُم إلى السلوك المُنحرف

• مركز محمد بن نايف مؤسسة إصلاحية تربوية تُعنى بتنمية المهارات المعرفية والسلوكية

• من أهداف المركز نشر مفهوم الوسطية ونبذ التطرف وتحقيق التوازن الفكري والنفسي والاجتماعي

• من مهام المركز تنفيذ برامج المُناصحة الوقائية للفئات المُستهدفة وتنفيذ برامج الرعاية اللاحقة للمُستفيدين

• برامج التأهيل هدفها تعزيز السلامة الفكرية للمُستفيد وإكسابه مهارات تُسهم في اندماجه بالمجتمع

• برنامج التأهيل الشرعي يُعنى بتعزيز بناء المفاهيم الشرعية الصحيحة على منهج الوسطية والاعتدال

• نحتاج إلى إجراء البحوث العلمية الهادفة وإصدار الدوريات العلمية للرد على الشبهات التي يروجها دُعاة التطرف
أكد العميد المساعد في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت؛ وإمام وخطيب المسجد الكبير؛ وعضو لجنة تأهيل أصحاب الفكر المتطرف بالسجن المركزي الأستاذ الدكتور وليد العلي، أن مواجهة التطرف والغلو تستوجب استراتيجية وطنية وأمنية تشارك فيها مختلف الأجهزة الرسمية ومنظمات ومؤسسات المجتمع في التوعية والتحذير من مخاطر الفكر الإرهابي المنحرف وآثاره على الشباب.

وشدد العلي في حديث لـ«الراي» بعد زيارته ضمن وفد لجنة التأهيل إلى المملكة العربية السعودية والاطلاع على تجربة مركز محمد بن نايف للمناصحة، شدد على أن الشباب اليوم في حاجة ماسة إلى التحصين الفكري ضد ظاهرة الغلو والتطرف والى محاربة الفكر المنحرف بكل أشكاله واتجاهاته من خلال الرجوع إلى العلماء في أمور دينهم، وعدم الانصياع لدعوات الغلو والتعصب والتكفير من قبل جماعات الفتنة والتحريض، في ظل ما تشكله قضية التطرف لدى الشباب من تحد كبير أمنياً وسياسياً.


وقال «إن الشباب يمثل أغلى ثروة قومية في حياة أي مجتمع باعتبارهم بناة الحاضر وصناع المستقبل وعلى عاتقهم تقع مسؤوليات جسام لترجمة أهداف التنمية والتطوير المنشودة»، مبينا أنه «إذا كان الشباب يمثل هذه الأهمية البالغة فإن مهمة إعداده وتأهيله وتسليحه بالعلم والمعرفة للقيام بتحمل المسؤوليات التي سينهض بها في الحاضر والمستقبل، يعتبر من أهم التحديات الكبيرة أمام الحكومات والشعوب، في وقت يشهد فيه عصرنا الراهن تناميا مطردا لتأثيرات سلبية عديدة ومتعددة تستهدف الشباب بما يفوق قدراتهم على مواجهتها وتجنب مخاطر تأثيراتها التي تتجاوز الحدود والجدران، ليصبحوا ضحية لها وخاصة في حالة ضعف جهود البناء المعرفي والفكري وهو الأمر الذي يدفعهم تحت ضغوط الحياة اليومية نحو الانحراف ليصبحوا معاول هدم وليسوا كوادر بناء».

وأضاف العلي إنه «رغم تعدد التأثيرات السلبية سواء كانت محلية أو خارجية إلا أنها تؤدي إلى طريق واحد يحرف الشاب عن مسار التوجيه السليم إلى مسار خاطئ يصبح فيه عضوا غير سوي في مجتمعه ويتجه نحو العنف والإجرام» مشيرا إلى ان «من أبرز تلك التأثيرات السلبية التي يتعرض لها الشباب في أي مجتمع وسائل التعبئة الخاطئة التي تغرس في عقول الشباب أفكاراً منحرفة تتنافى مع قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وكذا مفاهيم مغلوطة تختلف عن قضايا المجتمع والوطن بغية إحياء نعرات مذهبية أو طائفية لتحقيق مصالح آنية تتعارض مع مصالح الوطن العليا وتهدد وحدته الوطنية وسلمه الاجتماعي».

ولفت إلى أنه «في هذا السياق قامت دولة الكويت بتشكيل لجنة تأهيل أصحاب الفكر المتطرف بالسجن المركزي، هذه اللجنة التي انبثقت عن مذكرة التفاهم وقعتها وزارات الداخلية، والشؤون الاجتماعية والعمل، والأوقاف والشؤون الإسلامية، وكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت» موضحا ان اللجنة اجتمعت بعد تشكيلها مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، الذي أوصى بتشكيل وفد من اللجنة لزيارة مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية بالمملكة العربية السعودية، فتم تشكيل الوفد وقام بهذه الزيارة وعاد بانطباعات ورؤى وتوصيات.

وفي إطار ما اطلع عليه الوفد دار الحوارالتالي مع الدكتور وليد العلي:

•«لجنة تأهيل أصحاب الفكر المتطرف بالسجن المركزي» حدثنا عن هذه النشأة؟ وكيف كانت البداية؟

- البداية كانت في يوم الأحد 28 سبتمبر 2014،حيث تمَّ توقيع مُذكِّرة تفاهمٍ بين أربعة أطراف: وزارة الدَّاخليَّة ويُمثِّلها قطاع المُؤسَّسات الإصلاحيَّة وتنفيذ الأحكام؛ ووزارة الشُّؤون الاجتماعيَّة والعمل وتُمثِّلها إدارة رعاية الأحداث، ووزارة الأوقاف والشُّؤون الإسلاميَّة ويُمثِّلها قطاع الثَّقافة الإسلاميَّة، وكُلِّيَّة الشَّريعة والدِّراسات الإسلاميَّة ويُمثِّلها مكتب العميد المُساعد للأبحاث والاستشارات والتَّدريب، وذلك لتوحيد الجُهُود وتوجيهها لمُواجهة التَّطرُّف بالطُّرق العلميَّة، وتحصين الشَّباب من الغُلُوِّ الفكريِّ، والإرشاد والنُّصح والتَّوجيه لمن وُجِّهت إليْهم تُهم الإرهاب، وضمان عدم عودة المُفرج عنهُم إلى السُّلُوك المُنحرف.

وقد تمخَّض عن هذه المُذكِّرة «لجنة تأهيل أصحاب الفكر المُتطرِّف بالسِّجن المركزيِّ»، والتي بدأت أعمالها: بالدُّروس العلميَّة، وبالمُناصحة الفرديَّة.

وقد حظيت اللَّجنة باجتماعٍ مع معالي نائب رئيس مجلس الوزراء؛ وزير الدَّاخليَّة: الشَّيخ مُحمَّد الخالد الصُّباح، حيث كانت من جُملة وصاياه: زيارة مركز مُحمَّد بن نايف للمُناصحة والرِّعاية بالمملكة العربية السعودية؛ للتَّعرُّف على أعمال المركز.

وقد تُرجمت هذه الوصيَّة بقرارٍ من سعادة وكيل وزارة الدَّاخليَّة: الفريق سُليمان فهد الفهد، وذلك بإيفاد بعض أعضاء اللَّجنة لزيارة المركز، وكان الوفد برئاسة اللِّواء خالد عبدالله الدِّيين.

مؤسسة إصلاحية

•متى كانت الزيارة؟ وكيف كانت نتائجها؟

- الحقيقة أن الوفد قام بزيارتين، وسأبدأ بذكر الزيارة الأولى وأرجئ الحديث عن الزيارة الثانية إلى حينه، فأما الزِّيارة الأُولى فقد كانت إلى مركز مُحمَّد بن نايف للمُناصحة والرِّعاية، وكانت الزِّيارة في 9 نوفمبر الجاري؛ وكان في استقبال الوفد لدى وُصوله: مُدير عام المركز اللِّواء ناصر بن محيا المُطيري.

وأما ما يخص المركز فقد أنشئ هذا المركز في يوم 12/ 10/ 1427 هجرية؛ بتوجيه من الأمير مُحمَّد بن نايف بن عبدالعزيز؛ ولي العهد؛ ونائب رئيس مجلس الوزراء؛ ووزير الداخلية، عندما كان مُساعدًا لوزير الداخليَّة للشُّؤون الأمنيَّة. ويُعتبر المركز مؤسَّسةٌ إصلاحيَّةٌ تربويَّةٌ تُعنى بتنمية المهارات المعرفيَّة والسُّلُوكيَّة من خلال مجموعةٍ من البرامج التي يقوم عليها نُخبةٌ من أصحاب العلم والخبرة في التَّخصُّصات العلميَّة المُتنوِّعة.

•عندما يتم إنشاء مركز بهذه الكيفية فلا بد من أن يكون له رؤية ورسالة..

- لا شك في ذلك. أما عن رُؤية مركز محمد بن نايف للمُناصحة والرِّعاية التي استمع إليها الوفد: فهي أن يكُون أُنموذجاً عالميًّا لتحقيق الأمن الفكريِّ، المُرتكز على وسطيَّة الإسلام وتعزيز رُوح الانتماء الوطنيِّ. وأما رسالة المركز التي تعرَّف عليْها الوفد: فهي تحقيق الأمن الفكريِّ؛ وُصُولاً إلى مُجتمعٍ يُطبِّق الوسطيَّة والاعتدال فكراً وسُلُوكاً، والإسهام في جُهُود الوقاية من الأفكار المُنحرفة وإصلاح الفئات التي وقعت في براثنها من خلال برامج علميَّةٍ وعمليَّةٍ مُتخصِّصةٍ.

•من المؤكد أن المركز أنشئ لتحقيق جملة من الأهداف..فهل تعرفتم عليها؟

- بالطبع فقد تعرفنا على أهداف المركز التي أنشئ لأجل تحقيقها وهي مُنقسمةٌ إلى أهدافٍ عامَّةٍ، وأهدافٍ فرعيَّةٍ:

فأمَّا الأهداف العامَّة؛ فتتلخَّص في الإسهام في نشر مفهوم الوسطيَّة والاعتدال ونبذ التطرف والأفكار المُنحرفة. وتحقيق التَّوازن الفكريِّ والنَّفسيِّ والاجتماعيِّ لدى الفئات المُستهدفة. وإبراز دور المملكة في مُكافحة الإرهاب والتَّصدِّي للأفكار المُنحرفة والضَّالَّة ورعاية وإصلاح أبنائها.

وأمَّا الأهداف الفرعية؛ فتتلخَّص في الإسهام في جُهُود المملكة الوقائيَّة للتَّصدِّي للأفكار المُتطرِّفة والمُنحرفة. والتَّعرُّف على نوعية الانحرافات الفكريَّة الموجودة لدى الفئات المُستهدفة. وتأهيل الفئات المُستهدفة للاندماج التَّدريجيِّ في المُجتمع ورعايتهم. والتَّواصل مع أُسر الفئات المُستهدفة وتقديم المُساعدة لهم.

• فماذا عن مهام المركز التي يضطلع بحملها؟

- لتوضيح مهام المركز فإنها تتجلَّى إعداد وتنفيذ اللَّوائح التَّنظيميَّة والخُطط التَّطويريَّة لأعمال وأنشطة المركز. وإعداد وتنفيذ برامج المُناصحة الوقائيَّة والعلاجيَّة للفئات المُستهدفة. وإعداد وتنفيذ برامج الرِّعاية والتَّأهيل للمُستفيدين داخل المركز. وإعداد وتنفيذ برامج الرِّعاية اللاحقة للمُستفيدين. وإعداد وتنفيذ الخُطَّة الإعلاميَّة للمركز واستقبال الضُّيُوف والزَّائرين. ومُتابعة جميع الإجراءات الإداريَّة والأمنيَّة الخاصَّة بالمركز. وإنشاء قاعدة بياناتٍ لكافَّة أعمال وإجراءات ومعلومات المركز، والإشراف على تحديثها بشكلٍ مُستمرٍ، وتنظيم آلية استفادة الوحدات الإداريَّة بالمركز منها. وإجراء الدِّراسات والبُحُوث العلميَّة ذات العلاقة بطبيعة عمل المركز، والتَّعاون مع المُؤسَّسات العلميَّة الأُخرى في هذا الشَّأن، وإعداد تقريرٍ سنويٍّ عن أنشطة المركز، ومُقترحات تطوير العمل به ورفعه للمُدير العامِّ.

الرعاية والتأهيل

•حدثنا عن برنامج الرعاية والتأهيل الذي يتبناه المركز..

- لقد تمَّ شرح برنامج الرِّعاية والتَّأهيل للوفد، حيث يُمثِّل برنامج الرِّعاية والتَّأهيل المرحلة الثَّانية لاستراتيجيَّة مركز مُحمَّد بن نايفٍ للمُناصحة والرِّعاية، ويهدف إلى تعزيز السَّلامة الفكريَّة للمُستفيد، وإكسابه المهارات التي تُسهم في إعادة اندماجه في المجتمع، وليعود عُضواً صالحاً يُؤدِّي دوره الاجتماعي بكفاءةٍ واقتدارٍ.

وقد شاهد الوفد عرضاً مُوسَّعاً لمُكوِّنات برنامج الرِّعاية والتَّأهيل؛ والذي يتألَّف من أربعة مكوِّناتٍ برامجيَّة رئيسةٍ، هي البرنامج التَّعليميُّ. البرنامج التَّدريبيُّ والمهنيُّ. البرنامج الرِّياضيُّ والثَّقافيُّ. البرنامج المفتوح.

• مم يتكون البرنامج التعليمي في برنامج الرعاية والتأهيل للمركز؟

- البرنامج التَّعليميُّ يتكوَّن من مجموعةٍ من البرامج التَّخصُّصيَّة، وهي البرنامج الشَّرعيُّ، وهُو يُعنى بتعزيز بناء المفاهيم الشَّرعيَّة الصَّحيحة على منهج الوسطيَّة والاعتدال، وتقويم المفاهيم الخاطئة. والبرنامج النَّفسيُّ، وهُو يُعنى بدراسة حالة المُستفيد وتعليمه مهارات بناء الذَّات، والتَّخلُّص من المخاوف، وضبط الانفعال وخطوات التَّفكير الايجابيِّ. والبرنامج الاجتماعيُّ، وهُو يُعنى بتعليم المُستفيد المهارات الاجتماعيَّة التي تُساعده على تجاوز ما قد يُواجهه من مصاعب بعد الخروج، وتُسهم في تكيُّفه واندماجه في المُجتمع، وتوفير الدَّعم الاجتماعيِّ له ولأُسرته. وبرنامج الإرشاد بالفنِّ التَّشكيليِّ، وهُو برنامج معرفيٌّ، يدمج بين نظريَّات التَّأهيل النفسيِّ والعمليات التَّشكيليَّة وتقنيَّاتها المُتنوِّعة للاستبصار بالذَّات والدَّوافع والحاجات النَّفسيَّة، والبُنى المعرفيَّة وأثرها على سُلوكيَّاته. والبرنامج التَّاريخي، وهُو يُعنى بتوعية المُستفيدين بالتَّاريخ الإنسانيِّ عبر مُختلف العُصُور، مع مُحاولة ربط الأحداث التَّاريخيَّة بالأحداث الجارية.

• وماذا عن البرامج الثلاثة الأخرى؟

- أمَّا البرنامج التَّدريبيُّ والمهنيُّ: فإنَّه يهدف إلى إكساب المُستفيد المُؤهِّلات العلميَّة والمهنيَّة التي تُساعده في الحُصُول على عملٍ، أو تعزيز مُؤهِّلاته الوظيفيَّة بعد التَّخرُّج من المركز.

وأمَّا البرنامج الرياضيُّ والثَّقافيُّ: فإنَّه يتم من خلاله الإسهام في المُحافظة على صحَّة المُستفيد، وشغل أوقات الفراغ لديه بما هُو نافعٌ ومُفيدٌ.

وأمَّا البرنامج المفتوح: فإنَّه يُسهم في تعزيز نجاح كافَّة البرامج التي يُقدمها المركز وتحقيقها لأهدافها من خلال الاستفادة من تجارب المُستفيدين السَّابقين، وأيضاً الشخصيات الاجتماعيَّة المعروفة، وهُو ما يُعرف ببرنامج (تجربتي)؛ الذي يتمُّ من خلاله إقامة مُحاضراتٍ وندواتٍ لعدد من الشَّخصيات المرموقة في المُجتمع للالتقاء بالمُستفيدين، وإفادتهم بالجوانب الثَّلاثة العلاجيَّة والإنمائيَّة والوقائيَّة.

• في كلمات موجزة، كيف ترون مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية؟

- بعد ما شاهدناه وتم عرضه أمام الوفد خلال الزيارة فإني أستطيع القول وبكلمات مختصرة وموجزة: إن مركز مُحمَّد بن نايف للمُناصحة والرِّعاية: شامةٌ إسلاميَّةٌ؛ وقامةٌ إنسانيَّةٌ، مركزٌ يجتهد في مُناصحة أرباب فكر التَّطرُّف الذَّميم، وجِهَةٌ تُعنى برعاية التَّائبين من تطرُّف الفكر السَّقيم.

سجن الحائر

•ما سبق كان عن الزيارة الأولى للوفد. فماذا عن الزيارة الثانية، وأين كانت؟ وما انطباعاتكم عنها؟

- الزِّيارة الثَّانية كانت لإدارة سجن المباحث العامَّة في الحائر، وكانت الزِّيارة في يوم الثُّلاثاء 10 نوفمبر الجاري؛ وكان في استقبال الوفد لدى وُصوله: مُدير إدارة سجن المباحث العامَّة العميد مُحمَّد بن عليٍّ الأسمريُّ.

وقد استمع الوفد إلى شرحٍ مُوجزٍ عن إدارة سجن المباحث العامَّة، ثُمَّ تجوَّل الوفد في مرافق السِّجن، حيث التقى الوفد برئيس وحدة الخدمات الضَّمانيَّة بوزارة الشُّؤون الاجتماعيَّة؛ وتعرَّف على الخدمات الاجتماعيَّة التي يحصل عليها الموقوف.

ثُمَّ جلس الوفد إلى رئيس مكتب هيئة حُقُوق الإنسان، حيث تعرَّف على الحُقوق الإنسانيَّة التي يتمتَّع بها الموقوف.

ثُمَّ قام الوفد بزيارة الأخصَّائيِّين الشَّرعيِّين، واستمع إلى برامج المُناصحة الشَّرعيَّة؛ والتي تشمل المُناصحة الفرديَّة؛ والدَّورات العلميَّة، لا سيَّما في مسائل: التَّكفير؛ الجهاد؛ الولاء والبراء.

كما استمع الوفد إلى شرحٍ مُوجزٍ عن دور الأخصَّائيِّين النَّفسيِّين، وأثرهم في تأهيل الموقوفين نفسيًّا. ثُمَّ شاهد الوفد الغُرف التي تمَّ تخصيصها للخلوة الشَّرعيَّة، والتي يقضي فيها الموقُوف بعض السَّاعات مع زوجته وأولاده. ثُمَّ التقى الوفد بأحد الموقُوفين وهُو في مكتب كاتب العدل؛ ليُحرِّر له وكالة خاصَّة.

ثُمَّ قام الوفد بجولةٍ في مُستشفى الأمن المركزيِّ -الحاصل على شهادة الاعتماد من المركز السُّعُوديِّ لاعتماد المُنشآت الصِّحيَّة (سباهي)-، وتعرَّف على الخدمات الصِّحيَّة التي تُقدَّم للموقوفين؛ والتي تشمل الجلديَّة؛ المُخَّ والأعصاب؛ الجراحة العامَّة؛ زراعة وجراحة الأسنان؛ أمراض القلب والأوعية الدَّمويَّة، وغيرها من التَّخصُّصات الطِّبيَّة. ثُمَّ تجوَّل الوفد في المُرفقات الرِّياضيَّة والتَّرفيهيَّة التي يقضي فيها الموقُوفون أوقات فراغهم الصَّباحيَّة.

كما قام الوفد بزيارة المكتبة المُزوَّدة بأهمِّ المراجع العلميَّة والمصادر المعرفيَّة؛ والتي يُمارس فيها الموقُوفون هواية القراءة والمُطالعة، كما يستفيد منها بعض الموقوفين الذين يُواصلُون دراساتهم الجامعيَّة بواسطة الانتساب.

ثُمَّ أُذن للوفد بمُشاهدة السُّجُون الانفراديَّة والجماعيَّة، فالتقى الوفد ببعض الموقُوفين، وتعرَّف عليْهم، وتحاور معهُم في بعض الموضُوعات.

ثُمَّ ختم الوفد الزِّيارة بالتَّعرُّف على برنامج اليوم العائليِّ، حيث يحقُّ للموقُوف أن يقضي مع أُسرته في جناحٍ عائليٍّ خاصٍّ مُكوَّنٍ من غُرفة نومٍ وصالةٍ ومطبخٍ مُجهَّزٍ؛ في فترةٍ ما بين يومٍ إلى ثلاثة أيَّامٍ، يستطيع خلالها الموقُوف التَّعرُّف على أحوال أُسرته، ومعرفة كافَّة تفاصيلهم المعيشيَّة والاطمئنان عليهم، وتُحيط بهذه الأجنحة العائليَّة المُتعدِّدة حديقةٌ وملاهٍ للأطفال.

• هل من كلمة أخيرة تختمون بها هذا اللقاء؟

- أختم حديثي بحمد الله تعالى وشكره على تيسيره هذه الزيارة النافعة، كما أسدي الشكر الوافر الجزيل؛ وأهدي الثناء العاطر الجميل؛ لكل من أسهم في دعم أعمال (لجنة تأهيل أصحاب الفكر المتطرف بالسجن المركزي)؛ ولكل من سعى في ترتيب زيارة مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، وأخصُّ بالذكر: معالي نائب رئيس مجلس الوزراء؛ وزير الدَّاخليَّة: الشَّيخ مُحمَّد الخالد الصُّباح؛ وعضو مجلس الأمة: النَّائب عبدالرَّحمن صالح الجيران؛ وسعادة وكيل وزارة الدَّاخليَّة المُساعد لقطاع المُؤسَّسات الإصلاحيَّة وتنفيذ الأحكام ورئيس لجنة تأهيل أصحاب الفكر المتطرف بالسجن المركزي: اللِّواء خالد عبدالله الدِّيين. أسأل الله أن يمنَّ علينا بالأمن في الوطن، وأن يدفع عنَّا الفتن والمحن؛ ما ظهر منها وما بطن.

اقتراحات وتوصيات

بسؤال الدكتور وليد العلي عما إذا كان هناك من اقتراحات وتوصيات وبعد الزيارة التي قام بها الوفد إلى مركز محمد بن نايف وسجن الحائر، فقال إن الزيارة كانت مهمة ومفيدة، ولذلك فإنِّي أوصي بالاستفادة من هذه التَّجربة الإصلاحيَّة الرَّائدة، مع مُلاحظة:

• توفير مُناخٍ مُلائمٍ لتوضيح الفكر المُعتدل بالأساليب والأدوات العلميَّة؛ لتحصين السَّاحة المحلِّيَّة من بواعث وآثار الهمجيَّة الفكريَّة المُتطرِّفة.

• ضرورة التَّوأمة في الجُهُود لمُواجهة الغُلُوِّ والتَّطرُّف الفكريِّ باختلاف شرائحه ومُسمَّياته؛ وذلك بالطُّرق العلميَّة.

• حماية النَّشء والأُسرة ممَّن يتمُّ استغلالهُم عبر وسائل التَّواصُل الاجتماعيِّ، وتحصينهم من كُلِّ ما يُخالف: تعاليم الدِّين؛ وثوابت المُجتمع؛ والأعراف العالميَّة؛ والمواثيق الدَّوليَّة.

• استغلال أحدث البرامج التَّعليميَّة والإرشاديَّة والكوادر البشريَّة والموارد الماليَّة اللازمة لإعداد جيلٍ مُؤهَّلٍ وقادرٍ على الأخذ بناصية المعرفة الصَّحيحة؛ بعيداً عن الغُلُوِّ أو الانحراف الفكريِّ السُّلُوكيِّ.

• إيجاد المُواطن الصَّالح القادر على المُساهمة الإيجابيَّة في بناء وطنه وتلاحُم مُجتمعه؛ في ظلِّ تحدِّيات ثورة الاتِّصالات والمعلُومات وكثرة المُغريات.

• إنشاء قواعد معلُوماتٍ بحثيَّةٍ في مجالات مُكافحة الإرهاب والتَّصدِّي للأفكار المُنحرفة والضَّالَّة.

• إجراء البُحُوث العلميَّة الهادفة للرَّدِّ على الشُّبهات التي يُروِّجها دُعاة التَّطرُّف، وإصدار الدَّوريَّات العلميَّة والنَّشرات الفكريَّة التي تُسهم في توعية الجُمهُور.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي