No Script

الإلحاد الرحيم!

تصغير
تكبير

على غِرار الموت الرحيم، جاء عنوان هذا المقال... والقتل الرحيم هو أمر خاص بالمرضى الذين وصلت حالتهم الصحية لمستوى معدوم، حيث يتدخل الأطباء في إنهاء حياة المريض بشكل هادئ، رحمة ًبه من العذاب والآلام التي يتكبدها كما يزعمون، عن طريق رفع الأجهزة الطبية عنه والتوقف عن تقديم الدواء له.
ومنذ تاريخ ظهور هذا المصطلح الطبي (القتل الرحيم) كان ولا يزال هناك جدل في قبوله وتطبيقه طبياً، ولا سيما أن ذلك المصطلح تمتع أيضاً بجدلية قانونية لا تزال قائمة في تطبيقها دولياً. ومن الدول التي تُطبق القتل الرحيم: أميركا، إسرائيل، كولومبيا، كوريا الجنوبية، إستراليا، ألبانيا، الهند، سويسرا، ألمانيا، لوكسمبورغ، بلجيكا وهولندا.
والقتل الرحيم ثلاثة أنواع، النوع الأول يُسمى القتل الرحيم الطوعي، وهو يأتي بعد موافقة المريض. والنوع الثاني يُسمى القتل الرحيم غير الطوعي، وهو الذي يُستخدم مع الأطفال. والنوع الثالث يُسمى القتل الرحيم القصري، وهو الذي يكون من دون رغبة المريض.


أما ديننا الإسلامي، فهو ضد الموت الرحيم، ولا يقبل أن يُقتل إنسان لمجرد أنه مريض ضعيف مطروح على الفراش، ولأن حياة الإنسان ومماته وقدره خيره وشره كله بيد الله جل جلاله وقدرته وتدبيره وعلمه... وكم من مريض لا يُرجى برؤه كتب الله له حياة جديدة فعاش حيناً من الدهر.
أما الإلحاد لغة فهو يطلق على «مطلق الميل، والملحد هو المائل عن الصواب». وجاء في قاموس المعاني أن كلمة إلحاد تعني: «عَدَلَ عن الحقّ وأَدخل فيه ما ليس منه».
وأما الإلحاد الرحيم فهو مصطلح جديد يُطبق فكرته مجموعة من الخُبثاء الذين يلبسون عباءة التديّن، ويتقمصون دور الدعاة، ويُقدمون أنفسهم للناس بأنهم فقهاء متمكنون من إفتاء الناس في دينهم وحياتهم، وهم بعيدون عن ذلك بعد المشرق عن المغرب، حيث أنهم أهل زندقة جلّية واضحة عكستها أفكارهم القذرة، وكلامهم المنقوع بالسُم الزعاف، وآراؤهم الشاذة، وتعديهم على النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، وتطاولهم الوقح السَمِج على صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم.
فالمسمى ظُلماً بـ «الداعية» الخبيث عدنان ومن يشبهه من الدعاة في فكره وقلبه وروحه وإسلوبه الخداع البراق، كم مرّة استطاع أن يُطبق الإلحاد الرحيم على الناس ويغرر بهم؟ فعدنان يتهم الخالق بأنه لم يخلق الإنسان والحيوان بشكل حَسن كامل، بل بعيوب واضحة! ويقول عن الملائكة أنهم ليسوا بمؤمنين، ولقد سبّ بعض الصحابة رضوان الله عليهم سبّاً فاحشاً على المنبر، بل ويرى أن بعض الصحابة في النار!
عزيزي القارئ، هذا غيض من فيض من طوام الداعية الخبيث عدنان، الذي وصل لمرحلة متقدمة في الزندقة، ومرحلة متطوّرة في تطبيق الإلحاد الرحيم على ضحاياه الذين صدقوه وآمنوا بأفكاره وأقواله، فقذفهم في بحر لُجّيّ من الضلالات لا يُسْبَر غَوْره وبعيد قَعْره.
اللهم يا عظيم يا كريم عليك بكل فاجر لبس عباءة الدين كذباً وزوراً.
أتوجه بالشكر والامتنان للسيد مدير عام بيت الزكاة محمد فلاح العتيبي، الذي لمست منه الحفاوة والترحيب خلال زيارتي له بمكتبه، واسأل الله تعالى أن يسدده هو ومَنْ يعمل معه في ذلك الصرح الحكومي الخيري.

halrawie@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي