No Script

أكد أن ما شهدته من نهضة كبرى يشكل طفرة لتجربة ناجحة طرقت أبواب المستقبل

السفير العطية: قطر تخطو بثبات نحو مستقبل أكثر إشراقاً وتطوراً وازدهاراً

u0628u0646u062fu0631 u0628u0646 u0645u062du0645u062f u0627u0644u0639u0637u064au0629
بندر بن محمد العطية
تصغير
تكبير
  • ننوّه بوساطة  سمو أمير  الحكمة والتواضع  لحل الأزمة الخليجية  من داخل البيت 
  • الدولة تقوم على أسس  راسخة من نظام  الشورى كافل الحريات  ومحقق المساواة

أكد السفير القطري في الكويت بندر بن محمد العطية، أن دولة قطر تخطو بثبات نحو مستقبل أكثر إشراقاً ونماء وتطوراً وازدهاراً، بتوفيق الله وفضله، وحكمة وحنكة قيادتها الرشيدة، مشيرا إلى أن «ما شهدته الدولة من تطور واستقرار وامان ونهضة كبرى في جميع مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والبنية التحتية خلال العقدين الماضيين، يشكل طفرة مميزة لتجربة ناجحة استطاعت ان تطرق ابواب المستقبل بمثابرة ابنائها المخلصين وشعبها المعطاء».
وفي كلمة له بمناسبة احتفال قطر بذكرى تولي مؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني آل ثاني، الحكم في البلاد، قال العطية إن «الدول المتقدمة لا تقوم إلا على اسس ثابتة بحيث تتواءم السياسة مع التخطيط والهدف مع الثوابت والانجاز مع القدرات والطموح، وان نجاح قطر في كل هدف وضعته لنفسها انما هو نتيجة لثبات سياستها الاقتصادية والاجتماعية وعلاقاتها الخارجية الوطيدة مع الدول الشقيقة والصديقة».
وتطرق العطية إلى السياسة الخارجية والجهود الإنسانية لدولة قطر، فقال «ان سياسة دولة قطر تقوم على الثوابت الدولية التي أقرها ميثاق الامم المتحدة والمبنية على احترام سيادة الدول واستقلالها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والعمل على إرساء الامن والسلم الدوليين، بحيث تقوم بدور بناء كعضو فاعل في الأسرة الدولية، وكذلك ما ظلت تحرص عليه وستظل في التزاماتها بكافة المواثيق والاتفاقيات الدولية». وبين أن «قطر كانت وستبقى، احدى ركائز دعم السلم والامن الدوليين، وقد شاركت بفعالية في جميع التحالفات الهادفة لمحاربة الارهاب ومكافحة دعمه وتمويله بالاشكال كافة، كما تم توقيع العديد من الاتفاقيات في هذا الاطار مع دول عديدة وذلك لارساء دعائم السلم بما يحقق الاستقرار في المنطقة ويؤدي للتنمية ويشجع نبذ الحرب والاقتتال والتطرف».


وتابع «لا يخفى دور دولة قطر البارز في قيامها بدور الوساطة في العديد من مناطق النزاعات، وعلى سبيل المثال لا الحصر بين الاخوة في السودان (دارفور) وفي فلسطين ولبنان وغيرها، كما ظلت تؤكد على مواقفها الثابتة من قضايا أمتها العربية والاسلامية، وموقفها الثابت والدائم من دعم القضية الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني، بما يضمن اقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، بالاضافة الى دعواتها ودعمها للاستقرار وحل النزاعات بالطرق السلمية في كل من ليبيا وسورية واليمن وغيرها من بؤر التوتر. كما تساهم دولة قطر في جميع الجهود المتعلقة بالمساعدات الانسانية وتعتبر في طليعة الدول المانحة للمتضررين في مناطق النزاع، كما لها اسهامات ضخمة في اعادة الاعمار وتسهيل استقرار النازحين من المناطق التي تأثرت بالنزاعات في العديد من مناطق العالم. كما نذكر جهود مؤسسة (التعليم فوق الجميع) القطرية وشركائها التي دشنت «برنامج علم طفلا» والهدف لتمكين 10 ملايين طفل من الاطفال المهمشين والمحرومين من الالتحاق بالمدارس في 50 بلداً حول العالم. ولعل تلك السياسة هي ما اكسبها ذلك الموقع المتميز في المؤسسات الدولية كافة».
وعن السياسة الداخلية، بيّن العطية أن «دولة قطر تقوم على اسس راسخة من نظام الشورى منذ ان تم اقرار الدستور الذي كفل الحريات وحقق المساواة بين افراد المجتمع واقر تكافؤ الفرص وحدد الحقوق والواجبات بمقتضى القانون، وقد تمثل ذلك في قضاء نزيه مستقل وصحافة ووسائل اعلام حرة تمارس الحرية المسؤولة، ولم تقتصر الحقوق على المواطنين فحسب، بل شملت الاخوة المقيمين على هذه الارض الطيبة الذين يشاركون في بناء نهضتها، حيث صدرت تشريعات متقدمة تكفل للعاملين كافة الحقوق ومقاضاة جهات الاستخدام لنيل حقوقهم، كما تم إلغاء نظام الكفيل وتسهيل مغادرة العاملين وتيسير الانتقال بين جهات العمل، بل ومنح الجنسية القطرية لمن يقومون بحقوق الانسان والعمالة للتأكد والاستقصاء عن وضع العمالة واجواء العمل وحقوق العمال. وقد لاقت تلك الخطوات استحساناً وترحيباً واشادة دولية من تلك المنظمات و الجهات ذات الصلة كافة».
وفي ما يتعلق بتطور المجتمع وبناء الإنسان، ذكر أن «دولة قطر تدرك، وهي تضع خططها للمستقبل، ان بناء الانسان هو حجر الزاوية في اي نهضة حقيقية، لذلك اهتمت ببناء الاسرة ومن اهم اعمدتها المرأة والطفل ووقعت دولة قطر الاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية المرأة واحترامها وحماية حقوق الطفل وتنشئته، بحيث وفرت للأسر القطرية كافة المقومات للاستقرار والتربية السليمة القائمة على مبدأ حب الوطن والعروبة والاسلام. وكذلك جعلت الدولة التعليم بكافة مراحله في صدارة اهتماماتها فهيأت رياض الاطفال والتعليم العام والتعليم العالي على احدث الطرق والوسائل والمناهج، كما خطت خطوات أوسع وأشمل في توطين التعليم، حيث استقطبت افضل الجامعات العالمية لدولة قطر خاصة في المجالات العلمية بما اتاح الفرصة لابناء دولة قطر وغيرها من دول المنطقة والعالم لمواصلة تعليمهم على احدث المناهج، في بيئة مشابهة لبيئتهم الطبيعية وبما يحفز اكثر على العطاء ويخلق اجواء مستقرة للطلاب، وكان لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع الدور البارز في كل ذلك الجهد الكبير».
وفي ملف النمو الاقتصادي، قال «حبا الله دولة قطر بثروة الغاز والنفط، حيث تعتبر اكبر مصدر للغاز في العالم، وقد احسنت استغلال ثرواتها في بناء الانسان والمنشآت الكبرى، بالاضافة لبناء جيش قوي، مما جعلها تحتفظ بحسب التصنيف الدولي لمراكز التقييم الائتماني بمواقع متقدمة في الترتيب الخليجي والدولي وكذلك في المؤشرات الخاصة بالشفافية والحرية والادارة وغيرها. ورغم التذبذب في اسعار النفط والغاز في السنوات الاخيرة، الا ان دولة قطر لم تتأثر، وتمكنت من تجاوز ذلك بتنويع مصادر الدخل كما ظل دخل الفرد في قطر الأعلى في العالم بشهادة تقارير المؤسسات العالمية المرموقة مثل البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، وكذلك شهد معدل النمو في قطر تحسناً، ووفقاً لتقرير البنك الدولي فقد توقع ان يرتفع معدل النمو العام في دولة قطر الى 2.8 في المئة بنهاية العام 2018. ولم تقتصر جهود دولة قطر على الغاز والبترول اذ تم بحمد الله افتتاح ميناء حمد الدولي الذي يعتبر من اكبر واحدث الموانئ في الشرق الاوسط، وتم بموجب ذلك ابرام العديد من الاتفاقيات مع خطوط النقل البحري المهمة لربط هذا الميناء بمرافئ دولية في الكويت وتركيا والصين وتايوان وعمان وباكستان وسنغافورة واستراليا، وسيتم ربطه بالمزيد من موانئ العالم في المستقبل القريب. وكانت دولة قطر قد شهدت من قبل افتتاح اكبر مطار في الشرق الاوسط، وهو مطار حمد الدولي الذي اصبح يوفر الخدمة لعشرات الملايين، وسيشهد قريباً افتاح مراحل اخرى قيد التشييد، وهو بين افضل خمسة مطارات في العالم، فيما اصبحت الخطوط الجوية القطرية واحدة من اكبر المؤسسات وتمتلك احدث الطائرات وتربط بين جميع قارات العالم. وان مسيرة التنمية ماضية وقافلة النمو لن تتوقف».
ولفت العطية إلى التطور في الخدمات والبنية التحتية، فقال «تنتظم قطر الآن حركة لاتهدأ لاكمال البنية التحتية بعد ان شهدت تطوراً كبيراً في العمران والتوسع، وقد جعلت المناسبة الكبرى في المنطقة والشرق الاوسط وهي اقامة كأس العالم 2022 على ارض قطر، انظار العالم كله تتجه نحوها مما فرض توجها نحو بناء مشاريع ضخمة في الطرق والجسور والميادين والفنادق والمتنزهات، وهو ما شارف معظمه على الانتهاء وقد تم تدشين ملعب خليفة الدولي كأول ملاعب مونديال 2022، فكان بداية خير كشفت للعالم مدى ما تتمتع به دولة قطر من قدرات وسيتم افتتاح ما تبقى خلال العامين المقبلين. وقد استقبلت دولة قطر العديد من الوفود الدولية، لمتابعة والتأكد من ان الخطة الشاملة لاقامة كأس العالم، من حيث المباني والميادين والمنشآت ذات الصلة تسير بحسب البرنامج، وقد اشادت تلك الجهات بما شاهدته واكدت ثقتها في جاهزية دولة قطر وان العالم سيشهد احتفالية عالمية غير مسبوقة».
وعن الاستثمار والسياحة، اشار العطية إلى ان «قطر تهتم بقطاع الاستثمار، ولذلك حرصت على وضع قوانين تشجيع الاستثمار، بما يسهل الاجراءات الحكومية والحوافز التي تمنحها الدولة، سواء فيما يتعلق بالاراضي او الطاقة او العمالة او حركة اموال المستثمرين مع توفير الضمانات الائتمانية الكافية في هذا المجال، وهي تسعى لجذب رأس المال من كل دول العالم من خلال ما توفره من تسهيلات وضمانات. وتولي قطر اهتماماً كبيراً بقطاع السياحة ولذلك فهي تقوم بتوفير المرافق التي تهيئ الاقامة الطيبة للسياح، كما قامت بانشاء العديد من المناطق الترفيهية ولجأت لتحديث الاسواق التراثية وانشاء المتاحف، وسيتم في مارس المقبل بمشيئة الله افتتاح متحف قطر الوطني على مساحة اكثر من 50 ألف متر مربع، وسيكون تحفة معمارية رائعة ويمثل اضافة لمتحف الفن الاسلامي بالدوحة، كما تم تطوير المناطق الساحلية ولا شك ان اكتمال البنية التحتية الخاصة بمشاريع 2022 سيحول البلد الى تحفة فنية تسر الزائرين».
ونوّه السفير بالعلاقات القطرية - الكويتية المتميزة، فقال «لسنا في حاجة لتأكيد المؤكد في شأن علاقات البلدين والشعبين الشقيقين المميزة والمتميزة والضاربة بجذورها في اعماق التاريخ المجيد، لأن هذه العلاقة علاقة أواصر اخاء وروابط دم ووشائج قربى وثمرة اخوة اكدتها الاحداث الجسام والمؤازرة في اوقات الشدة والرخاء. انها سانحة اعرب فيها عن بالغ سعادتي وانا اتشرف بالعمل سفيراً لبلادي في دولة الكويت الشقيقة، بلد امير الانسانية والخير والسلام، حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح «حفظه الله»، امير الحكمة والتواضع الذي جعل امن واستقرار الخليج والمنطقة وسعادة شعوبها في صدر أولوياته وحمل هموم الخليج كما حمل هموم العرب، وامتد عطاؤه ليشمل العالم بأسره قائداً للإنسانية وبذلك نال هذا الوسام الرفيع من التقدير والمحبة بين قادة وشعوب العالم كافة. ولا يفوتني هنا الاشادة والتنويه بالوساطة الكويتية الكريمة لصاحب السمو أمير دولة الكويت الشقيقة الهادفة لحل الازمة الخليجية من داخل البيت الخليجي. والشكر لشعب الكويت الشقيق قيادة وشيوخا وحكومة ومسؤولين ومواطنين كراماً، لما وجدت منهم من صدق الترحاب وغاية المودة، حيث وجدت نفسي في وطني الثاني حقاً وبين اشقائي وأهلي. والشكر موصول لوسائل الإعلام الكويتية لدورها البناء في ارساء قواعد العلاقات الكويتية - القطرية والحفاظ على ثوابت الاخاء والتعاون والعمل على تعزيزها».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي