No Script

خواطر تقرع الأجراس / عقولنا من كوّنها؟

| u0645u0635u0637u0641u0649 u0633u0644u064au0645u0627u0646* |
| مصطفى سليمان* |
تصغير
تكبير
في القرآن الكريم «عائلة مقدسة» للغة والكتاب والقراءة والقلم واللوح، والفروع البديعة لهذه الدوحة: اقرأ، وعلّم آدمَ الأسماء كلَّها، نون والقلم وما يسطرون. وحروف السر الأعظم في فواتح السُّوَر:( ألم)، كهيعص، وفي الكتاب المقدس:«في البدء كانت الكلمة» (مطلع إنجيل يوحنا). و«الكلمة» هنا لها تفسيرات فلسفية وكهنوتية ولاهوتية عديدة. ويهمنا هنا اشتقاقها من اليونانية بمعنى اللوغوس أي اللغة والعقل. فلا انفصال بين اللغة والعقل.

ولكل أمة كتاب ولغة وكتابة وقراءة، فاللغة عبقرية إنسانية، وعبقريتها في تطورها وتطويرها المستمرين، خلافاً للغة الطير والحيوان الثابتة الدلالات عبر الأزمان.

تتطور الأمم حضارياً وعقلياً وفْقاً لتطور كتابتها وقراءتها حين نقشت إبداعاتها المختلفة على حجر، أوطين شُوِي وتحجّر، أو على عمود رخام، أوجلود حيوانات وعظامها المسطّحة، أو على ورق نبات البردي... واليوم يقاس تطورها العام بقدر ما تستهلكه من ورق للثقافة والإعلام المكتوب الراقي. ودخلت مقاييسُ صفحات التثقيف الإلكترونية، من دون ورق، من خلال عدّاد القرّاء المتابعين.

وتسبر معاهد متخصصة مدى التقدم الثقافي والاهتمامات الفكرية لشعوبها من خلال استفتاءات رصينة. من ذلك ما أجرته مؤسسة علمية لصالح دار نشر مرموقة في بريطانيا؛ لمعرفة أهم عشرة كتب أُّثّرت في العالَم الحديث، وكانت النتيجة: حصول الكتاب المقدس على الترتيب الأول بنسبة 37 بالمئة، والقرآن الكريم على المرتبة الثامنة بنسبة 9 بالمئة، وكان تسويغ وضع القرآن بما يشهده العالم من سجال حول الإسلام.

اللافت للنظر، خارج الكتب المقدسة، ظاهرتان: ذكْر روايتين فقط هما رواية (1984) لجورج أُورْويِل، المرتبة الخامسة 14 بالمئة. ورواية (أن تقتل طائراً ساخراً) للأميركي هاربر لي، المرتبة السابعة 10 بالمئة. والظاهرة الثانية، التي حفّزتني على قرع أجراس اليوم، ذكْر ستة كتب علمية أساسية ومثيرة:

أصل الأنواع لداروِن، المرتبة الثانية 35 بالمئة، وهو نقيض الكتاب المقدس. وتاريخ موجز للزمن لستيفن هوكنغ، المرتبة الثالثة 17 بالمئة. والنظرية النسبية الخاصة والعامة لآينشتاين، المرتبة الرابعة 15 بالمئة. وكتاب الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية لإسحاق نيوتن، المرتبة السادسة 10 بالمئة. وكتاب ثروة الأمم لآدم سميث (الاقتصاد كعلم محض وليس مزايدات ومناقصات للأنظمة الشمولية غير العلمية)! وقد نال المرتبة التاسعة 7 بالمئة. وفي المرتبة العاشرة وبنسبة 6 بالمئة كتاب الحلزون المزدوج، في بنية الحمض النووي..لجيمس واتسون.

وشطحتُ بعيداً بأسى وحرقة ومرارة: تُرى لو جرى استفتاءعربي وإسلامي (علمي ونزيه!) ماذا ستكون مراتب ونِسب كتبنا المؤثّرة؛ الدينية منها والعلمية والأدبية؟... ماذا يقرأ العرب والمسلمون في العصر الحديث؟ ما حصتهما من الورق الثقافي المطبوع أو الصفحات الإلكترونية الجادة؟ وما الكتب التي كوّنت، وتكوّن عقولنا؟ ربما الجواب عند وزراء الثقافة، والإعلام، والإحصاء... والزعماء؟!

1- الكتاب المقدس (37 بالمئة).

2 ـ اصول الأنواع، تشارلس دارون (35 في المئة).

3 ـ تاريخ موجز للزمن، ستيفن هوكنغ (17 في المئة).

4 ـ النسبية: النظرية الخاصة والعامة، البرت آينشتاين (15 في المئة).

5 ـ رواية 1984، جورج اورويل (14 في المئة).

6 ـ الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية، اسحاق نيوتن (12 في المئة).

7 ـ أن تقتل طائرا محاكيا (أو ساخرا)، هاربر لي (10 في المئة).

8 ـ القرآن (9 في المئة).

9 ـ ثروة الأمم، آدم سمث (7 في المئة).

10 ـ الحلزون المزدوج: تقرير شخصي عن اكتشاف بنية الحمض النووي الريبوزي منقوص الاوكسجين، جيمس واتسون (6 في المئة).

* كاتب سوري
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي