No Script

حوار / يرى أن مسألة تحديد المطرب الأول... «موضة قديمة وانتهت»

علي عبدالستار لـ «الراي»: الفن «سلَّة فواكه»... لكل الأذواق!

u0639u0644u064a u0639u0628u062fu0627u0644u0633u062au0627u0631
علي عبدالستار
تصغير
تكبير
أطلقت أخيراً أغنيتين وطنيتين احتفاءً ببلدي قطر... ونهضة شعبه

لم أندم لخروجي من عباءة «روتانا» ... وما زلت المدلل عند الأمير الوليد

منذ سنوات لم تصلني دعوة لـ «هلا فبراير» ... ولديّ عتاب على المسؤولين عن المهرجان
«الفن أشبه بسلة فواكه ينتقي منها كل ذوق ما يروقه... ومن ثم صارت فكرة (المطرب الأول) مجرد موضة قديمة تجاوزها الزمن»!

إنه المطرب القطري علي عبدالستار، مشيراً إلى طبيعة التنوع في الفن التي تتيح الفرصة لكل الأذواق كي تنتقي منها الثمرة التي تسوغ لها.


وفي حين شدد على أن الزمن الحالي تجاوز فكرة أن يكون في الساحة «مطرب أول» دون الآخرين، تطرق عبدالستار - في هذا الحديث مع «الراي» - إلى العديد من الأمور منها لقب «بافاروتي الخليج» الذي منحه إياه السفير الإيطالي في قطر عند غنائه في «دار الأوبرا» في «كاتارا» بصحبة أعضاء الأوركسترا السيمفونية.

عبد الستار أشار إلى أصداء ألبومه الغنائي الأخير «ارتحال» الذي تعاون فيه مع الملحن خالد العياد، موضحاً أنه استحوذ على حصيلة مخزون عمل الملحن طوال عشر سنوات ماضية، مكملاً: «أنا من خلال هذا الألبوم قد عدتُ إلى زمن الفن الجميل، واعتمدت أسلوب الأغاني ذات الكوبليهات، واعتنيت كثيراً بالكلمة»، لافتاً إلى أنه لم يعد يقدم أغاني تشبه «يا ناس أحبه» وعزا الأمر إلى أنه فنان يحب التنويع ومفاجأة جمهوره بأكثر من لون.

وأعرب عبدالستار عن رأيه في الأغنية القطرية بأنها «تمتلك سماتها وطابعها وشعراءها وملحنيها فاستطاعت الوصول إلى مسامع الناس بخصوصيتها»، مكملاً أنه مقتنع تماماً بالنجاح الذي حققه إلى يومنا الحالي.

ورفض عبدالستار تدخل بعض الفنانين في السياسة، مشيراً إلى أن للسياسة أهلها... وفي السطور التالية مزيد من التفاصيل:

• في البداية، نود أن نتعرف على حكاية لقب «بافاروتي الخليج» الذي أطلق عليك أخيراً؟

- هو ليس مجرد لقب عادي، بل إنه وسام فخر واعتزاز على صدري، لأن من أطلقه عليّ هو السفير الإيطالي في قطر، بعد أن أبدى دهشته من قدرتي على الغناء باللغة الإيطالية، ولفته ارتدائي الزي الوطني القطري، خلال مشاركتي في حفل أقيم بـ «دار الأوبرا» في كاتارا، بمشاركة أعضاء الأوركسترا السيمفونية، الذين لا يقلّ عددهم عن 150 عازفاً، فكانت تجربة فريدة من نوعها وجميلة للغاية، تغاير التجارب الأخرى في مسيرتي الفنية الطويلة.

• ما حقيقة ما يشاع بأنك تعتزم الغناء باللغة الإيطالية؟

- هذا صحيح، فقد وصلتني دعوة للغناء في دار الأوبرا الإيطالية، مع أعضاء الأوركسترا السيمفونية الذين شاركتهم في قطر، ومنهم الفنانة الإيطالية إيمي ستيورات التي قدمت معها «دويتو»، بعدما علمتني في غضون ستّة أشهر كيفية النطق الصحيح لمخارج الحروف باللغة الإيطالية.

• حسناً، طرحت قبل أيام قليلة أغنيتين وطنيتين... فماذا عنهما؟

- بالفعل، فقد كانت كلتاهما احتفاءً ببلدي قطر الذي أعتز به. والأغنية الأولى حملت عنوان «رفّ يا علم»، وهي من كلمات عبدالرحمن عبدالله وألحان غريب، أما الثانية فتحمل عنوان «يا تميم المجد»، وكتب كلماتها الدكتور المصري فيصل فؤاد، في حين يتخللها موال صاغ كلماته الشاعر الموريتاني شيخنا ولد ألبان، وهي من ألحاني. والأغنيتان تتحدثان عن نهضة قطر وتقدم شعبها.

• ما نعرفه عنك، أن عائلتك هي عبارة عن مجلس تعاون خليجي مصغّر إن صحّ التعبير؟

- قطعاً، إذ إن ابني متزوج من سعودية، وابنتي متزوجة من بحريني، وأخي متزوج من كويتية، وأختي متزوجة من بحريني وتعيش هناك، وبالتالي فسوف يكون أحفادي في المستقبل سعوديين وكويتيين وبحرينيين وقطريين أيضاً، وهذه ظاهرة تجسد لُحمة بلدان مجلس التعاون الخليجي، وقوة الوشائج التي تربط بين شعوبها، والتي لا يؤثر فيها أي خلاف.

• أحياناً يتدخل الفنانون في السياسة، ويدلون بتصريحات تتجاوز الفن وتلاحق المواقف السياسية... فماذا عن موقفك أنت؟

- أقول لكل فنان إن الأفضل لهم وللفن عدم التدخل في السياسة.. لأن هذه الأخيرة متغيرة ومتماوجة، ومن ثم يجب على كل فنان أن يحتفظ لنفسه بمسافة مناسبة بعيداً عن السياسة، لأن لها أهلها الذين يعرفون أساليبها وطرقها.

• في فترة الغزو العراقي الغاشم على الكويت كان موقفك واضحاً... حدثنا عن تلك الفترة؟

- كانت أياماً عصيبة علينا جميعاً، وموقفي كان واضحاً ضد العدوان الغاشم على الكويت، إذ تشرفت كمواطن وفنان قطري بتكوين «لجنة الفنانين القطريين» للتضامن مع الأشقاء الكويتيين، والتي ضمت كلاً من غانم السليطي وصلاح الملا وعبدالعزيز جاسم، وكان أهم أهدافها ترتيب كل الأمور الحياتية المتعلقة بالإخوة الكويتيين. أيضاً أقمنا أمسيات غنائية عن الكويت في «مسرح قطر الوطني» وفي إمارة الشارقة، وكذلك في «دار الأوبرا» و«مسرح البالون» في مصر، كما ذهبنا بالقضية الكويتية إلى سورية ولبنان.

• على الصعيد الفني، كيف وجدتَ الأصداء التي أثارها آخر ألبوم لك، والذي حمل عنوان «ارتحال»؟

- هو آخر ألبوماتي الغنائية للعام 2017، ويضمّ 9 أغانٍ، تم اختيارها بدقة بالغة مع الملحن خالد العياد، وهي حصيلة مخزون عمله على مدى عشر سنوات، والألبوم حقق أصداء قوية ونجاحاً لافتاً، وهو ما تجلى عبر ردود فعل النقّاد والإعلاميين، وحتى الجمهور في المواقع الإعلامية. وما يميزه أنني عدت به إلى زمن الفن الجميل والأغاني ذات الكوبليهات، بعد إلحاح كبير من جمهوري الذي دفعني بقوة إلى العودة لذلك الزمن، كما حظي الألبوم باهتمام كبير بالكلمة، حيث تعاونت مع نخبة من ألمع شعراء الخليج منهم سمو الأمير تركي بن محمد بن عبدالله الفيصل، ومحمد العبدلي، وسعود الشربتلي والدكتور صالح الشادي، وعلي المعتوق وعبيد حارب وغيرهم.

• لماذا لم نعد نسمع منك أغاني مثل «يا ناس أحبه» و«يا حبيبي ترى»، بعد أن اتجهت أكثر صوب الآلات الغربية؟

- ربما لأنني فنان أحب التنويع والتشكيل دائماً في عطاءاتي، لهذا أحب أن أفاجئ الجمهور بأكثر من لون غنائي، قد يكون طربياً، أو ذا صبغة شبابية، أو معتمداً على الآلات الغربية... وهكذا، لأنني أسعى إلى ملامسة كل الأذواق من جمهوري العزيز، الذي أرفع له القبعة وأنحني له بكل احترام، لأنه أساس نجاحي. وكل أغنية نجحت في الماضي وأخذت صداها لا أفكر في تقديمها مجدداً بتوزيع جديد، إذ إنني أعتبر المساس بها ظلماً.

• بصراحة، كيف ترى مستوى الأغنية القطرية في الوقت الحالي؟

- الأغنية القطرية تمتلك سماتها وطابعها وشعراءها وملحنيها، واستطاعت أن تصل إلى مسامع الناس، فهناك فنانون شباب كثر أثبتوا وجودها وتألقها، منهم: فهد الكبيسي، عيسى الكبيسي، منصور المهندي، أحمد عبدالرحيم، خالد سالم وغيرهم الكثير. وشخصياً أنا مقتنع تماماً بكل ما وصلت إليه من نجاح، فهو حلم تحقق والحمد لله، ويكفيني شرفاً أنني مثلت قطر في المحافل العربية والدولية والعالمية، لكن لا يزال القليل من ذلك الحلم الكبير سأعمل جاهداً على تحقيقه.

• هل لا يزال علي عبدالستار مطرب قطر الأول؟

- نظرية المطرب الأول والمطرب الثاني لم تعد موجودة في وقتنا هذا، بل إنها «موضة قديمة وانتهت»، فالفن بات مثل سلّة الفواكه التي ترضي كل الأذواق. لأن كل فنان يتميز في زاوية سيحقق الإشباع الفني لفئة معينة، والساحة تقبل الجميع.

• ما سبب غيابك عن مهرجاني «الجنادرية» في السعودية و«هلا فبراير» في الكويت؟

- مهرجان «الجنادرية» ذو طابع سعودي تراثي وطني بحت، ولذلك قلما يُدعى إليه فنانون من خارج السعودية، وهو نهج جميل. أما مهرجان «هلا فبراير» فقد سبق أن شاركتُ في بداية انطلاقته مرتين، لكن منذ سنوات لم تصلني أي دعوة، وأصبح الموضوع أشبه بـ «الشللية» وتكرار للأسماء كل عام، وبهذه المناسبة لديَّ عتب كبير على الجهات المعنية، إذ يتعين عليهم إعادة النظر والاهتمام بهذا المهرجان الوطني، والحرص على التنويع في اختيارات الفنانين المشاركين كل سنة.

• هل شعرت بالندم بعد خروجك من شركة «روتانا»؟

- كلا، لم أشعر بالندم لأنني خرجت من عباءة «روتانا» وليس بيني وبينهم أي خلاف يُذكر، لكن يجب أن أوضح أنني قبل انضمامي إلى الشركة كنت أنتج أعمالي بنفسي، ولهذا ضمّوني إليهم ووقعتُ عقداً مدته خمس سنوات وهذه أعتبرها غلطة. كما أود الإشارة إلى أنني كنت المطرب المدلل عند سمو الأمير الملكي الوليد بن طلال وعلى تواصل دائم معه، وما زلت المدلل حتى هذه اللحظة، فهو الداعم الكبير للفنانين الخليجيين من كل النواحي، إذ استطاع النهوض بالحركة الفنية الخليجية بدعمه المباشر والمستمر.

• كثير من الناس لا يعرفون أنك تاجر... فهل هذا التوجه سببه أن الفن «ما يوكل خبز»؟

- كلا إطلاقاً، فأنا تاجر أباً عن جدّ، والتجارة تسير في دم عائلتي، وعملي في التجارة بدأ منذ صغري، فأنا أمتلك مصنعاً مساحته 20 ألف متر مربع لدهان الألمنيوم والحديد، كما أمتلك استديوهات متطورة للصوت والصورة مجهزة بأحدث الأجهزة، أما الفن بالنسبة لي فهو لا يزال حتى الآن مجرد هواية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي