No Script

أكثر من ربع مليار طفل وشاب يمارسونها حول العالم

«الكرة»... سبيل الفقراء نحو الثروة

تصغير
تكبير
معدل رواتب اللاعبين في البرازيل يصل إلى 200 دينار كويتي فقط الأندية في العالم تنفق نحو 4 مليارات دولار لشراء اللاعبين
ملايين الشبان بل الأطفال أيضا حول العالم أصبح حلمهم الأكبر في العمل خلال السنوات الأخيرة يتثمل في وظيفة لاعب كرة قدم محترف. حيث بلغ عدد المسجلين في نوادي كرة القدم من الأطفال والشباب حول العالم خصوصا من الفقراء حسب تقديرات الفيفا الى نحو 270 مليوناً يرون في كرة القدم القاطرة السريعة التي تنقلهم من الفقر المدقع الى الثراء الفاحش. لما لا وقد سبقهم الكثيرون من الفقراء عبر لعب كرة القدم واحترافها الى بناء امبراطوريات مالية لا يستطيع أي موظف عادي حتى من اصحاب الشهادات العليا ان يجني مثل هذه الثروة في فترات قصيرة من الزمن.

دراسة عالمية نشرها موقع «غلوب اند مايل» أشارت الى ان «جيوشا بعشرات الآلاف من الأطفال والشبان يمارسون رياضة الكرة القدم ليس على أساس الهواية بل على اساس الاشتراك في النوادي. فعلى سبيل المثال بلغ عدد الملتحقين بالنوادي الرياضية لكرة القدم بمختلف درجاتها في البرازيل التي تحتضن كأس العالم بلغ الممارسون لكرة القدم نحو أكثر من 40 ألفا. حيث ان الاقبال السنوي للأطفال والشيابا على نوادي كرة القدم يزداد بشكل كبير سنويا وذلك علاوة على حبهم لهذه الرياضة يكمن هوسهم بالكرة في انها توفر لهم مدخولا ماليا مناسبا حيث ان أكثر من 80 في المئة من الذين يمتهنون رياضة كرة القدم في البرازيل يصل معدل رواتبهم شهريا الى نحو أكثر من 750 دولاراً أي نحو أكثر من 200 دينار كويتي وهو ما يعتبر راتبا مرضيا مقارنة مع معدل الرواتب في البرازيل الا انه يعتبر راتبا متدنيا جدا مقارنة مع معدل رواتب اللاعبين في أوروبا الذي قد يصل الى 100 ألف دولار شهريا».

كما ان رواتب اللاعبين في افريقيا وفي بعض المناطق العربية تعتبر متدنية مقارنة مع معدل راتب اللاعب الأوروبي والأميركي على سبيل المثال ولكنها تبقى افضل من متوسط الرواتب خصوصا في الدول الفقيرة التي قد يصل معدل الرواتب فيها حسب احصائيات البنك الدولي في 2012 الى ما دون 200 دولار مثل مصر وتونس والجزائر والمغرب عربيا وأغلب دول القارة السمراء. كما يعتبر ايضا متوسط الرواتب متدنيا لدى دول في اميركا اللاتينية مثل البرزانيل والارجنتين بسبب حجم الفقراء في هذه الدول. فعلى سبيل المثال في البرازيل رائدة العالم في كرة القدم فان حجم الفقر حسب البنك الدولي في هذا البلد يبلغ الى نحو 23 في المئة من سكان البرازيل و10 في المئة من فقراء البرازيل دخلهم الشهري اقل حتى من 76 دولارا. وهذا ما يحفز العديد من الشبان الفقراء في البرازيل الى ان يرتموا الى احضان المستديرة ويدمنوا الكرة لأجل الحلم بالثورة او براتب مقبول لكي يستطيع توفير العيش الكريم.

وقد تحولت كرة القدم في العالم الى قطاع تجاري بامتياز وأصبحت دول ومؤسسات ورجال اعمال يهتمون بالاستثمار فيه. حيث وصل حجم شراء وتنقل اللاعبين عبر اندية العالم في موسم 2014 نحو 4 مليار دولار ( تحديدا 3.7 مليار) حسب احصائيات الفيفا نشرها موقع «يو اس سوسر بليارز» في يناير 2014.

وحسب تحليلات نشرت على مواقع مختلفة مثل «باك اب فووتبول» فان «كرة القدم اصبحت استثماراً اقتصاديا بامتياز واصبح الكثيرون يهتمون بشراء لاعبين حول العالم». ويتم التركيز على مناطق عرفت بحرفية شبابها لكرة القدم مثل البرازيل والأرجنتين ودول افريقا السمراء ودول اسيوية وأكثر شرائح الأطفال والشباب التي تقبل على لعب كرة القدم هي من الفقراء حسب الدراسة العالمية لموقع «غلوب اند مايل». ويبرر اقبال الفقراء على الاحتراف في هذه اللعبة افاقها الكبيرة وامتيازاتها الكثيرة التي تسمح للاعب جيد بنيل امتيازات مالية لا يمكن له ان ينالها في وظيفة اخرى خصوصا ان الكثير من الشباب المقبلين على هذه اللعبة حسب دراسة «غلوب اند مايل» لا يتمتعون بمستوى تعليمي عال. لذلك فان كرة القدم بالنسبة لهولاء تؤمن لهم مستقبلاً مريحاً وبقدر ما احترف الشاب هذه اللعبة بقدر ما تفتح امامه ابواب خزائن الأندية الكبيرة.

وذكرت دراسة «غلوب اند مايل» ان «كرة القدم أصبحت خصوصا في الأرض التي اشهترت فيها هذه اللعبة وهي البرازيل اصبحت قطاعا تجاريا واصبحت رياضة كرة القدم تجلب اموال كثيرة من بيع التذاكر والرعاية والاعلانات».

وجود العديد من الفرق البرازيلية في المقام الأول كوسائل لتصدير اللاعبين إلى أوروبا والشرق الأوسط وآسيا. تسعين في المئة من اللاعبين المحترفين في البرازيل لديها العديد من أصحاب المصلحة في حقوقها الاقتصادية: ناديهم، ولكن أيضا وكيل الذين وجدوا لهم، وربما رجل أعمال أو اثنين الذين اشتروا في إمكاناتهم. انهم، هم ايضا، سوف تحصل على تخفيض في كل مرة أن لاعب يتحرك فرق.

وأوضحت الدراسة ان الكثير من الصبية في البرازيل تحول حبهم لكرة القدم الى هوس بهذه اللعبة حيث ينفقون كل ما لديهم لشراء اشرطة فيديون لتعلم فنون كرة القدم اضافة الى الانفاق للالتحاق بالأندية. ويوجد حرص كبير من الأباء على ادخال ابنائهم مجال كرة القدم لاعتقادهم القوي بان مستقبل هذه الرياضة يدر بالمال على ابنائهم كما على عوائلهم ايضا.

ويفتخر الأباء في البرازيل حسب دراسة موقع «غلوب اند مايل» أن «أبناءهم يزالون لعبة كرة القدم وحت وان تركوا الدراسة فيضربون المثل دائما بنجوم المستديرة في البرازيل مثل بيلي ورونالدو وغيرهم من الفقراء الذي بنوا امبراطوريات مالية بفضل احتراف هذه اللعبة. تضيف الدراسة ان افضل مثال على ذلك شراء برشلونة في موسم 2013 لللاعب البرازيلي سانتوتس لمدة 5 سنوات مقابل عقد بقيمة 180 مليون دولار وهي ثروة ضخمة».

مثل سانتوس هناك لاعبون آخرون من يجنون رواتب شهرية من 15 الفاً الى 100 ألف دولار في اندية عالمية عريقة، وهذه الرواتب الضخمة تنفقها نواد ممولة من مؤسسات اقتصادية كبرى. حيث ذكر موقع «اوروسبور» ان نحو 48 من 100 اغنى لاعب ينشطون في النوادي الأوروبية كانوا فقراء في السابق واصبحوا ضمن لائحة الاغنياء بسبب رواتبهم الضخمة». وهذه النتيجة تحفز الكثير من الطامحين في الثورة السريعة التي تجلبها أقدامهم وليس فكرهم وهو ما يجعل الفقراء يعتبرون الأغنياء الجدد من اللاعبين مثالا اعلى لهم في الحياة.

في البرازيل هناك مئات من اللاعبين الذي يخرجون سنويا من بلادهم للاحتراف في اندية خارج البلاد وهذا المنحى في تصاعد خصوصا مع زيادة اقبال الشبان على امتهان هذه اللعبة. حيث في عام 2012، وفقا لهيئة الرياضة والاتحاد البرازيلي لكرة القدم هناك فقط 31 لاعباً ينتظرون فرصة احترافهم ويتنافسون على ذلك. وأصبحت حركة تنقل اللاعبين عبر أندية العالم أسرع من ذي قبل حسب الدراسة نفسها حيث ان العديد من اللاعبين يقبلون باللعب في فرق غير معروفة ومتدنية خارج بلادهم مقابل أجر أحسن من متوسط دخلهم في فرقهم الوطنية. اذ ان الكثير من اللاعبين البرازيليين الذين ينتظرون فرصة احترافهم يعيشون ظروفا ليست بالجيدة مع رواتب مايزال سقفها لم يصل الى 1000 دولار شهريا. كما ان الكثير منهم يشتكون من عدم دفع فرقهم المحلية لرواتبهم في وقتها.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي