«عائلة آدم» تدعو إلى الألفة والاندماج في المجتمع

بين العزلة والاكتئاب والبحث عن بارقة أمل تعيدها إلى كنف المجتمع لينصهر أفرادها فيه، تعيش «عائلة آدم» صخباً سودوياً كوميدياً بانتظار بارقة تعيدها إلى الاندماج مع الحياة الطبيعية من جديد، من خلال العرض المسرحي الذي يقدم رسالة مهمة فحواها «افتح قلبك للناس يفتحون قلوبهم لك» ويؤكد على أن العزلة والانطواء ليسا الحل الأمثل لمشاكل الحياة. وتسابق أسرة مسرحية «عائلة آدم» التي تنطلق عروضها على مسرح تنمية المجتمع بمنطقة اليرموك أول أيام عيد الفطر المبارك، والمأخوذة عن رواية أميركية تم تقديمها منذ القرن الماضي سواء في الدراما أو المسرح أو السينما، وكتبت لها المعالجة المسرحية المؤلفة نجاة حسين، وإخراج يوسف الحشاش، وبطولة الفنانين عبدالرحمن العقل، هدى حسين، سحر حسين، منى شداد، أوس الشطي، جواهر وغيرهم الزمن لوضع الرتوش الأخيرة، و«الراي» حضرت البروفات الأخيرة للمسرحية والتقت أبطالها.

في البداية تحدث الفنان عبد الرحمن العقل موضحاً أن المسرحية تعد لقاءً فنياً وشراكة إنتاجية مع الفنانة هدى حسين طال غيابها، وقال: «هذه الرواية من الأعمال العالمية التي تواكب كل الأجيال، لكن سيتم تقديمها على الطريقة الكويتية التي تتناسب مع مجتمعنا، لاسيما أنها تحمل كوميديا موضوعية وخفة دم رائعة»، مشيراً إلى أنه يجسد شخصية آدم في العرض.

وأضاف العقل أن العمل رغم أنه يحكي عن حال عائلة منعزلة عن العالم وتعيش مع نفسها، إلا أنه يقدم رسالة مهمة ويشدد على ضرورة عودة الترابط الأسري والاجتماعي بين الناس،لافتا إلى أن العمل يتضمن كوميديا وتشويقا كبيرين.

من جانبها، أشارت الفنانة هدى حسين إلى أنها تجسد من خلال المسرحية دور لطيفة التي تحاول أن تأخذ بيد هذه العائلة لتعيدها من جديد إلى التآلف مع المجتمع بسبب صداقتها لإحدى فتيات العائلة. وقالت: «ان العائلة من العصور القديمة لكن السياق الدرامي لها يحمل كماً من الكوميديا، والأهم أن هناك ثوابت في مسرحنا بضرورة أن تكون هناك رسالة نقدمها للناس»، مشددة على أن العرض المسرحي يقول للجميع عيشوا الحياة بألوانها الزاهية ولاتنغلقوا على أنفسكم، و«افتحوا قلوبكم للناس يفتحون قلوبهم لكم».

أما الفنانة منى شداد والتي تجسد دور الجدة في المسرحية، فقالت: «هذا الدور لايمكن نسيانه، حيث ان هذه الجدة رغم أنها (رجلها والقبر) كما يُقال، إلا أنها مصدر البهجة وتصدر عنها أقوالاً في قمة الكوميديا وقد أحببت هذه الشخصية لخفة ظلها»، معربة عن سعادتها لعودتها مع عبد الرحمن العقل وهدى حسين في عمل مسرحي.

الفنانة سحر حسين تقوم بعمل مقالب في أخيها، لكنها تبحث في الوقت نفسه عن مخرج لهذه العائلة من العزلة، وعن دورها قالت: «أدعو دائماً إلى الانسجام مع المجتمع من خلال دخول عنصر جديد في العائلة وهي صديقتي لطيفة التي تبذل جهوداً كبيرة حتى تعود هذه الأسرة إلى أحضان المجتمع وتندمج فيه»، مشيرة إلى أن شخصيتها في بداية العرض لاتختلف كثيراً عن أفراد العائلة إلا أنها تتغير وتواكب كل ما يحدث في الحياة.

أما الفنان أوس الشطي الذي يجسد دور العم فهو مفتاح الكوميديا في العائلة، وعن هذا قال: «هذا العم بقدر الكآبة التي يحملها بين جوانبه إلا أنه يحمل أيضا كماً كبيراً من الفرح وخفة الظل، وهذا النوع من الكوميديا لا يأتي بالحوار فحسب ولكن بالموقف، فهذه العائلة المنعزلة تعكس تيمة مسرحية غريبة جدا تحمل في مضمونها حكاية جديدة على المسرح في الكويت»، لافتا إلى أن الجمهور سيشعر باستمتاع غير عادي لأنها حكاية اجتماعية مهمة والكركترات الموجودة فيها تحمل الكثير من الضحك، لذا فهي تناسب كل الأعمار.

من جهته، أوضح مخرج العرض الفنان يوسف الحشاش أن «عائلة آدم» عمل مسرحي من طراز رفيع، كونه يحث على الانتباه إلى الخصال الإنسانية التي نحن في حاجة ماسة إليها في هذا الزمن. وقال: «نحن في المسرحية نتحدث عن عائلة لديها عدم ثقة في من حولها، فضلا عن أن الحب لديها قليل وتعيش حياة جافة، ثم تندمج بعد ذلك في المجتمع، ومن خلال السياق الدرامي للعمل نحاول أن نظهر الفرق بين الحالتين باستخدام تقنية مسرحية ولوحات استعراضية وموسيقى وغناء لنشر الألفة والمحبة في المجتمع»، مشيرا إلى أن المسرحية فيها كوميديا وكذلك بعض مشاهد الرعب الخفيفة لكنها تدعو إلى الخير، لاسيما في ظل وجود تشابه كبير بين ما يحدث فيها وبين الواقع الحالي.