No Script

خلال ملتقى «حديث الإثنين» الذي ينظمه مركز «جابر الأحمد الثقافي»

كيرياكوس كالتزيديس عبر بالموسيقى اليونانية في... «بحر الأصوات»

تصغير
تكبير

حظي جمهور «حديث الإثنين» الذي ينظمه مركز «جابر الأحمد الثقافي» هذا الأسبوع بفرصة ذات طابع موسيقي عالمي مع كيرياكوس كاليتزيديس، الذي أخذهم في رحلة عبر الموسيقى اليونانية التقليدية حملت عنوان «بحر الأصوات» تطرق فيها إلى قرب الثقافة الموسيقية بين الإغريق قديماً والعرب على صعيدي الغناء والآلات الموسيقية، وغيرها من الأمور التي تتعلق بالشأن الموسيقي الإغريقي القديم مقارناً إياه بالمعاصر، موضحاً كيفية تطوره ووصوله إلى ما هو عليه اليوم، رابطاً إياه بالموسيقى والآلات العربية أيضاً التي كان لها ارتباط وثيق بها.
كاليتزيديس حلّق في حديثه وهو يشرح عن الآلات الإغريقية القديمة واليونانية المعاصرة، بالقول: «في العصور القديمة والفترة البيزنطية كانت الموسيقى قطاعاً هاماً من التعليم العالي في إطار الرباعي بين الهندسة والحساب وعلم الفلك، حيث تم تدريس الموسيقى كجزء من الرياضيات في الجامعة في القسطنطينية التي أسسها ثيودوسيوس الثاني، ومن الواضح أن التدريس فيها قد انطلق من مكان توقف القدماء مع التركيز على الموسيقى العلمانية والعلم العلماني». وأردف: «التراث الموسيقي المشترك في ميديتيرانيا كان وحدة سياسية وثقافية لقرون عديدة، إذ هيمنت لمدة ألف سنة بعد حملة الإسكندر الأكبر من خلال الامبراطوريات الكبرى مثل الرومانية، العثمانية، الخلافة الأموية، الخلافة الفاطمية، السلالات الفارسية من الساسانيين والصفويين». بعدها، قدم معزوفة موسيقية على أنغام العود، ليكمل في حديثه بالقول: «التراث الموسيقي المشترك في البحر المتوسط هو نظام مقام مشروط... هو أساس الموسيقى الإيقاعية المشتركة الشرقية والموضوعات اللحنية وأنواع الموسيقى وأشكالها، والآلات الموسيقية والعلاقات الشخصية الوثيقة ومختلف أشكال التعاون بين الموسيقيين من جنسيات مختلفة».
وفي خضم حديثه، تطرق كاليتزيديس إلى النوتة الموسيقية في ذلك الوقت، موضحاً أنها كانت تنحت على الصخور ويتم استخدام الأرقام أيضاً، ليقدم بعدها مقطوعة موسيقية ذات طابع عربي حازت على إعجاب الحضور، مكملاً بعد ذلك مشواره في الحديث بالقول: «بالتوازي مع موسيقى (rembetika) يمكن العثور عليها في (البلوز) المعاصر في نيوأورليانز وشيكاغو وهارلم. هناك الشعور نفسه بالوجود خارج المجتمع، اللغة ذاتها الخاصة، القدرة على التواصل مع المعاناة ذاتها، التركيب أو الجمع من التقديم والتحدي نفسه». وتابع: «الموسيقى القديمة كانت لها أثر على الموسيقى بالوقت المعاصر، فأصبح لدينا البلوز والتانغو الأرجنتيني، الفادو البرتغالي، الفلامنغو الإسباني والتقاليد الموسيقية الوطنية مع التأثير الدولي»، ثم ختم الليلة بتقديم مقطوعة ثالثة على آلة العود حظيت بتصفيق حار من الجمهور.


يذكر أن كيرياكوس كاليتزيديس هو ملحن وعازف عود ومخرج فني ومؤسس مشارك في جمعية «إن كورديز» الثقافية التي تركز على البحث والتعليم والترويج للتقاليد الموسيقية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، كما أنه يعتبر أحد أهم الموسيقيين والعلماء في مجال الموسيقى العلمانية التقليدية في عصر ما بعد العصر البيزنطي والمتوسطي اليوم، حيث قدم أكثر من 2000 حفلة موسيقية في 40 دولة في المهرجانات والأماكن الرئيسية باعتباره عضواً في «En Chordais» وأيضاً كعازف منفرد.
اهتم بالموسيقى البيزنطية منذ صغره وتعلم العزف على العود في العام 1986، كما شارك في العديد من التجمعات الرئيسية للعازفين، أبرزها اجتماع العود الدولي في سالونيك في العام 2002، كما قام بنشر طريقة العود، حاصلاً على درجة الدكتوراه في علم الموسيقى البيزنطي من جامعة أثينا، وساهم أيضاً في العديد من تسجيلات الموسيقى اليونانية والتركية وأدائها في جميع أنحاء العالم بالتعاون مع الموسيقيين من الشرق الأوسط والصين وكندا وكذلك من أوروبا. كما شارك في مشروع «تاريخ ثلاث عوامات» بالتعاون مع محمد بيتميز ونصير شمة.
تم إصدار أحدث ألبوماته «الرحلات الموسيقية لماركو بولو» من قبل «World Village - Harmonia Mundi» الذي تلقى تعليقات متحمسة، كما أنه ألقى محاضرات ودروساً رئيسية في مؤسسات بارزة مثل جامعة برينستون، جامعة ستراسبورغ، معهد اسطنبول الحكومي، أكاديمية سيبيليوس في هلسنكي، جامعة تورينو، جامعة كا فوسكاري في البندقية وكلية الصليب المقدس في بوسطن.
 ما بين 2002 و2005 كان كاليتزيديس مديراً فنياً لمشروع «MediMuses» الذي تم تكريسه للاحتفال بالتراث الموسيقي الكلاسيكي المشترك، وفي العام 2008 حاز على جائزة «فرنسا Musiques du Musiques du Monde»، ومع حلول العام 2012 نشر كتاباً بعنوان «مخطوطات الموسيقى ما بعد البيزنطية كمصدر للموسيقى الشرقية الشرقية» من قبل معهد المشرق - اسطنبول وErgon-Verlag، ليحصل في العام 2014 على جائزة «أكاديمية تشارلز كروس».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي