No Script

ربيع الكلمات

فن التعايش والتسامح

تصغير
تكبير

قراءة كتب التاريخ فيها الكثير من الفوائد، فهي تساهم في زيادة الوعي الثقافي علاوة على الاطلاع على الثقافات السابقة، كذلك اكتساب المعرفة من كتب التاريخ وطرح الأسئلة والتساؤلات المهمة مثلما يقوم به باحث الدكتوراه.
ولكن دراسة كتب التاريخ تحتاج إلى الهدوء والسكينة، وأن نمتلك عقلية نقدية وهذا ما نفتقده في العالم العالم العربي، بسبب أننا لم نتعلم وندرس بالمدارس النقد، فكان الحفظ والتلقين.
وتحدث المشاكل عندما نقع فرائس لكتب التاريخ دون تدقيق أو تمحيص، وذلك من أجل البحث عن الثارات ونقاط الاختلاف مع الآخرين، وهذا كافٍ لكي يلهب المشاعر ويفتح الجروح القديمة من أجل مواجهة المقابل الذي ربما شابهنا إلى حد التطابق.


لمحة سريعة على واقع العالم العربي - خلال العشر سنوات الماضية - لندرك حجم المأساة التي نعيشها، حتى أصبحنا عالة على الأمم الجادة، جميع الحروب تقريباً في الشرق الأوسط، القتلى كذلك... وجنسيات المحاربين من كل بلدان العالم.
النتيجة... ملايين اللاجئين والنازحين، أنهار بشرية تهرب من أوطانها، تبحر في قوارب الموت للبحث عن شواطئ الحياة، البعض يصل وكثيرون يغرقون قبل الوصول، وهناك الكثير من القصص التي تشيب الولدان... وإحدى هذه القصص هي لأب ركب في مراكب الموت لإنقاذ عائلته، ولكن ابنته الصغيرة توفيت أثناء الإبحار في هذه القوارب المتهالكة، فقام هذا الأب بإلقاء ابنته في عرض البحر... وهو يتألم ويتحسر.
كيف سيعيش الأطفال الصغار في الشرق الأوسط وهم يَرَوْن هذه الحروب الحاصلة، أي نوع من الأحقاد التي تتشكل عندهم، وتزيد المشكلة أكثر إذا كان الكبار يلقنون هؤلاء الصغار كره الآخر...
كيف سيتم ترميم دول الشرق الأوسط من جديد، من الذي سيشارك في إعمار بلدان أصبحت صعبة، بل كيف تستطيع الإيفاء بالتعهدات، من يدفع يريد ضمانات... ماهي الضمانات التي ستكون مقابل المليارات؟
لن نستطيع أن نتقدم خطوة للأمام دون تشخيص الواقع بشكل سليم، والتشخيص السليم يمثل نصف الحل، والأمر الثاني لا بد من التسامح، ومن ليس لديه القدرة على ذلك فليستعد للمتاعب والآلام، يجب أن نقبل بعيش الآخر وإن كان يخالفنا في بعض الآراء، فهذا من جمال الطبيعة الإنسانية، حتى وإن اختلفنا يجب أن نحافظ على خطوط من قنوات التواصل.
إن أجمل معارك الحياة هي أن ندخل للعالم وتنافسه في التقدم والعلم والتكنولوجيا والتنمية وبناء المدارس والجامعات، ونزيل عن عقولنا بعض الأوهام التي كانت موجودة من سنين وأهمها نظرية المؤامرة، حتى نريح أنفسنا من هم العمل...
ومن نافلة القول إننا في الشرق الأوسط لن نستطيع الخروج من كهوف الثأر والثارات من دون تعايش وتسامح، ومن بيده القوة اليوم قد تتغير به الحال في المستقبل ويصبح الأضعف والمضطهد الأقوى وبيده القرار.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي