No Script

أوضاع مقلوبة!

«فاضَ» الفسادُ... فـ «جرفتنا» السيول!

تصغير
تكبير

لا يمكن تفويت كارثة الأمطار التي هطلت على البلاد بأنها حالة استثنائية، ليست دائمة، وبالتالي علينا ألا «نكبرها» ونعطيها أكبر من حجمها!
فهذا لعمري كلام سلبي لمن يريد أن يتهرب من المسؤولية أو يدافع عن أوضاعنا المقلوبة!
ما بُني على باطل فهو باطل... لذا فإن «الغرقة» سببها الرئيسي إهمال الحكومة بوزاراتها المعنية في مناقصاتها وتعاقداتها مع الشركات المنفذة لمشاريعها الاسكانية والعمرانية والانشائية، أو حتى إذا أخذناها على عقود الصيانة فإننا نلاحظ عدم دقة الشركات المنوط بها تنفيذ العقد على الوجه الأكمل، بسبب تقاعس القائمين على المراقبة والمتابعة من موظفي الوزارات المعنية عن أداء عملهم على الوجه الأكمل، ودخول «الرشاوى» والمحسوبية على الخط... إلا من رحم الله!


من هذا المنطلق نتوصل معاً إلى أن هذه المعضلة لم تكن وليدة الساعة أو الصدفة، بل تراكمات من الفساد «المخفي» وغير المعلن الذي «طفح» به الكيل فلم يتحمل كمية الفساد المالي والاداري والفني، ففاض مع فيضان السيول وغرقت الناس وتهدّمت بعض البيوت وأغلقت الشوارع والجسور!
علينا ألا نبكي على الأطلال وألا نستغل الفرص في مثل تلك الازمات للصيد في المياه العكرة، وضرب بعضنا بعضا لخلافات شخصية أو أجندات سياسية سابقة، لا تتماشى والمسؤولية مع الأمانة التي يفترض أن تحملها الحكومة، ويحملها نواب مجلس الامة!
علينا الآن وضع آلية واضحة أولاً لمحاسبة المقصرين، ومعاقبتهم بعيداً عن حجة الاستقالات أو الاكتفاء بالإقالات من دون أن نستثني الشركات مع الحكومة!
وثانيا تصحيح الأخطاء بتجديد الدماء ووقف جميع مناقصات الفوضى واللا مسؤولية عن الاستمرار في هدم البلد!

على الطاير:
- يقول ابن سعدي - رحمه الله في تفسيره:
قصة يوسف عليه السلام من أحسن القصص وأوضحها وأبينها؛ لما فيها من أنواع التنقلات، من حال إلى حال، ومن محنة إلى محنة، ومن محنة إلى منحة ومنة، ومن ذل إلى عز، ومن رق إلى ملك، ومن فرقة وشتات إلى اجتماع وائتلاف، ومن حزن إلى سرور، ومن رخاء إلى جدب، ومن جدب إلى رخاء، ومن ضيق إلى سعة، ومن إنكار إلى إقرار، فتباركَ مَن قصَّها فأحسنها ووضَّحها وبيَّنها.
ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله... نلقاكم!

bomubarak1963@gmail.com
twitter: bomubarak1963

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي