No Script

حروف باسمة

تأملات في أرناق الوقت

تصغير
تكبير

حياة... تتعدد ألوانها وتختلف مشاهدها وتتباين نماذجها وتتباعد عكوسها وتتقارب صورها هي تهدأ تارة وتعصف أخرى، يسكن ريحها في وقت وتعلو أمواجها تارة... غريبة أحوالها عجيبة تصرفات بعض أهليها، المستقرئ كتابها يحس بالاستقرار اذا وقع نظره على عمل طيب أو نموذج رائع من نماذج أهلها، ويصاب ذهنه بالهول إذا وقع نظره على منظر من مناظر البؤس أو مشهد من مشاهد الشقاء.
والناس فيها فريقان فريق يشير إلى الرحمة، وآخر يشير الى الهول والفزع والاضطراب وترويع الناس ونشر الفوضى وبث الفساد.
أشكال متباينة نراها في كل يوم ونسمع من أخبارها ما يروّع النفس.


تعديات كثيرة... الذي يأوي الى حصرها يشعر بالمرارة، وان من أكثرها بشاعة تلك التعديات والخروقات والاعمال اللا إنسانية التي تمارس في سكن العزاب في خيطان والجليب والحساوي والفروانية، يقولون ان في الفروانية نصف مليون عازب.
أمر خطير يثير الدهشة، ألم يئن للعقول ان تعمل في التفكير من أجل حصر هذه المشكلة، ووضع الحلول الناجعة لها. إنك اذا تجولت في الجليب فإنك تحس أنك في مكان غريب في كل شيء، غريب في اللغة التي تتداول وفي الاعلانات التي تكتب على المحلات، وفي أنواع المأكولات التي تباع، ناهيك عن الممارسات اللا أخلاقية والبضائع المحرمة التي تنشر هنا وهناك.
كم من مداهمة دهمت تلك المناطق؟
فكم قضت تلك المداهمات على عدد من أعداد المتجاوزين؟
إنهم ينمون نموا مطرداً وينشرون الفساد في كل مكان.
عجيب ما نسمع من تصريحات بأن تلك المناطق بعيدة عن نطاق السيطرة، كيف يكون ذلك؟
والله لست أدري؟!
أرادت البلدية ان تمسك ببائعي بضائع فاسدة وليس لديهم تصاريح وفي أماكن غير مخصصة للبيع، فشهروا سواطيرهم في وجوه الذين يقومون برسالتهم في اجتثاث الفساد.
نسأل الله اللطف بهذه الديرة وأهلها من شرور المعتدين والحاقدين والمارقين وأهل القلوب السوداء، الذين لا يعرفون من دنياهم بصيصاً من النور الزاهر إنما حياتهم كلها ظلمات إذا أخرجوا يدهم لم يكادوا يرونها من شدة الظلمة.
ما أقساهم؟!
يقولون ان بلاغات التغيب سجلت ضد 12800 وافد. اعداد كبيرة يجوبون الطرقات ويسرقون ويعيشون على النصب والاحتيال وسرقة السيارات، ويتجولون بها في الشوارع متعدين على القوانين وتكتب المخالفات ضد صاحب السيارة، حتى اذا ذهب ليجدد ترخيص سيارته قيل له: عليك مخالفات جسيمة ضد السيارة المسروقة، حتى اذا قدم لهم بلاغ السرقة اعفوه من المخالفات والسارق يجوب الشوارع والفرجان، وهو يخالف وفي بطنه بطيخة صيفي كما يقولون:
عجيب أمر هذه الدنيا؟!
كلنا نمشي رويداً
كلنا نطلب صيداً
الويل كل الويل للذين يصطادون في المياه العكرة وينتزعون حقوق الآخرين ويتعدون على ممتلكات غيرهم.
عذاب الله سينالهم لأنه هو العادل ولا أحد يفلت من يده.
ولكن لابد من أن تشمر سواعد الجد في القضاء على هذه الظاهرة التي تعتبر قنبلة موقوتة،إذا انفجرت لا قدر الله فإن شظاياها ستؤلم كل قلب.
ألا نتذكر صحن خيطان وما عمل من سوء أو عمال النظافة في شبرة الخضرة، عندما حملوا مكانسهم وهرولوا، او نسمع صافرات العمال في المناطق التي تحت الانشاء إذا أحس أحدهم بشيء، فإنه يطلق صافرة يطلب من أعوانه النجدة، وسواطير خيطان أخيراً وخروقات كثيرة وتعديات أكثر.
ألم نشر الى شحذ الهمم واستئصال هذه البؤر السيئة والقضاء عليها لتعمل العقول الوقادة من أجل إيجاد الخطط للقضاء على هذه الظاهرة الأليمة، ويبقى الفريقان فريق الخير وفريق الشر.
ولكن الغلبة للخيرين المخلصين أصحاب القلوب الرحيمة والأيادي البيضاء.

حقاً:
كل مَن في الوجود يطلب صيداً
إنما الاختلافُ في الشبكاتِ

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي