«سيارة» الإصلاح في الكويت!

• الفساد المالي والإداري المتنامي جدا، التطور والتنمية المطلوبة وغير الموجودة، الإصلاح متى يبدأ وكيف؟ هي ثلاثية جدلية يعيش حولها وبها كل المجتمع الكويتي بجميع فعالياته، الحكومة... المجلس... المكونات السياسية... الصحافة... المؤسسات والبرامج الإعلامية... المنتديات... كل هؤلاء لا حديث لهم يخرج عن هذه الثلاثية أبدا، ولأن الحديث عن إصلاح الحال والمراهنة مرة على مجلس جديد ومرة على حكومة جديدة وإطروحات في الإصلاح لها أول وليس لها آخر، وكل هذا في ظني لا يعدو أن يكون «فضفضة» وليس هناك رؤية عند أحد في حقيقة كيف يتم إصلاح الحال.
• في اعتقادي أن عملية الإصلاح تشبه عملية عمل السيارة تماما، فهي تحتاج إلى عمل جميع الأدوات والمحركات من دون توقف أي منها في أي حالة، السيارة حتى تسير بشكل اعتيادي وتوصلك لهدفك وتحقق المراد منها لا بد أن تكون ماكينتها صالحة وتعمل وكذلك مغير السرعات. هناك أجهزة صغيرة في العين لكن لا يمكن للسيارة أن تعمل من دونها، البطارية والدينمو وغيرهما، تخيل لو أن كل هذه الأجهزة تعمل لكن راديتور الماء سرب من داخله لثقب به! ولو أن مقود السيارة لم يعمل لنقص في الزيت الخاص به! أحد الإطارات قد يفسد عليك سير السيارة كلها حتى لو كانت جديدة وقوية، وهكذا هي عملية السير في السيارة تحتاج إلى تعاضد كثير من الأجهزة والآلات مهما صغرت أو صغر دورها لكي تسير وتؤدي الغرض.
هناك حالات طوارئ ألا تستطيع أن تقود سيارتك من دون ماسحات الزجاج الأمامي لوجود مطر مثلا، عادم الدخان في السيارة لو تعطل لربما تعطلت كلها، تعطل الإنارة سيعطل سيرها ليلا لو كانت من أقوى وأفخم أنواع السيارات، لو فرضنا اكتمل فيها كل هذا لكن كان هناك خلل في مقاعد السيارة هل يمكن لك قيادتها وقضاء مصالحك بها؟

• عملية الإصلاح هي ذاتها عملية عمل وتحرك السيارة، الماكينة القوية الجديدة لا تغني عن محرك السرعات العامل... هذان الاثنان لا يغنيان عن وجود بطارية لتشغيل المحرك. لا غنى عن وجود مقود به زيت. عادم الدخان مهم، المقاعد... كل شيء بالسيارة له دور قد لا تستطيع عمل أي شيء من دونه...
العملية متكاملة لا مجزأة أبدا، وجود مجلس قوي يرغب في الإصلاح لا يغني عن ضرورة وجود حكومة كذلك. وجود وزير يرغب في الإصلاح مثله مثل وجود مقاعد فخمة في سيارة ماكينتها لا تعمل. لا بد من اكتمال الآلات والمحركات، هذا لا يعني اشتراط الكمال فكل هذه الآلات تعمل حتى لو كان بها بعض الخلل أو النقص.
• عملية الإصلاح تلك لا بد أن يواجهها المفسدون غير الراغبين فيه. الحل في عادم الدخان وماسحات الزجاج، فهذان الجهازان مهمتهما إزالة العوائق والقاذورات. الكمال غير موجود لكننا نتحدث عن آلية للحركة والإصلاح وبها أجهزة لمواجهة العوائق.
• من دون هذا التكامل والرغبة الشاملة على الجهات والمستويات كافة، فإن أي محاولة لإصلاح الوضع هو بمثابة تبديل زيت محرك سيارة ليس بها مغير سرعات ولا مقود!

lawyermodalsbti@