No Script

بعد اعتقال «الجبهة» قائد «جيش التحرير»

المعارضة السورية تشبّه «النصرة» بـ «داعش»

تصغير
تكبير
«جبهة النصرة» لم تعد في أحسن حال مع بقية الفصائل المعارضة في سورية، فقد ظهر الانتقاد الشديد لها، خصوصاً بعد بيانها الأخير الذي بررت فيه إلقاء القبض على قائد «جيش التحرير» أحد فصائل المعارضة، التي تجمع عدداً من قوى «الجيش الحر» وطعنت بحركة «أحرار الشام» من دون تسميتها، وبالمحكمة الشرعية المكلّفة حل الأمور والعقد، وشككت ببعض طلبة العلم.

وجاء في بيان للجبهة: «ولولا توفيق الله ولطفه في إزاحة هذه المشاريع كخرم (حركة خرم) ومعروف (جمال معروف) والفرقة 30 (المدعومة من أميركا) لكانت مناطقنا اليوم أسوأ من الريف الشمالي لحلب بكثير، وقد بان ذلك واضحاً اليوم في عيون من كان يثرب علينا بالأمس، ولم نتوان يوماً بفضل الله عن محاربة مشروع الخوارج ولا محاربة تلك المشاريع، انطلاقاً من مسؤوليتنا في حماية الساحة الشامية من خطر كليهما (...) وقمنا بمعالجة العديد من البؤر التابعة للخوارج كلواء التوبة، فلم يعلق أحد أو ينبس ببنت شفة! بينما قامت الدنيا ولم تقعد عندما عالجنا بعض الشخصيات المشبوهة، نظراً لأن الموضوع أثير إعلامياً، ومن الأمثلة الحاضرة في ذلك الغابي (رئيس جيش التحرير). فقد عزمت جبهة النصرة على اعتقاله أمنياً بعد دراسة المسألة لأكثر من شهر من الناحية الشرعية ولم تكن المسألة جيش التحرير (...) ولم نصادر سلاحه ومستودعاته، بل اقتصرنا على أخذ ما استخدم ضدنا أثناء الاشتباك الذي قتل فيه أحد اخواننا، وستتم إعادة كل ذلك لقيادة التشكيل الجديد. ويصدر أثناء ذلك بيان لبعض طلبة العلم يمهلنا 24 ساعة، وفضّلنا السكوت وعدم الرد في الإعلام، حرصاً منا على منزلة الصادقين من طلبة العلم. ومما ساءنا من بيان المشايخ الأخير فرض محكمة شرعية على الطرفين، من دون إخطارنا، مع أن اللجنة المشتركة تفتقد لشكل السلطان في الساحة (...) تحديد مدة قصيرة للرد لا تتوافق مع دائرة اتخاذ القرار في الجماعة، بما يتناسب مع وضعها الأمني».

وتنتقد أطراف متعددة في المعارضة كلمة «دراسة المسألة لأكثر من شهر» من دون ان تعرض الأدلة على اتهام «جيش التحرير» وقائده، كما تنتقد مسألة «إعادة السلاح لقيادة تشكيل جديد» وكأن «النصرة» هي التي تفرض تغيير القيادة في «جيش التحرير».

ومما لا شك فيه ان «النصرة» ستحصل على مرادها، لأنها أقوى من «جيش التحرير» وتستطيع إرهاب عناصر هذا الجيش الذي لا يتمتع بقوة موحدة على الأرض.

ويطال الانتقاد أسلوب الخطاب الذي لا يعترف بالمحكمة الشرعية بوصفها «تفتقد لشكل السلطان». والأكثر انتقاداً هو الإشارة الى «مناطقنا أسوأ من الريف الشمالي». وتتساءل المعارضة السورية: «مَن يحكم الريف الشمالي؟ فالريف شمال حلب محكوم من جيش الفتح، الذي يضم النصرة وأحرار الشام والفصائل الأخرى الأجنبية والمحلية. أما عن استئصال النصرة لفصائل مشبوهة مثل الفرقة 30، فتقول هذه الفرقة إنها تتقاسم مع النصرة المال والسلاح الذي يردها من راعيها الأميركي، مما يثير التساؤلات عن استنسابية الخطاب».

والانتقاد الأهمّ أتى من قائد في «أحرار الشام» علّق على بيان «النصرة» بالمقارنة بينها وبين تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)،قائلاً إن «داعش اتهم الفصائل بالعمالة وقاتلهم (كذلك فعلت النصرة) وزاد حواجزه على الطريق وازداد بغيه ورفض المحاكم بلا شروط (مثلما قالت النصرة في بيانها الأخير) وادعى المظلومية والمؤامرة وكفر وستباح الدماء».

أما بالنسبة لما ذكره البيان من أن الجبهة «لم تتوان عن محاربة مشروع الخوارج (داعش)، فتردّ المعارضة بأن»هذه الحرب قد فرضت عليكم وأُجبرتم عليها ولكنكم (أي النصرة) عدتم وساعدتم داعش في محافل عدة (مخيم اليرموك حيث سمحت النصرة بإدخال مسلحي داعش قبل أن ينقلبوا عليهم من جديد)».

وليس بيان»النصرة»وحده ورد المعارضة عليه ما زاد الأمور تعقيداً، بل إن»أجناد الشام»و»جند الأقصى»أعلنوا أن»النصرة»منعتهم من الهجوم على مراكز قوات النظام في ريف حماة الشرقي.

وتقول أوساط مقربة من»النصرة»إن»جبهة ريف حماة الشمالي تُعتبر جبهة باردة، وإذا فُتحت ستضطر الفصائل لتجميع قوات لصدّ قوات النظام إذا ما أعاد الهجوم، بينما الحاجة هي لجمع المقاتلين كلهم على جبهة الكاستيلو في شمال حلب حيث تسيطر قوات النظام وحلفاؤها، وتقطع طريق حلب الشمالي».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي