الطغيان لا يخشى شيئاً كما يخشى يقظة الشعوب وصحوة القلوب... حقيقة لا يمكن إنكارها، هكذا هم اليهود طغوا في الأرض وازداد طغيانهم بتوسعهم الفكري ومخططاتهم؛ لأنهم في جو هادئ؛ فهل يخشون من شعوب نائمة وقلوب غافلة هيأت لهم السعي في تحقيق أهدافهم والسيطرة على العالم كله!
نعم، اليهود نظروا نظرة مستقبلية وتخطّوا كل الصعوبات وها هم قد وصلوا، أما نحن فلم نتقدم خطوة واحدة، بل إننا نتدهور ونضعف؛ لأننا لا ننظر إلى الأمام، وإنما ننتظر أن يأتينا الانتصار الذي سيتحقق مع نهاية الزمان.
عندما أخبرنا رسولنا الكريم أن القتال والانتصار حتماً سيكون مع قيام الساعة: (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود؛ فيقتلهم المسلمون...) قد أثبت أن المعركة الفاصلة فعلاً ستكون؛ ولكن هل قتال المسلمين اليهود والانتصار عليهم بالانتظار والتأجيل إلى قيام الساعة؟! الحديث الشريف لا ينفي أن يكون لهذه المعركة مقدمات، وقد بدأت وأشدها كثرة القتل وجرائم أعداء الإسلام التي تحاصرنا في كل مكان والتي يجب أن تكون في أذهاننا؛ فهي علامات صغرى تشير إلى اقتراب الكبرى؛ التي كلما اقتربت زاد استعداد أعداء الإسلام في التخطيط وإقامة المؤتمرات والمعاهدات من أجل القضاء التام على الإسلام واحتلال أراضيه، وتثبيت أنفسهم في كل مكان في العالم.