No Script

@أمينة

أبداً... ليست مقبولة

No Image
تصغير
تكبير

مبارك عليكم الشهر، وكل عام وأنتم بخير.
ينقسم الناس في أي مجتمع مدني إلى طبقات مجتمعية، طبقة غنية و طبقة متوسطة وأخرى تعتبر فقيرة، ومن الإنسانية الاهتمام بهذة الطبقة الفقيرة، وتقديم يد العون لها بشكل لا يمس كرامتها بأي شكل من الأشكال. وفي هذا الموضوع هنالك الكثير الكثير من الأحداث التاريخية المشرفة في التاريخ الإسلامي وحتى في تاريخ الكويت ورجالاتها التي كانت لهم مواقف مشرفة عديدة.
ولكن من الأمور التي اصبحت أراها أموراً مستفزة خلال الأعوام القليلة الماضية، وتتكرر بشكل خاص خلال أيام شهر رمضان المبارك، الأسلوب المشين الذي يتبعه بعض الناشطين بالأعمال الخيرية، وبعض الجمعيات الخيرية في استعراض ما يقدمونه للمحتاجين.
ويتم ذلك عن طريق تصوير الحالات التي تقدم لها المساعدات لها بشكل سينمائي، يظهر الحالة الرثة لهم وللأماكن التي يعيشون فيها و التي تفتقر للمكونات الأساسية حتى تسمى «منازل». هم يحرصون على عدم إظهار وجوه الأشخاص ولكنهم لا يتوانون عن إظهار انهياراتهم النفسية وبكائهم ونواحهم بسبب إحساسهم بالألم والهوان والعوز الذي جعلهم يمدون أيديهم لطلب هذه المساعدات.
فلنكن واقعيين. لا أحد سيكون سعيداً وهو يستعرض المكان الذي يؤويه هو وعائلته ، والذي لا يشبه البيوت التي يسكنها أغلبنا، فهي قد تكون عبارة عن منزل كيربي فوق سطح إحدى العمارات السكنية، أو ملحق لأحد المنازل الحكومية.
ولا أحد سيفخر بنفسه وهو يستلم صندوقا كبيرا من المواد الغذائية، وآخر من الملابس التي أحيانا قد لا تكون جديدة وإنما ملابس مستعملة، ليتصور بابتسامة مشرقة بجانب من قدمها له. حتى ولو اخفيتم عينيه فهذا أمرغير مقبول بتاتاً.
هنالك نشاط مجتمعي تطلقه إحدى الناشطات في مجال الأعمال الخيرية، تقدم من خلاله وجبات غذائية لعمال النظافة وغيرهم. هذه السيدة لها نشاطاتها التي اشتهرت بها على مدى سنوات عدة ولا تقتصر على شهر رمضان، بل تمتد على طول أيام السنة، لكنها تصور طوابير الرجال الطويلة وهي مصطفة لتستلم الوجبات الغذائية، أشكر لها مجهوداتها، ولكن يا عزيزتي هل فكرت بمشاعر هذا الإنسان و هو ينتظر دوره لتمدي له يدك بطبق الأكل هذا؟ وانتِ تصوريه وتتباهي بمجهودك حتى وإن لم تظهري وجهه، ضعي نفسك بموقفه... هل ستقبلين؟

 aminaabughaith@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي