No Script

ضوء

مصر... وشمسها الذهب؟

تصغير
تكبير
توجهت بمجموعة من الأسئلة إلى مجموعة من الأخوات والأخوة المصريين المغتربين والمتواجدين على أرض الكنانة، تتعلق بمستقبل مصر، وهل السياسة الاقتصادية الحالية تسير نحو مصلحة مصر المستقبلية؟ وهل الأوضاع الحالية تسير نحو الأحسن أم الأسوأ؟

وقد وصلني الكثير من الإجابات الإيجابية والسلبية... المتشائمة منها، تؤكد ان الوضع يسير نحو الأسوأ، وان نسبة الفقر والبطالة والغلاء في ارتفاع، مع ازدياد الفساد والاحتكار والرشوة والمحسوبية، وزيادة الضرائب وثبات الرواتب، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، في كل شيء ولاسيما في المحروقات، ما يسبب ارتفاعا في الغذاء والدواء، والمستلزمات الأسرية والصحية والتعليمية، وهذا يمثل مزيداً من الأعباء التي يتحملها الشعب... ورغم ان خبراء مصريين وضعوا بعض الحلول لمعالجة التضخم، لكن لم يتم الأخذ بها.


كما تؤكد معظم إجابات المتشائمين ضرورة تسليم قيادة البلاد للتكنوقراط والحكم المدني، لأن دور الجيش الحفاظ على الأمن الداخلي وحماية الحدود، وإعطاء الفرصة لتجربة الحكم المدني القائم على التعددية والعدل والمساواة، وتوفير فرص العمل، والإنتاجية للشباب.

أما المتفائلين فإني سأذكر بالتفصيل خمسة ردود كما وصلتني، وهي كالتالي:

1 - حكمي على الأوضاع في مصر ليس فقط من منظور كوني أكاديمياً، بل أيضا كرجل أعمال، أدير أعمالي من دون رشوة أو محسوبية، وكمواطن بسيط يشتري احتياجاته بنفسه ويتعامل مع كل مستويات المواطنين، هذا لا يعني عدم وجود معاناة لدى البعض، ولكننا نعي خطورة المرحلة وأهمية تحمل أعبائها.

ألم ينقلوا إليك ان ثمن 20 رغيفاً من الخبز أصبح الآن جنيها واحدا؟ أي ما يعادل 1 على 50 من قيمة الدينار البحريني؟

ألم تسمعي عن التموين الشهري الذي تحصل عليه الأسر الفقيرة بأسعار مخفضة جدا؟

ألا تعرفي أن هناك منافذ لبيع المنتجات بأسعار مخفضة وتوفير الإسكان الاجتماعي للشباب والفقراء يقوم بها جيشنا العظيم؟

ألم ينقلوا إلى حضرتك عن تنفيذ أطول شبكة طرق تحققت خلال السنوات الثلاث الماضية؟

ألم ينقلوا لك ان جيش مصر أصبح في المرتبة العاشرة عالميا عدة وعتاداً؟

ألم تسمعي عن المشروعات القومية العملاقة التي تم تنفيذها خلال السنوات الثلاث المنصرمة، والتي تعادل ما تم تنفيذه خلال 30 سنة مضت؟ مثل إنشاء قناة السويس الجديدة، وثلاثة تجمعات عمرانية جديدة، والعاصمة الإدارية الجديدة، ومشروع هضبة الجلالة، وغيرها من المشروعات.

أما بالنسبة لمحاربة الفساد، فلم تشهد مصر في تاريخها محاربة للفساد مثلما يحدث الآن.

وللعلم ورغم الاشاعات وما يروج له البعض ضد مصر، إلا انها ما زالت الأفضل في مستوى المعيشة، من حيث تكلفة الخدمات والحماية الاجتماعية للفقراء مقارنة بالكثير من الدول المجاورة، فرغم الغلاء، فإن الناس تتحمل ما دامت الأوضاع آمنة ومستقرة.

ألم ينقلوا لك أن مصر تحقق كل تلك الانجازات، رغم مخطط الإرهاب والتطرف الذي يضربها من الخارج، بيد قلة مغرر بها من الداخل.

والأكثر من ذلك ان الغالبية العظمى مستعدة للتضحية من أجل نهضة مصر، ولتكون السند الحقيقي لكل من يطلب منها المساعدة في الحق.

2 - بالنسبة إلى تعويم الجنيه مقابل الدولار، كان لا بد من فعله قبل 30 سنة، ولكن النظام السابق لم يتحرك، والآن ارتفع الدولار إلى 17.5 جنيه، بعد أن كان 5.5 جنيه، وأصبحت نسبة التضخم 30 في المئة. العهد السابق كان يعتمد على الدين، وكان لا بد أن يحصل الهبوط، وعلينا إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

3 - من أجل النهضة، لا بد من تعليم متميز لتغيير الأخلاق والسلوك، وهذا ما بدأت مصر في عمله، لكن النتيجة تحتاج إلى وقت لا يقل عن 10 سنوات. أما بالنسبة إلى الفقراء فهم يحصلون على بطاقات تموينية لتزويدهم بالغذاء والوقود بخُمس الثمن، لكن الطبقة المتوسطة الأكثر تضرراً.

4 - بالنسبة إلى الشكوى من الحال، فهي جزء من صفات المصريين منذ عهد القدماء، ونعرف اننا مستهدفون من جهات عدة، ونأمل في إصلاح الأحوال وعلينا أن نتحمل في سبيل أن نصبح قوة عسكرية، حتى لا نكون فريسة للانقسام والضعف والطمع من أي جهة.

5 - كمتخصص في الاقتصاد، فإن للتضخم أسباباً كثيرة ومظاهر متعددة، لكن أؤكد لك أن مصر تسير في المسار الصحيح، ولا تخافي عليها فهي في أيدٍ وطنية بامتياز، وستكون الأحوال أفضل قريباً بإذن الله. مصر في طريقها القويم إلى التقدم والازدهار، ونحن نحب البحرين وشعبها، لوحدة المصير واللغة والدين والحضارة والثقافة.

والقيادة الرشيدة والحكيمة من تقرأ ما يقال، بعيون وطنية.

aalsaalaam@gmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي