No Script

ناصر المحمد: الفرانكوفونية استطاعت بجدارة تأكيد فكرة التواصل الحضاري بين الشعوب

تصغير
تكبير

اللغة الفرنسية تبهر مستمعيها بسحرها ورونقها وألوانها الخلاقة وإيقاعاتها الطربية

ايمون: دور مهم لمنظمة الفرانكوفونية في تعزيز السلام والديموقراطية واحترام حقوق الإنسان والتنمية المستدامة


أكد سمو الشيخ ناصر المحمد، أهمية ما قدمته الثقافة الفرانكفونية للإنسانية خلال تاريخها وبخاصة في مجالات الأدب والفلسفة والسياسية والفنون، مضيفا أن الفرانكوفونية واحدة من اللغات التي استطاعت بجدارة أن تؤكد فكرة التواصل الحضاري بين الشعوب، فهي من اللغات التي تبادلت المفردات والمعاني والصيغ مع غيرها وأثبتت قدرتها على الأخذ والعطاء والتبادل طوال تاريخها المديد.
وأشار في كلمته التي ألقاها باللغة الفرنسية، خلال احتفالية اليوم العالمي للفرانكفونية في منزل سفير كندا لويس بيير ايمون، مساء أول من أمس، بحضور عدد من الشيوخ والسفراء وكبار مسؤولي الدولة، إلى أن «اللغة الفرنسية كانت لغة عطاء بالنسبة لغيرها، فلقد اقتبس منها عدد كبير من الشعوب الآسيوية والأفريقية الكثير من مفرداتها واستخدموها في لغاتهم المحلية، وهو ما يظهر بشكل جلي في لهجاتنا العربية، التي أخذت من الفرنسية الكثير من مفرداتها، لنستخدمها في تفاصيل حياتنا المعاصرة».
ولفت إلى أنه أشار في كلماته خلال السنوات الماضية، إلى أن «الفرانكوفونية اليوم تختزن تاريخ وتجارب أمم في القارات المختلفة، ولم تعد اللغة الفرنسية ملكا خاصا للفرنسيين أو أداة للتعبير عن نتاجهم الثقافي، بل صارت لغة تعبر عن وجدان وثقافات شعوب أخرى في أميركا وأفريقيا وآسيا، وصارت مفرداتها وتراكيبها اللغوية مادة لتسجيل العواطف والأفكار والخواطر والمعارف بشكل أخاذ، من حيث الشكل والمضمون، بحيث تبهر مستمعيها بسحرها ورونقها وألوانها الخلاقة وإيقاعاتها الطربية المهمة».
وأضاف سمو الشيخ ناصر المحمد «لما كانت كلمتي اليوم تسلط الضوء على التمازج والتبادل الثقافي بين العربية والفرانكوفونية، فإنني أود أن أشير إلى الرواد الأوائل الذين كانوا قنطرة بين الثقافتين، من أمثال المستشرقين الكبار على شاكلة، انطوان دي ساسي وغوستاف لوبون وغاستون فييت وهنري دي بولانفلييه وريجيس بلاشير وجاك بيرك، والسويسري يوهان لودفيك بركهارت وغيرهم».
وذكر أن «هناك في الطرف الآخر من القنطرة عرب، أو من نشأ في بيئة عربية، لكنه اختار اللغة الفرنسية للتعبير عن أفكاره وأحاسيسه ووجدانه وخاصة من أبناء المدن الواقعة على حوض البحر الأبيض المتوسط من الضفة العربية، كبيروت والإسكندرية وتونس والدار البيضاء والجزائر، وجاءت أعمالهم لتنقل تفاعلهم مع واقعهم العربي من خلال اللغة الفرنسية، من أمثال ألبير قصيري وأندريه شديد وكاتب ياسين وطاهر بن جلون، أو من الذين اختاروا الغناء بالفرنسية ليعبروا عن أحاسيسهم الفنية، مثل ابن قسنطينة الجزائرية أنريكو ماسياس أو ابنة شبرا المصرية داليدا».
من جهته، قال السفير ايمون «كل عام، في 20 مارس، يحتفل العالم باليوم الدولي للفرانكفونية»، موضحا ان «الاحتفالات هذا العام تحمل عنوان (بالفرنسية من فضلك)»، مشيرا الى ان «هذا الشعار لا يستهدف فقط 300 مليون متحدث باللغة الفرنسية حول العالم، ولكن أيضاً كل من يرغب في اكتشاف لغة أخرى، فضلا عن الذين يساعدون في إثراء اللغة الفرنسية كل يوم بفضل تنوعهم الثقافي واللغوي».
ولفت الى ان «شعار هذا العام يدعم المتحدثين باللغة الفرنسية يتحدثون واحدة من ابرز لغات العالم ويجب عليهم ان ينتهزوا هذه الفرصة، كما يعني ان اللغة الفرنسية ملك لكل المتحدثين بها».
وأشار الى ان «اليوم الدولي للفرانكوفونية يوفر الفرصة للاحتفال بالالتزام باللغة الفرنسية والثقافة الفرانكوفونية الغنية والمتنوعة، ويساعد على تذكر الدور المهم الذي تلعبه منظمة الفرانكوفونية في تعزيز السلام والديموقراطية واحترام حقوق الإنسان والتنمية المستدامة، والمكانة المميزة التي تمنحها للنساء والشباب والضعفاء في عملهم».
وتابع «ان الاحتفال بيوم الفرانكفونية يعتبر فرصة لإظهار مدى فخرنا بالانتماء لمجتمع الفرانكفونية والذي يضم 88 دولة و61 عضواً و27 مراقباً، يمثلون أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 300 مليون متحدث باللغة الفرنسية».
واضاف «اللغة الفرنسية هي اللغة الخامسة الأكثر استخداماً في العالم واللغة الرابعة على الإنترنت، بالاضافة الى ان الفرنسية هي اللغة الرسمية في 32 دولة وحكومة، وفي أغلب المنظمات الدولية، كما يتعلمها كلغة أجنبية أكثر من 50 مليون شخص»، لافتا الى ان «اكثر من 100 دولة في الخمس قارات تحتفل باليوم العالمي للفرانكفونية».

أحمد الناصر: التحصيل العلمي لتعزيز المعرفة

كونا - شارك مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور أحمد الناصر أمس، كضيف شرف في فعاليات الاحتفالية التي أقامتها جامعة الكويت بمناسبة اليوم العالمي للفرانكوفونية، في مقر كلية الآداب.
وتخلل الحفل العديد من الفعاليات التي تعكس عمق الثقافة الفرنسية، وما تقدمه للانسانية، عبر تواصلها الحضاري في تاريخها العريق، بالإضافة إلى معرض للصور والكتب الأدبية والتاريخية.
ووجه الناصر كلمة للطلبة، حضهم خلالها على مواصلة بذل الجهد في التحصيل العلمي وتعزيز المكتسبات المعرفية، بالمزيد من الأبحاث، والاطلاع على الدراسات المتقدمة كل في مجاله.
ودعاهم إلى أن يضعوا الكويت نصب أعينهم وأن يستمروا في عطائهم لخدمة الوطن الغالي الذي لم يقصر في دعم التعليم وتوفير كل السبل في دعم الطلبة ونشر العلم والمعرفة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي