No Script

«الكويت المسرحي19» أرخى ستائره على «خشبة الدسمة»

«وحش طوروس» يغفو بداخلنا ... ويصحو وقت الشدة

تصغير
تكبير

أسدل الستار - أول من أمس - على العروض الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي19، حيث كان «وحش طوروس» لفرقة المسرح الشعبي مسك ختام المهرجان، الذي انطلقت فعالياته في التاسع عشر من شهر ديسمبر الجاري على مسرح الدسمة، تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
شهد العرض، حضور حشد جماهيري غفير، تقدمته قيادات المجلس الوطني للثقافة وأعضاء اللجنة المنظمة للمهرجان، بالإضافة إلى كوكبة كبيرة من المسرحيين والأكاديميين وضيوف المهرجان، من فنانين وإعلاميين ونقاد. فضلاً عن حضور جمع من محبي المسرح.
«وحش طوروس» من إعداد وإخراج يوسف الحشاش، تمثيل كل من محمد صفر وفاطمة الطباخ وسارة رشاد وعثمان الشطي إلى جانب ضيف المسرحية يعقوب عبدالله، ديكور وأزياء أسماء عيسى وموسيقى ومؤثرات جاسم عبدالسلام ومساعد المخرج علي البلوشي.
 تدور فكرة المسرحية، حول وحش صغير يغفو بداخلنا ويصحو وقت الشدة، وحين يكون الإنسان في زمن الوعي واللاوعي ويسير على هذا النهج. فلكل منا جانب مظلم في حياته لا يبان إلا في فترات وأزمنة معينة.
وتميز العرض بسرعة الإيقاع، وكثافة الأحداث، كما نجح المخرج يوسف الحشاش في إيصال رسالته بدقة بالغة، من خلال حبكته الدرامية. أيضاً لا نغفل عن وجود فنانين متمكنين في المسرح الأكاديمي شاركوا في العرض، ولم تكن البطولة مطلقة أو لأسماء بعينها بل كانت شبه جماعية، لممثلين لهم بصمة واضحة على خشبة المسرح في الكثير من الأعمال السابقة، على غرار ضيف الشرف يعقوب عبدالله وفاطمة الطباخ ومحمد صفر ومخرج العرض يوسف الحشاش الذي شارك في التمثيل إلى جانب الآخرين، ممن بذلوا جهداً كبيراً بالأداء.
أما السينوغرافيا فقد عبّرت بوضوح عن كل حدث، من خلال قطع الديكور الموجودة على الخشبة، في حين بدت الموسيقى التصويرية متناغمة مع الإضاءة، عطفاً على بقية الكماليات المسرحية التي جرى توظيفها بصورة متقنة للغاية، وهو ما تجلى خلال العرض المسرحي.

الندوة التطبيقية
أعقبت العرض، ندوة تطبيقية لمسرحية «وحش طوروس» في صالة الندوات بمسرح الدسمة، أدارها الفنان البحريني عبدالله ملك، بحضور المُعقّب علاء الجابر ومُعد ومُخرج المسرحية يوسف الحشاش.
وتحدث الجابر في مستهل تعقيبه على العرض، قائلاً:«إن المخرج يوسف الحشاش شجاع جداً، لأن النص الذي تناوله محفور في ذاكرة الجميع، حيث تم تناوله في العديد من الأفلام السينمائية وأحداثه معروفة». وتابع:«هناك نقطة مهمة لفتت انتباهي، حيث قرأت في (بروموشن) المسرحية كلمة إعداد، وهنا ينبغي التنويه إلى أن النص المسرحي لايُعد، فهو ليس برواية أو قصة حتى نقوم بإعدادها، وأتمنى أن يعرف ذلك جيداً الشباب الذين يشتغلون في المسرح». مشيداً بالسينوغرافيا المستخدمة لهذا العرض، «لأن مصممتها أسماء عيسى كانت على قدر من الإمعان في تفاصيل النص، وتم توظيفها بشكل جمالي جيد من قبل المخرج الحشاش، بالإضافة إلى الإضاءة والأزياء التي كشفت عن ملامح الأشرار في هذا العرض، من خلال الخيوط السوداء الموجودة. كذلك الحال بالنسبة إلى ملابس البطل، الذي لم نرَ أي خيط أو بقعة على ثيابه، لأنه شخص مسكين ومغلوب على أمره».
بعد ذلك فُتح باب المناقشة والمداخلات، وكان أبرزها مع الفنان عبدالناصر الزاير، الذي وجه التحية لفرقة المسرح الشعبي، مؤكداً أن قائد العرض يوسف الحشاش من المخرجين المميزين، «وبأنه استطاع أن يقدم عمل مرسوم بالمسطرة والقلم».
أما الدكتور سيد علي إسماعيل، فقال:«لم أجد أي خطأ في العمل، كما أتوقع أنه في المستقبل القريب سيترك بصمة مهمة في عروض المهرجان».
في حين، ألمح الدكتور محمود سعيد إلى أن اختيار المعد والمخرج يوسف الحشاش لهذا النص محفوف بالمخاطر، «وهي مغامرة يشكر عليها، ولكن هناك عبارات جميلة ومفردات رائعة لا أدري لماذا أغفل عنها المخرج ولم يبرزها لنا، خصوصاً أنها تحمل في ثناياها إجابات على تساؤلات كثيرة في النص!».
الدكتورة جميلة الزقاي، قالت:«إن العرض ارتكز على السيكودراما - انفصام الشخصية - ووفق بها مخرج العمل وفريقه إلى حد كبير، كاد يصل لمرحلة التكامل»، موضحةً أن الإبداع المسرحي لايخضع إلى لعبة التضاد، انطلاقا من الراوي وكسر الحاجز الرابع، مطالبة بالتدقيق اللغوي في المرة المقبلة.
ووصف الناقد البحريني يوسف الحمدان الاشتغالات التي أجراها يوسف الحشاش من خلال عرضه بالساحرة لأبعد الحدود، «وهذا يدل على أننا أمام مخرج فاهم لأدواته بالشكل الصحيح». مثنياً على أداء الممثل محمد صفر بالإضافة إلى السينوغرافيا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي