No Script

نتنياهو «الخائب» من ردود الفعل الدولية على «وثائقه» عن «النووي»: لا نريد حرباً

واشنطن: المعركة بين إيران وإسرائيل في سورية على رأس لائحة احتمالات المواجهات... حول العالم

u0646u062au0646u064au0627u0647u0648 u062eu0644u0627u0644 u0639u0631u0636u0647 u0623u0631u0634u064au0641 u0648u062bu0627u0626u0642 u00abu0627u0644u0646u0648u0648u064a u0627u0644u0625u064au0631u0627u0646u064au00bb tt(u0631u0648u064au062au0631u0632)
نتنياهو خلال عرضه أرشيف وثائق «النووي الإيراني» (رويترز)
تصغير
تكبير

لا تفاعل أوروبياً
أو من «الوكالة الذرية»
مع معلومات تل أبيب

تقديرات بأن نتنياهو
مهّد الطريق لترامب
لإسقاط «النووي»

إيران تندد بـ «مسرحية» نتنياهو: هذا الصبي كالراعي الكذاب واتهاماته مُبتذلة ومُعيبة

«الوكالة الذرية»: لا مؤشر له مصداقية عن أنشطة إيرانية لتطوير قنبلة نووية بعد 2009

«الأوروبي»: الاتفاق مبني على التزامات لا فرضيات نوايا وما قدمه نتنياهو يدفع للتمسك به

عواصم - وكالات - خيّب المجتمع الدولي آمال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتقليل من أهمية ما عرضه من معلومات ووثائق، في مؤتمره الصحافي ليل أول من أمس، معتبراً أنها «أدلة قاطعة» على وجود خطة سرية يمكن لإيران تفعيلها في أي وقت لامتلاك القنبلة الذرية.
فباستثناء الولايات المتحدة التي ساندت نتنياهو وتبنَّت ما أعلنه، لم تُبدِ الدول الأوروبية اهتماماً بالوثائق والمعلومات (التي أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها ليست جديدة)، إلى حد أن بعضها اعتبر أن ذلك يؤكد ضرورة إبقاء الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الكبرى في يوليو 2015، والذي يهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإسقاطه بحلول 12 مايو الجاري.
وفيما نفت إيران بشكل قاطع ما ذهب إليه نتنياهو واصفة إياه بـ«الصبي» و«الراعي الكذاب»، سارع الأخير إلى التأكيد، أمس، أن إسرائيل لا تسعى إلى حرب مع إيران، بعدما أثار كلامه أول من أمس مخاوف كبيرة في المنطقة من مواجهة كهذه، لكن مسؤولين أميركيين كان لهم رأي مغاير.


وقال المسؤولون إن إسرائيل تستعد على الأرجح لعمل عسكري في مواجهة إيران، وتسعى للحصول على المساعدة والدعم من واشنطن.
وأوضحوا أن الغارة الجوية الإسرائيلية على مدينة حماة السورية يوم الأحد الماضي، أسفرت عن مقتل 24 جندياً إيرانياً واستهدفت أسلحة تم تسليمها في الآونة الاخيرة من إيران «وهي أحدث علامة على أن إسرائيل وإيران تقتربان من حرب مفتوحة».
وقال مسؤول أميركي كبير في تصريح لـ»ان بي سي»: «في لائحة الاحتمالات للهجوم المباشر في كافة أنحاء العالم، فإن المعركة بين إسرائيل وإيران في سورية هي على قمة اللائحة في الوقت الحالي».
وكشف 3 مسؤولين أميركيين ان مقاتلات إسرائيلية من طراز «أف 15» ضربت مدينة حماة بعد أن سلّمت إيران أسلحة إلى قاعدة تضم عناصر من «اللواء 47» الإيراني، بما في ذلك صواريخ أرض - جو، بالإضافة إلى مقتل 20 من القوات هناك ومن بينهم ضباط، فضلاً عن إصابة 30 آخرين.
وأضاف المسؤولون: «يزداد قلق إسرائيل من نفوذ إيران في سورية المجاورة، وفي الوقت الذي تُدير فيه روسيا الحرب الجوية لسلاح الجو السوري، فإن إيران تُدير الآن الحرب البرية، وذلك مع وجود الجيش الإيراني في كل قاعدة روسية وسورية رئيسية في البلاد».
ووفقاً للمسؤولين الأميركيين فإنه خلال الأسبوعين الماضيين، قامت إيران بزيادة رحلات الشحنات العسكرية إلى سورية، المزودة بأسلحة وإمدادات إضافية، مثل الأسلحة الصغيرة والذخيرة وصواريخ «أرض جو»، التي يُعتقد أنها تهدف إلى دعم القوات البرية الإيرانية في ضرب إسرائيل.
وفي السياق نفسه، رد نتنياهو في مقابلة مع قناة «سي إن إن»، أمس، على سؤال عما إذا كانت إسرائيل مستعدة لحرب مع إيران، بالقول: «لا يسعى أحد وراء مثل هذا التطور. إيران هي التي تُغيّر القواعد في المنطقة».
وبشأن توقعاته لما سيفعله ترامب، قال نتنياهو في تصريحات لشبكة «فوكس نيوز»: «أثق في حكمه. سيفعل الأمر الصحيح»، مشيراً إلى أن الاتفاق النووي يحتاج إلى «تعديل كبير» لكن ترامب ينبغي أن يتخذ هذا القرار.
وتزامناً، قال مسؤول إسرائيلي كبير إن نتنياهو أبلغ ترامب بما يمتلك من أدلة ووثائق عن وجود برنامج سري إيراني للأسلحة النووية، خلال اجتماعهما في واشنطن في الخامس من مارس الماضي، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي وافق على أن تعرض إسرائيل الأدلة قبل 12 مايو.
وأشار المسؤول إلى أن إسرائيل أبلغت الصين وروسيا أيضاً بالمعلومات الخاصة بإيران، وأنها من المقرر أن تستضيف خبراء من بريطانيا وألمانيا وفرنسا للتحقق منها.
ويبدو أن العرض الذي قدمه نتنياهو، وكان بالإنكليزية في المجمل تقريباً، بمثابة مقدمة إسرائيلية لانسحاب ترامب من الاتفاق.
وفي هذا السياق، قال تساحي هنغبي، وهو وزير التنمية الإقليمية وأحد المقربين من نتنياهو، إن العرض الإسرائيلي كان يهدف لإعطاء ترامب مبرراً للخروج من الاتفاق.
وأضاف: «في 12 يوماً، ستنكشف دراما كبيرة. سينسحب الرئيس الأميركي على الأرجح من الاتفاق. ما فعله رئيس الوزراء الليلة الماضية هو أنه أمدّ ترامب بالذخيرة في مواجهة السذاجة والعزوف الأوروبيين في ما يتعلق بإيران».
وفي فيينا، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لا تملك «أي مؤشر له مصداقية عن أنشطة في إيران على ارتباط بتطوير قنبلة نووية بعد العام 2009».
وقال ناطق باسمها في بيان إن هيئة حكامها «أعلنت إنهاء النظر في هذه المسألة» بعد تلقيها تقريراً بهذا الصدد في ديسمبر 2015.
واضاف من دون الإشارة إلى إعلان نتنياهو إن الوكالة «تدرس كل المعلومات المتوافرة والمرتبطة بالضمانات. غير أنه ليس من عادتها أن تناقش علناً مسائل متعلقة بأي معلومات من هذا النوع».
وأشارت الوكالة الى معلومات عن نشاط نووي قبل 2009، موضحة في بيانها انه «قبل نهاية 2003 كان هناك هيكل تنظيمي في ايران ملائم لتنسيق عدد من الأنشطة المتعلقة بتطوير قنبلة نووية».
وفي بروكسيل، اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني أن ما أعلنه نتنياهو لا يدفع الى التشكيك باحترام طهران للاتفاق النووي.
وقالت «يجب علينا تقييم تفاصيل تصريح رئيس الوزراء»، مشددة على أهمية الحصول على تقييم لهذه التصريحات من قبل الوكالة الدولية التي تعتبر «المنظمة الدولية الوحيدة المحايدة والمكلفة مراقبة التزامات ايران النووية».
وأشارت موغيريني إلى أن الاتفاق النووي «ليس مبنياً على فرضيات نوايا حسنة أو ثقة»، إنما «هو مبني على التزامات ملموسة وآليات تحقق صارمة للوقائع، تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية» التي تشير تقاريرها الى أن «ايران احترمت تماماً التزاماتها».
من جهته، اعتبر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن ما أعلنه نتنياهو «حول ما قامت به ايران في الماضي من أبحاث حول الاسلحة النووية يظهر سبب حاجتنا الى الاتفاق حول النووي الايراني. ان الاتفاق مع ايران لا يستند الى الثقة بل الى عمليات تحقق».
وإذ شدد على «اهمية الحفاظ على القيود» التي تضمنها الاتفاق، أكد في بيان ان «هذه التدابير على صعيد عمليات التحقق... تجعل قيام ايران مجددا بعمليات ابحاث مماثلة، عملية اكثر صعوبة».
وأضاف «إنه سبب آخر جيد للحفاظ على الاتفاق، في موازاة تطويره، بهدف أخذ القلق المشروع للولايات المتحدة وحلفائنا الآخرين في الاعتبار».
وفي موقف مماثل، اعتبرت فرنسا، في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، أن ما أعلنه نتنياهو يعزز أهمية الابقاء على الاتفاق النووي، بيد أنها اعتبرت في الوقت نفسه، أن «المعلومات الجديدة التي قدمتها إسرائيل يجب دراستها بشكل معمق ويمكن أيضاً أن تؤكد ضرورة الضمانات الطويلة الامد حول البرنامج الايراني،التي سبق وان اقترحها رئيس الجمهورية» إيمانويل ماكرون.
واضافت ان المعلومات الاسرائيلية «تؤكد أن قسماً من البرنامج النووي الايراني، كما أعلنت عن ذلك فرنسا وشركاؤها منذ صيف 2002، لم يكن لأهداف مدنية».
وفي برلين، قال ناطق باسم الحكومة الألمانية إن بلاده «ستدرس وتحلل» المعلومات التي قدمتها إسرائيل، مؤكداً أن الاتفاق النووي يشمل «نظام مراقبة دقيق وعميق».
وحدها أميركا أبدت اهتماماً أكبر بما قدمه نتنياهو، إذ قال وزير خارجيتها مايك بومبيو إن هذه الوثائق «حقيقية وأصلية» وغالبيتها جديد بالنسبة إلى الخبراء الأميركيين.
كما اعتبر البيت الأبيض، في بيان، أن المعلومات التي قدمتها اسرائيل توفر «تفاصيل جديدة ومقنعة» بشأن جهود إيران لصنع «أسلحة نووية يمكن إطلاقها عن طريق صواريخ».
في المقابل، اعتبرت وزارة الخارجية الايرانية، في بيان، أن تصريحات نتنياهو هي صنيعة شخص «مدمن على الكذب ويفتقر الى الأفكار»، وان الاتهامات «المبتذلة وغير المجدية والمعيبة» تصدر من «قادة صهاينة لا يرون وسيلة لضمان بقاء نظامهم غير الشرعي سوى تهديد الآخرين باستخدام الخدع ذاتها».
وإذ وصفت ما قام به بـ«المسرحية الهزلية»، أضافت «الخارجية» في بيانها «يجب أن يفهم نتنياهو والنظام الصهيوني السيئ السمعة قاتل الأطفال أن الرأي العام العالمي متعلم ويتمتع بما يكفي من الحكمة» لعدم تصديق مثل هذه التصريحات.
وكان وزير الخارجية محمد جواد ظريف رفض ليل اول من امس «ادعاءات» نتنياهو «الكاذبة»، وكتب على موقع «تويتر» إن «هذا الصبي لا يستطيع أن يكف عن الكذب على غرار الراعي الكذاب».
وفي موقف جديد أمس، رأى ظريف أن نظيره الاميركي يدلي بتصريحات متناقضة حول ايران.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي