No Script

تركيا تقصف قوات موالية لدمشق بعد دخولها عفرين

الغوطة تغرق بدماء أبنائها

تصغير
تكبير

دمشق، أنقرة - وكالات - غرقت الغوطة الشرقية لدمشق بدماء أبنائها مع سقوط أكثر من 200 قتيل ومئات الجرحى، جراء القصف الجوي والصاروخي المكثف من قوات النظام السوري على المدن والبلدات المحاصرة منذ نحو 5 سنوات.
ومنذ مساء الأحد الماضي، تصاعد القصف على معظم مدن وبلدات الغوطة الشرقية حيث يعيش نحو 400 ألف مدني، بوتيرة عنيفة غير مسبوقة منذ نحو 3 سنوات، مع حشد النظام قواته لاجتياحها بعد حصوله على «ضوء أخضر» روسي، وفقاً لمراقبين.

الغوطة
وأمس، سقط ما لا يقل عن 77 مدنياً بينهم 13 طفلاً على الأقل جراء القصف على مناطق عدة في الغوطة، غداة يوم دموي حصد نحو 127 قتيلاً بينهم 39 طفلاً ومئات الجرحى، وهو أكبر عدد من الضحايا خلال يوم واحد في المنطقة منذ مطلع العام 2015، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأكد اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية، وهو تحالف لوكالات دولية يمول مستشفيات في سورية، أن قنابل أصابت خمسة مستشفيات في الغوطة، أول من أمس.
وأمضت عائلات اليومين الماضيين تحت الغارات والقذائف تبحث عن أفرادها تحت الركام وفي المستشفيات التي اكتظت بجثث القتلى وبالمصابين، وبينهم عدد كبير من الأطفال، فيما تفتقر هذه المستشفيات إلى الكثير من الأدوية والعلاجات والمستلزمات الطبية والتجهيزات.
وأفاد ناشطون وصحافيون عن دوي غارات وقصف طيلة يومي أمس وأول من أمس، فيما لم تفارق الطائرات أجواء المنطقة. وقالوا إن العائلات تعيش وسط حالة من الرعب والخوف وتتجمع في الأقبية والطوابق السفلية.
واستهدفت غارة، أمس، وفق المرصد، بلدة مسرابا ما أدى الى مقتل ثلاثة مدنيين بينهم طفل وإصابة 20 آخرين بجروح.
وفي مستشفى بمدينة عربين، قال طبيب عرف عن نفسه باسم «أبو اليسر» إن «19 فبراير كان من أسوأ الأيام التي مرت علينا في تاريخ الأزمة الحالية».
وتحدث عن حالة مؤثرة عاينها قائلاً: «وصلنا طفل يبلغ عاماً واحداً. كانت بشرته شديدة الزرقة وبالكاد قلبه ينبض. وبينما كنت أفتح فمه لأضع له أنبوباً (للتنفس)، وجدته محشواً بالتراب، بعدما تم سحبه من تحت الأنقاض».
ويضيف بتأثر شديد: «أخرجت التراب سريعاً من فمه ووضعنا له الأنبوب لكنه لم يقوَ على التنفس جيداً لأن التراب كان قد وصل إلى داخل رئتيه. عندها قمنا بسحب التراب من رئتيه وبدأ بعدها بالتنفس تدريجياً».
ويروي تفاصيل حالة أخرى قائلاً إنه «تم إسعاف سيدة حامل في الشهر السابع إلى المستشفى، بعد نقلها من مدينة حمورية وهي تعاني من نزف دماغي حاد جراء إصابتها، لكنها توفيت متأثرة بجروحها ولم نتمكن من إنقاذ الطفل الذي في بطنها».
وقال مراسلون لوكالة «فرانس برس» في الغوطة الشرقية بعد جولة على عدد من المستشفيات، إن الأسرّة لم تعد تتسع للجرحى الذين افترشوا الأرض. ونقلوا عن أطباء إن غرف العمليات ممتلئة طيلة ساعات النهار.
وأوضح المرصد السوري أن التصعيد جاء بعد فشل مفاوضات بين نظام بشار الأسد وبعض فصائل المعارضة لتسوية في المنطقة.
واضاف ان «جيش الاسلام»، أبرز فصائل الغوطة، تصدى أمس لمحاولة تقدم قامت بها قوات النظام السوري في منطقة المرج الواقعة جنوب دوما.
في المقابل، ذكرت وسائل إعلام سورية حكومية أن قذائف «مورتر» أطلقها معارضون في الغوطة سقطت على دمشق، أمس، مما تسبب في مقتل اثنين وإصابة آخرين، غداة سقوط قتيل في قصف مماثل.

عفرين
من جهة أخرى، استهدفت المدفعية التركية، أمس، قوات موالية لدمشق بعد دخولها إلى منطقة عفرين في شمال غربي سورية.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «قوات النظام التركي استهدفت بالمدفعية أماكن وجود القوات الشعبية لدى وصولها الى منطقة عفرين»، في وقت ذكرت وسائل إعلام تركية أن أنقرة أطلقت «نيرانا تحذيرية» باتجاه هذه القوات.
من جهتها، أعلنت «وحدات حماية الشعب الكردية»، في بيان، أن القوات دخلت بناء على طلب الأكراد وأنها ستتنتشر في المنطقة الحدودية مع تركيا.
وقال الناطق الرسمي باسم «الوحدات» نوري محمود، في بيان، «لبّت الحكومة السورية الدعوة واستجابت لنداء الواجب وأرسلت وحدات عسكرية هذا اليوم الثلاثاء (أمس) للتمركز على الحدود والمشاركة في الدفاع عن وحدة الأراضي السورية وحدودها».
وأورد الاعلام الرسمي السوري أن هذه القوات «ستنخرط في مقاومة العدوان التركي» في إطار «دعم الاهالي والدفاع عن وحدة أراضي سوريا».
وبث التلفزيون السوري الرسمي بشكل مباشر من منطقة عفرين صور دخول «القوات الشعبية» الموالية للنظام. وأظهرت الصور عدداً من المقاتلين وهم يدخلون المنطقة بعتادهم العسكري واسلحتهم.
وكان مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن أشار الى دخول «مقاتلين بالمئات» إلى المنطقة بعد ظهر اول من امس.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن في وقت سابق، ظهر أمس، أن قوات بلاده ستحاصر خلال أيام مدينة عفرين، حيث دخلت عملية «غصن الزيتون» التي أطلقتها أنقرة في 20 يناير الماضي، شهرها الثاني.
وقال في خطاب ألقاه أمام أعضاء حزبه في البرلمان، «خلال الأيام المقبلة، وبشكل سريع، سنحاصر مركز مدينة عفرين»، مشيراً إلى أنه بذلك «سيتم قطع المساعدات الخارجية للمنطقة والمدينة، ولن تتوافر للتنظيم الإرهابي سبل التفاوض مع أحد»، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تسيطر على المنطقة وتعتبرها أنقرة تنظيماً إرهابياً، فيما تشكل العمود الفقري لـ«قوات سورية الديموقراطية» (قسد) المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش».
وبالرغم من اعتراف أنقرة بسقوط 32 جندياً، فهي تؤكد أن الهجوم يجري «كما هو متوقع».
وفي تصريحات إلى الصحافيين بعد خطابه في البرلمان، أعلن أردوغان أن تركيا أحبطت نشراً محتملاً لقوات النظام السوري في عفرين، بعد محادثات هاتفية أجراها أول من أمس مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني.
وقال في هذا السياق، «تم إيقاف (الانتشار السوري) بشكل جاد بالأمس... لقد تم إيقافه».
ورداً على سؤال عما إذا كان نشر القوات توقف بعد محادثات مع بوتين روحاني، قال أردوغان «نعم لقد توقف بعد هذه المحادثات».

«يونيسيف»: لا كلمات لوصف المأساة

عمّان - ا ف ب، رويترز - أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، في بيان مقتضب أمس، أنه ليس هناك من كلمات يمكنها أن تنصف الأطفال القتلى في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق.
وجاء البيان على ورقة بيضاء فارغة تحمل عنوان «خسائر بشرية ضخمة»، ما يدل على ما يشعر به مسؤولو المنظمة من أسى تجاه الأوضاع المأسوية في الغوطة الشرقية المحاصرة منذ العام 2013.
ونقل البيان جملة واحدة عن المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة خيرت كابالاري يقول فيها انه «ليس هناك كلمات بإمكانها أن تنصف الأطفال القتلى وأمهاتِهم وآباءَهم وأحباءَهم».
وتُركت بعد هذه العبارة في البيان عشرة أسطر فارغة بين علامتي تنصيص، في إشارة إلى عدم وجود نص. وجاء في هامش تفسيري أسفل الصفحة «تصدر (يونيسيف) هذا البيان الخالي من الكلمات. لم يعد لدينا كلمات لوصف معاناة الأطفال وغضبنا... هل ما زال لدى من يتسببون في هذه المعاناة كلمات تبرر أعمالهم الوحشية؟»
من جهته، قال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سورية بانوس مومتزيس، في بيان، ان استهداف المدنيين في الغوطة «يجب أن يتوقف حالاً»، في وقت «يخرج الوضع الانساني عن السيطرة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي