No Script

«ماكو دخان»... عبارة تشعل سوق السجائر السوداء!

No Image
تصغير
تكبير

المستهلكون يضطرون
لدفع سعر أعلى
من الزيادة الأخيرة


إذا رغبت في شراء السجائر، ولم تجدها في البقالة، أو بالجمعيات التعاونية، أو حتى في الأسواق الكبرى، فلا تكترث كثيراً، فبإمكانك الحصول عليها بسهولة في «السوق السوداء»، لكن عليك أن تقبل بدفع سعر أعلى من الذي أقرته الشركات المعنية قبل نحو أسبوعين.
واشتكى مدخنون من أنهم بعدما راجعوا البقالات خلال الأيام الماضية وتأكدوا من خلوها تماماً من السجائر، نجحوا في الحصول عليها من باعة متجولين في الشارع.
وأكد عدد من هؤلاء أنه عُرض عليهم الحصول على «الكروز» الواحد مقابل 10 دنانير، رغم أن السعر الجديد الذي أقره الوكيل بعد الزيادة يقدر بـ 9 دنانير فقط، موضحين أنهم قبلوا بهذا السعر، مخافة من احتمال ارتفاعه مجدداً، خصوصا أن الكمية حسب وصف هؤلاء الباعة محدودة، وقابلة للنفاذ في أي وقت.


وأوضحوا أن الباعة يأتون للزبون بالسجائر من إحدى البنايات المجاورة، بعد الطلب منه الانتظار لدقائق حتى يجلبوا بضاعتهم، مؤكدين أن السوق شهد خلال الأيام الماضية حالة «تعطيش» واسعة، شاركت فيها الجمعيات والأسواق والبقالات من دون قصد، بعد أن توقفت عن بيعها.
ووجدت غالبية منافذ البيع نفسها أمام إشكالية كبيرة، فإما زيادتها للأسعار استقامة مع لائحة الوكيل التي تعدلت صعوداً، ومن ثم التعرض للمخالفة من وزارة التجارة والصناعة، وإما الاستمرار في بيعها بالسعر القديم نفسه، وبالتالي بيعها بخسارة.
وللخروج من هذه الحلقة المفرغة، قررت غالبية المنافذ التوقف عن بيع السجائر، ما أدى إلى نشوء سوق سوداء بات تجارها يحصلون بكل سهولة على السلعة من الوكيل، ويقومون بتصريفها على الزبائن، مستغلين حال البحث الجماعي التي ظهرت بقوة.
من ناحيتها، أكدت مصادر رقابية أن «التجارة» مستمرة في إحكام قبضتها على السوق، إذ إنها لا تستطيع التفريط في حقوق المستهلك، مشيرة إلى أن حملتها على الجهات المخالفة نجحت في تقويض جهود الوكيل الذي كان يرغب في رفع أسعار السجائر من دون مراجعة الوزارة.
ولفتت المصادر إلى أن حملة الوزارة الرقابية بدأت مع منافذ بيع السجائر، لكنها ستتسع الآن لتشمل السوق السوداء، منوهة بأن تحركاتها في هذا الخصوص ستتضمن أكثر من جهة بينها «البلدية» و«الداخلية»، باعتبار أن بيع أي سلعة من دون ترخيص يعد مخالفة قانونية.
أما اتحاد الجمعيات الاستهلاكية، فيبدو انه ملتزم بتوجيهات الوزارة التي تقضي بوقف أي زيادة في أسعار السجائر ومشتقاتها، دون مبرر قانوني يثبت زيادة صحة أو أحقية قرار رفع الأسعار، إذ لا تزال الأسعار موحّدة في جميع الجمعيات، لكن في الوقت نفسه فإن المنتج المطلوب غير متاح للبيع، ما يزيد الفرصة أمام البعض في استغلال الموقف وزيادة أسعاره.
يذكر أن رئيس الاتحاد علي الكندري أكد في وقت سابق أن«الجمعيات»يحمل على عاتقه مسؤولية عدم الإضرار بأي مواطن، وحمايته من استغلال بعض التجار والشركات في ما يخص أي ارتفاعات مصطنعة، لافتا إلى أن من أهداف الاتحاد السعي بكل الطرق والأساليب الممكنة لحل المشاكل والأخطاء التي قد توجد في أي من الجمعيات الأعضاء.
وأمام هذه الإشكالية، أكدت المصادر صعوبة مواجهة نشوء سوق سوداء للسجائر من خلال المساهمة في زيادة«تعطيش» السوق، معتبرة أنه إذا استمر وكيل المنتج على رأيه والوزارة متمسكة بموقفها الرقابي، فلن يجد المستهلك ملجأ لشراء سلعته سوى السوق السوداء، ما يرجح تعرض هذه السلعة إلى مزيد من الزيادات المجنونة خلال الأيام المقبلة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي