No Script

حوار / أبرزها الغبار والغيوم التي تحجب الضوء وعدم وجود قانون ينظم الاستفادة منها

الطاقة الشمسية في الكويت... عوائق مناخية وتشريعية

u0623u0633u0627u0645u0629 u0627u0644u0635u0627u064au063a
أسامة الصايغ
تصغير
تكبير

أسامة الصايغ لـ «الراي»:
- نبحث مع القطاع النفطي استخراج النفط باستخدام مجمعات شمسية حرارية

- طبيعة الطاقة الشمسية تحتاج الأراضي الفسيحة التي لا يكون بها أي تظليل

- المنزل الشمسي يحتاج مساحة على الأقل 60  متراً مربعاً متكاملة غير مقطعة ولا مظللة

- «الشقايا» في المرحلة الأولى ستوفر سنوياً من 250  إلى 300 ألف برميل نفط

- المستثمر يستطيع أن يفتتح شركته الخاصة لتأجير أسطح المنازل وتركيب ألواح شمسية وبيع الطاقة


تشهد الطاقات المتجددة، في الآونة الأخيرة، نمواً ملحوظاً في معظم دول العالم المتقدمة التي تجد فيها سبيلاً لتوفير استهلاك النفط والغاز والتقليل من انبعاثاتها الكربونية في البيئة، ولكن هل فكر أصحاب المنازل والمباني يوما بتوفير 10 في المئة من فاتورتهم، بالإضافة لبيع الفائض من طاقتهم في آن معاً؟
المدير التنفيذي لمركز أبحاث الطاقة والبناء في معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور أسامة الصايغ، أكد في حوار مع «الراي»، إمكانية ذلك، بيد أنه لفت إلى أن عدم وجود تشريع قانوني يدعم الفكرة ويشجعها يسهم في استمرار إجهاضها.
وتحدث الصايغ عن توفير آلاف فرص العمل في حال استثمار الدولة في الطاقة الشمسية، مؤكداً أن تكنولوجيا الطاقة الشمسية ستصبح بأسعار تنافسية مستقبلاً في الكويت، مشجعاً المستثمرين والمواطنين على وضع الألواح الشمسية على أسطح مبانيهم ومنازلهم.
وعن مدى توفير الاستثمار في الطاقة الشمسية فرص عمل، قال الصانع إنه سيوفر فرص عمل على محورين، في المحطات المركزية والتي تكون على سبيل المثال كما مجمع الشقايا للطاقات المتجددة، بحيث تكون محطة مركزية موصلة على الشبكة وتوزع على كل شبكة الكويت، وفرصا تجارية تأتي من الأعمال المساندة، كالحدادة والتوصيلات الكهربائية والعدادات، لأن أي نظام يحتاج إلى دعم وصيانة. أما المحور الثاني فيكون نظام الطاقة الموزع على أسطح المنازل والمباني ومواقف السيارات، والذي سيوفر فرص عمل على مستوى المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وفي ما يلي نص الحوار:

? ما المقصود بالطاقة الشمسية؟
- الطاقة الشمسية لها صورتان هما الضوء والحرارة، فهناك تكنولوجيا تستغل الضوء بتحويله إلى طاقة كهربائية بشكل مباشر، باستخدام مواد معينة تحفز عندما يسقط الضوء عليها، وتولد إلكترونات تنتقل من موجب إلى سالب. أما الجانب الحراري فهو استغلال الحرارة باستخدام مجمعات أو مرايات تجمع الحرارة وتعكسها على نقطة معينة لرفع درجة حرار سائل ما.
? ما المكونات المطلوبة لصنع نظام تحويل الطاقة الشمسية إلى كهربية؟
تحويل الضوء إلى كهرباء بشكل مباشر الأساس فيها السيليكون، ولكن بمواصفات خاصة، والسيليكون بطبيعته يعتبر شبه موصل، وله خاصية الإيجابية والسلبية فيها، بحيث يحفز بسقوط الضوء عليه، أما في التطبيقات الحرارية تدخل مواد مختلفة مثل المرايات وأنابيب يدخل جميع أنواع الصلب فيها من حديد وستيل، ومواد تنقل الحرارة من سوائل وزيوت.
? ما أبرز المعوقات التي تقف في طريق استعمال الطاقة الشمسية؟
- الطاقة الشمسية طاقة متقطعة غير مستمرة، فهي متوافرة لتوليد الكهرباء نهارا فقط، كما أن حالة الطقس (من غيم وغبار وغير ذلك) تؤثر في عملية الإنتاج لأن انخفاض الضوء يعني انخفاض الطاقة الكهربائية، ولذلك نرى عملية عدم الاستقرار، وهذا الأمر في إنتاج الكهرباء يعتبر عائقا وتحديا، لأن الشبكة الكهربائية يجب أن تكون مستقرة على مستوى «فولتية» وتردد معين وليس على مستوى متذبذب. وهذا التحدي يمكن التخفيف من أثره بواسطة تكنولوجيا تخزين الطاقة.
? ما أهم المشاكل التي ستواجهونها في حال تم استخدام الطاقة الشمسية؟
- عندما نناقش الطاقة الشمسية، يجب ألا نناقشها كأنها نظام مستقل، فهذا النظام لن يعمل وحيدا بمنأى عن بقية الأنظمة، نظام الطاقة الشمسية يجب أن يكون عنصرا من أحد عناصر نظام الطاقة بشكل عام، فهو عنصر موفر للوقود المستخدم في توليد الكهرباء يخفف من استهلاك النفط والغاز وبالتالي يخفف من الانبعاثات الكربونية.
وفي المنظور الحالي، لا نستطيع القول إننا مستقبلا نستطيع الاعتماد على استخدام نظام الطاقة الشمسية بنسبة 100 في المئة، فهناك نظم أخرى مساندة سواء نفط أو غاز أو نووي، أو مصادر وقود أخرى، وعليه يجب ألا يعزل نظام الطاقة المتجددة ويعتبر الأوحد.
? لماذا يعتبر استخدام نظام الطاقة الشمسية مكلفا؟
تشمل التكلفة لنظام الطاقة الشمسية 3 عناصر أساسية، هي الاستثمار الأولي من شراء معدات وألواح شمسية وأي نوع تكنولوجيا، وتكلفة التشغيل والصيانة على مدار العمل، وجانب تمويلي يشمل الفوائد.
مقارنة بالاستثمار في نظام الطاقة التقليدية مثل النفط والغاز التي تعمل على مدار الساعة، فإن الاستثمار في نظام طاقة لا يعمل في السنة سوى 25 في المئة في المتوسط، يعتبره المستثمر تحديا لعوائد المحطة، وذلك أن نصف أيام السنة ليل، و50 في المئة من فترة النهار في الكويت غبار وغيم، وبالتالي فإن فترة الاستفادة الفعلية من هذه الطاقة لا تتعدى ربع العام تقريبا. لكن بتوطين تكنولوجيا تخزين الطاقة، سيتم استغلال الطاقة المتجددة لأقصى حد. كما بدأنا نسمع بأسعار تنافسية بأنظمة الطاقة المتجددة في الإمارات والسعودية ونتوقعها في الكويت في المشاريع المستقبلية والتي سوف تجعلها منافسة للأنظمة التقليدية.
? إلى أي مدى سيوفر الاستثمار في الطاقة الشمسية فرص عمل؟
سيوفر فرص عمل على محورين، في المحطات المركزية والتي تكون على سبيل المثال في مجمع الشقايا للطاقات المتجددة كمحطة مركزية موصلة على الشبكة وتوزع على كل شبكة الكويت، وفرصا تجارية تأتي من الأعمال المساندة، كالحدادة والتوصيلات الكهربائية والعدادات، فأي نظام يحتاج إلى دعم وصيانة.
أما المحور الثاني فيكون نظام الطاقة الموزع على أسطح المنازل والمباني ومواقف السيارات، سيوفر فرص عمل على مستوى المشاريع الصغيرة والمتوسطة ما يفتح مجالا أمام أصحاب الفرص.
? ما المجالات التي يمكن الاستفادة فيها من الطاقة الشمسية؟
لها تطبيقات كثيرة أولها وأهمها توليد الكهرباء، باستخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية التي تولد الكهرباء بشكل مباشر وتضخ في الشبكة، أو عن طريق الطاقة الشمسية الحرارية، ولدينا أيضا تحلية المياه، بالإضافة للقطاع الصناعي الذي يحتاج إلى البخار، حيث إنه عنصر مهم في عملية التصنيع.
وقد تم بحث أحد تطبيقات الطاقة المتجددة مع القطاع النفطي في استخراج النفط، فمع قدم بئر النفط تزداد لزوجة النفط، ولتخفيف اللزوجة نستطيع استخدام مجمعات شمسية حرارية تنتج البخار ويتم ضخه في البئر لتسهيل استخراج النفط.
? هل يلعب المكان دورا في مدى إمكانية تطبيق نظام الطاقة الشمسية؟
- طبعا، طبيعة الطاقة الشمسية تحتاج الأراضي الفسيحة التي لا يكون بها أي تظليل، لأن التظليل سيؤدي إلى تخفيف إنتاج الطاقة، ونقصد بالتظليل الذي يأتي من المباني العالية ومن الأماكن المدنية، وهذا عائق كبير لتكنولوجيا الطاقة الشمسية، ولذلك المناطق النائية تكون أفضل الأماكن في استغلال هذه الطاقة، ولكن هذا لا يعني أننا لا نستطيع استخدام هذه الطاقة في الأماكن المدنية إنما يجب أن تراعى بعض العوامل كالظل والمساحة.
? كيف يمكن لمواطن أن يحول منزله لمنزل شمسي؟
نسعى لتثقيف المواطنين المقبلين على بناء منازلهم واستخدام هذه التكنولوجيا، من المهم جداً أن يوفر مساحة متكاملة وليست مقطعة على الأقل 60 مترا مربعا وليس عليها ظل لتركيب ألوح شمسية، ومن المهم أن يعلم صاحب البيت أن الشمس ليست متوافرة على مدار السنة لذلك هذه الطاقة ليست الأساسية بل ستوفر عليه جزءاً، على الأقل ستوفر من 5 إلى 10 في المئة من فاتورة منزله.
نعلم أن من شهر مايو إلى سبتمبر بين الساعة 12 و4 عصرا تكون الشمس في ذروة حرارتها، ويرتفع استهلاك الطاقة الكهربائية إلى الذروة والذي يمثل تحدياً كبيراً على شبكتنا الكهربائية، لو كانت معظم مباني البلاد تحتوي على ألواح طاقة شمسية، فسيكون ذلك كمحطة إضافية تضخ الكهرباء للشبكة في فترات الذروة.
? هل يستطيع المواطن أن يبيع فائض مخزون الطاقة الشمسية لديه للدولة؟
نطمح لأن يصبح لدينا في الكويت بورصة لبيع الطاقة الفائضة من تكنولوجيا الطاقة الشمسية في المنازل والمباني، بوجود عدادات ذكية ومنسق، حيث إن هذه التقنية جار العمل في تطبيقها في بعض الدول، أو أن يفسح المجال لمستثمرين بتأجير أسطح المنازل وتركيب ألواح شمسية وبيع الطاقة، ولهذا نحتاج الى تشريع وإطار قانوني وتنظيمي لتلك التطبيقات.

 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي