No Script

رسالتي

إلى أين يقود العنصريّون... البلد؟

تصغير
تكبير
أعظم سلاح تتمسك به الدول الواعية وتحرص على تقويته من أجل أمنها واستقرارها، هو سلاح الوحدة الوطنية.

فبدونه تعيش البلدان صراعات داخلية، تمزق وحدتها وتضعف كيانها، مما يؤدي إلى زيادة الأطماع الخارجية فيها.


والكويت بلد تتخاطفه الأطماع والأخطار من كل مكان، لذلك هي بحاجة إلى تعزيز روح التآخي والتلاحم بين أبنائها.

ولطبيعة عملي في الميدان التربوي، واطلاعي على المناهج التعليمية في جميع المراحل الدراسية، فقد وجدت حرص الدولة على تأكيد مفهوم التآخي والترابط بين أبناء المجتمع من خلال المناهج الدراسية.

كما وجدت حرص وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على تعزيز المفهوم نفسه من خلال الخطب والنشرات الموزعة على أئمة المساجد والعاملين فيها.

ورغم كل الجهود التي تبذلها الدولة من أجل تقوية الصف الداخلي، إلا أنه للأسف نجد بعض الفئات المنبوذة في المجتمع - بسبب أفكارها - تحاول تفتيت هذه اللُّحمة، وإضعاف الجبهة الداخلية!

هناك حملة ممنهجة يتّبعها بعض العنصريين، ينفقون من خلالها الأموال، فيوظّفون بعض الأبواق الإعلامية، ويشترون ذمم بعض سفهاء الأحلام وسييء الأخلاق من أجل مهاجمة مناهضي عنصريتهم.

ولا يكاد البلد تنتهي من إخماد فتنة كادت أن تحرق المجتمع، حتى سعى أولئك النفر إلى إشعال شرارة أخرى!

لقد عاشت البلاد فترة من الزمن تحت موجة الهجوم على ما يسمّى بالمزدوجين، وهو هجوم تجاه من ينسب له الازدواجية مع إحدى دول الجوار الشقيقة.

أما من له ازدواجية مع جنسيات غربية أو أميركية فهؤلاء خارج الحسبة، ومرفوعة عنهم الملامة!

ثم دخلنا هذه الأيام في فتنة وإزعاج قضية «المزوّرين»، وتمت مهاجمة من طالبوا ببسط سلطة القضاء في الحكم على صحة سحب الجناسي من عدمها، وجاء من يزعم بأن هذه المطالبة هي حماية للمزوّرين!

لقد كان الاتهام بالتزوير في بادئ الأمر ضد أبناء القبائل، إلا أن آلة تمزيق المجتمع قد أكملت طريق شرّها لتمس أسماء أبناء العوائل من المناطق الداخلية!

أود أن أسأل هؤلاء العنصريون: هل بالفعل أنتم تحبون الكويت وحريصون على مصلحتها وبقائها واستقرارها؟

إنني أشك في ذلك.

يقيني أنكم تبحثون عن مصالحكم الخاصة، وتعتقدون أن لكم دماء تختلف عن البقية، وتريدون أن يكون لكم تميز عن بقية المواطنين!

لقد ملّ الناس من تذكيركم بالدماء التي اختلطت من جميع أبناء الكويت بمختلف أطيافه ومذاهبه، من أجل الدفاع عن الوطن أيام الغزو الغاشم.

وعجز الناس عن ردع عنصريتكم بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تدعو إلى نبذ العنصرية البغيضة.

وتعب القوم من تفهيمكم أن من أهم عوامل قوة الدول المتقدمة، هي حرصها على تعزيز روح المواطنة والتمسك بالهوية لدى أبنائها.

ومع ذلك كله لا تزالون في غيّكم تعمهون!

أتمنى ألا تلتفت القيادة السياسية والحكومة، إلى دعاواكم العنصرية البغيضة، وأن تستمر الدولة في تعزيز الروح الوطنية.

فالكويت هي الأم التي تحتضن جميع أبنائها، ولا ينبغي أن تسمح لبعض العنصريين من أن يفرّقوا جمع العائلة أو يشتّتوا شملها.

Twitter:@abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي