No Script

أصبوحة

ثقافة التعصب والتطرف

تصغير
تكبير

لا شك أن العملية الإرهابية التي ارتكبت في نيوزيلندا، وقتل فيها ما يقارب الخمسين مصلياً في مسجدين، وإصابة عدد آخر منهم، هي جريمة مروعة ووحشية، كان محركها التعصب والكراهية للمختلف الآخر، الذي نتج عنه تطرف في الشعور والسلوك.
ارتكبت هذه الجريمة النكراء، فقط لأن المستهدفين كانوا مسلمين، ينتمون لديانة تختلف عن ديانة القاتل، وهذا يشير أن البشرية ما زالت تراوح عند بدائيتها، ولم تتخلص من مشاعر كراهية المختلفين، سواء كانوا من ديانة أو مذهب مختلف، أو من عرق آخر أو لون آخر.
وتشير الدراسات إلى أن مناهضي التعصب، هم متعصبون من دون أن يعوا أحياناً، فقد يتعصب الإنسان لانتمائه أو لأفكاره، التي قد تكون أفكاره هو كفرد، من دون أن يكون شرطاً أن يشاركه آخرون بها، فيرى أنه أكثر فهماً من الآخرين، أو أفضل من الآخرين بشكل أو بآخر.


إن تغذية المجتمعات لأشكال التعصب القومي أو الإثني أو القبلي، قد يكون سببها سياسياً، لكن نتائجها كارثية مدمرة على الإنسان والمجتمع، فالأساس هو التقدم، ليس فقط التقدم بشقه التكنولوجي والعلمي، لكن أيضاً بشقه الأخلاقي والمعنوي.
لكن هل ستغير الإدانات والاحتجاجات مثل هذه الأعمال المتطرفة؟ لا أظن طالما ظلت السياسة تستفيد منها، لتحقيق السيطرة على المجتمع أو الدول والشعوب، فكل الإدانات لممارسات العدو الصهيوني، ولسيطرة اللوبي الصهيوني في مناطق العالم، لن تغير من السياسة الإسرائيلية أو الأميركية، لكنها بالتأكيد تشكل ضغوطاً عليهما ووعياً متراكماً عند الناس.
التعصب تخلف، وسيظل البشر متخلفين طالما ظل هناك تعصب من أي نوع، فالتحضر هو احترام الآخر واحترام الاختلاف، إذ إن حتى من يدعي الديموقراطية ويتشدق بها، يعاني من مركب التفرد والذاتية والشخصانية في كثير من الأحيان.
إن الغلو والتعصب والتطرف، موجود حولنا في كل جوانب حياتنا، حتى في الإعلانات المنتشرة في الشوارع، وتوجد في تجليات العنف في الشارع والمدرسة، وتوجد في المناهج الدراسية والقوانين الحكومية، البذرة الحقيقية مزروعة في الثقافة، والثقافة لا تتغير بمجرد الإعلان والقرار.
لا أصدق:
لا أصدق أن خبر حرمان المواطن المشارك في مظاهرة، من حقوقه الدستورية في الانتخاب والترشيح، ولا أصدق أن مثل هذه المشاركة، تعتبر جريمة مخلة بالشرف والأمانة، ولا أصدق أن الاحتجاج ضد الفساد، جريمة مخلة بالشرف والأمانة، ولا أصدق أن هذا يحدث في الكويت الديموقراطية، ذات الدستور الذي يرتكز على الحريات.

osbohatw@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي