No Script

نفسياسي

شلون الوالد والوالدة؟

تصغير
تكبير

«شلون الوالد والوالدة»؟ جملة... نسمعها دائماً وبشكل اعتيادي ويكاد يكون روتينياً، لدرجة أن يوجهها البعض منا نسياناً لمن فقد أباه أو أمه، من دون قصد إساءة بالطبع!
نحن مجتمع مجامل بطبعنا، ومن ضمن السلوك الاجتماعي للمجتمعات المجاملة هو ترديد أفرادها للكثير من المفردات المتعود على استخدامها في المناسبات العامة أو عند اللقاء، دونما قصد لبحث الإجابة، وأدل كلمة على ما أقول هي كلمة «شلونك... عساك بخير»، والتي لا يقصد السائل بالطبع السؤال عن لون الشخص الآخر بل عن حاله  - لعدم الناطقين بالكويتية - وهنالك افتراض ضمني أن تلك الأسئلة الروتينية تستجلب فوراً في ذهن وسلوك المتلقي رد فعل تلقائي، وهو على وزن «الحمد لله... بخير».
لا أعتقد أن كثيراً ممن وجه هذه الأسئلة بشكل روتيني للآخرين، كان يتوقع من الآخرين أن يجيبهم بشيء مثل «الحال مو زين»، أو يبدأ بسرد مشكلة يعاني منها، بل سأزيدكم، أن من يخرج عن حدود الأسئلة والأجوبة الروتينية والمتوقع طرحها وإجابتها بشكل مجامل، سيتم الاستغراب منه ومن تصرفه، ويا ليت الخروج عن المألوف يحدث أثناء العبور السريع في الممرات، حيث نكثر من السلام على الآخرين والسؤال الروتيني عن أحوالهم، غير متوقعين منهم غير الإجابة بـ«الحمدلله... زين»!


من ضمن الأسئلة التقليدية التي نوجهها للكثيرين أحياناً هو السؤال عن أحوال «الوالد أو الوالدة»، وهي أسئلة لطيفة تشير لاهتمام السائل بالكيان العائلي الأكبر لمن يوجه له السؤال، لكن المشكلة أننا في زحمة الاستخدام التلقائي لمفرداتنا الاجتماعية قد نوجهها للشخص الخطأ، كسؤالنا أب أو أم عن ولدهما المتوفى، أو سؤال من فقد أباه أو أمه أو الاثنين معاً عن أحدهما... أو كليهما!
قبل أيام... عقدت ندوة سياسية لا أهتم كثيرا اليوم بنشر محتواها، لكن الكثيرين - جزاهم الله خيرا - كانو يبادروني بالسلام والسؤال عن أحوال الوالد، وعند ختام الندوة قلت لهم التالي:
«يبدو أن الكثير من الإخوة يعتقد أنني ابن للعم الحاج عباس الخضاري النائب السابق، وشقيق والدي، وأنا أشكركم لافتراضكم أنني ابنه فجميع أبناء عائلتنا هم أبناؤه، وهو من بنى لنا اسما نعرف فيه في هذا المجتمع، وهو من تعهد والدي بالرعاية والتربية عندما توفي والدهما ووالدي طفل صغير، فالعم عباس هو جدي أكثر مما هو عمي وأفتخر كثيرا بنسبتي له، وأطمئنكم أنه وبفضل دعواتكم له وبفضل أعماله الطيبة بأفضل حال، لكن من أراد بسؤاله فعلا السؤال عن والدي إبراهيم حسين الخضاري، فأبشركم أن حاله أحسن من حال عمي... فهو بين يدي الغفور الرحيم منذ خمس سنوات!
رحم الله والدي... وأطال الله في عمر عمي وآبائكم وأمهاتكم جميعاً.

alkhadhari@gmail.com
Twitter: @dralkhadhari

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي